السبت، 19 مارس 2016

صالون ابن القناة وسيناء ..29 مارس 2016م

عفوا أيها الأعزاء
نحن تاريخ أقربه ماجد
29مارس
‏الثلاثاء‏‏ 05 مساءً‏ · الجمعية الإفريقية
الأشخاص المهتمون: ‏12‏ · الأشخاص الذين سيحضرون: ‏27‏

حقيقة الأسماء ..ديوان شعر فصيح ..د زينب أبو سنة

قراءة ورؤية
...................
حقيقية الأسماء ديوان فصيح
يستأهل الاحتفال للمبدعة القديرة د زينب أبو سنة
..........................................................
ديوان حقيقة الأسماء
.........................
*ديوان من الشعر الفصيح يقع في 106صفحة ،الغلاف غير تقليدي بني
ودرجات من الأصفر وأبيات من نصوص الديوان تزين الغلاف الخلفي والأمامي في شكل فني جميل ....
*الإهداء مختصر جدا :إلى جميع أحبابي ..
*الديوان قصيدة واحدة :حقيقية الأسماء تتكون من ثلاثمائة بيت ونيف..
*الديوان كله يسبح في موسيقى بحر الوافر المجزوء ،وهو بحر شريف ،كتب فيه
العرب بوفرة لفصاحتهم ولصفائه ،وعدم وجود جوازات كثيرة في موسيقاه ،
وقد غلب المعنى الموسيقى أحيانا ،وبراعة
الشاعرة ،والرتم الداخلي الساري في الديوان والنابع من اتساق عناصر تجربة
الشاعرة المبدعة لايشعر المتلقي معه بأية هنة موسيقية ..
*التزمت الشاعرة في الديوان تنويعا موسيقيا مبدعا يدفع الرتابة ويجذبنا بأن جعلت
لكل ثلاثة أبيات قافية ،وهذا التجديد أكثرمنه شعراء الرومانسية في العصرالحديث ، وزاد عند شعراء المهجر ومن تلاهم .
*عنوان الديوان :حقيقة الأسماء يأخذنا منذ اللحظة الأولى إلى عمق التجربة ،
وإلى نزعة دينية حقيقية تغلب عليها روح التصوف تقول الشاعرة في أبيات ثلاثة
على الغلاف الأخير تفتح الباب لندخل
من خلالها إلى عالمها -تقول:
عرفت حقيقـــــــة الأسماء والأبعاد في لمحة
أسبح باسمك اللهم بالإمــــداد والنفحـــــــــــة
لأن السر في الأسماء ليس السر في السبحة
..................................................
الأبعاد ..الإمداد ..الأسماء ..النفحة ...السبحة ..
نحن أمام ألفاظ وعبارات وأدوات من صميم عالم التصوف الذي هو سر أسرار
هذا الديوان
*الشاعرة أرادت أن تلج لبعض حقيقة الأسماء من خلال التعمق في تناول
المتصوفة لحقيقة الكون والوجود والعلاقة بين الخالق والمخلوقات ،وتميز الإنسان
لأنه إنسان مكرم ،ولأنه يستطيع القرب والاقتراب ،والعشق والوله ،وتغشاه أنوار المحبوب ،وتوغل في هذه المسألة لتصل لعلم لدنيّ لا يعلمه إلا من ترقى في سلالم القرب ،ونال مالم ينله غيره من نفحات الاقتراب ،وهذه النظرة المتعمقة في حقيقة الأسماء هي عقل هذا الديوان الذي يعكس بعدا ثقافيا موسوعيا للشاعرة التي تكتب الشعر بأكثر من لغة ولها تجارب إبداعية في أكثر من فن وهي فنانة تشكيلية عالمية –ذلك
كله أعطى عمقا للتجربة التي تداخل فيها الخاص والعام ورسمت لنا لوحات مبدعة بالكلمات ،لوحات كلما تأملنا وجدنا الكثير من الجمال ،لقد تمسكت الشاعرة باللغة الفصحى ،ورصانة الأسلوب ،ولم يمنعها ذلك من استخدام تقنيات حداثية في
رسم صورها تقول :
وكم شمت يداي الحب كم ذاقته أشواقي
وكم شافته أحزاني وكم حسته أحداقي
وبات الصمت مسموعا لتملأ كل آفاقي
............................................
*عندما نتساءل عن أسرار تميز هذا الديوان نجد تلك الحميمية التي تنشأ بيننا
وبين الديوان من أول بيت وحتى آخر بيت لأن الشاعرة تجذبنا لعالمها وتستخدم
قدرتها الإبداعية المتميزة في القص ،فنقرأ الديوان وكأننا نقرأ سيرة ذاتية ،
وتجربة إنسانية مبدعة محورها الشاعرة ومحبوبها ،وهو المحبوب الذي لا ثان
له ،تستحضره وتتبتل في محراب عشقه المباح ،تخاطبه وكأنها تراه ،وتثق أنه
يراها ،تتوسل ،وتتلقى النفحات وتغمرها الأنوار ،في أول
مقطوعة تقول :
على أهداب نافذتي تعثر ملتقـــى الأحبـــاب
أفتش في مخيلتي وفي تغريبــــــــة الأبواب
عن الزمن الذي ولى وأبكي في جوار عتاب
......................................................
ياء المتكلم المبدعة والأنا في :نافذتي .مخيلتي .أبكي
وفي آخر مقطوعة تقول :
ونحن في الملا برق ويخفي ضوؤه الميقات
هدانا بعدما كنا نماري رجعة الحيـــــــوات
بوادي التيه متسع لخطفة هادم اللـــــــــذات
...................................
البداية :نافذة وحيرة وتغريبة الأبواب
الختام :معرفة وهداية وتسليم مبدع بالقدر
............................
*الحب والعشق الإلهي سر من أسرار الصوفية ،وذوبان المحب
في المحبوب ،ووصوله لأعلى درجات الترقي في سلم العشق
(كن فيكون )هذا الحب تدور حوله أغلب مقطوعات الديوان
وتقتبس الشاعرة من معين الله الذي لا ينضب المحفوظ إلهيا
القرآن الكريم ،وتدرج بعض الألفاظ والعبارات في مقطوعاتها
،فيزيد الجمال والبهاء ،وتسري روح شفيف من الجمال في
الديوان تقول :
بواد غير ذي زرع أفتش عن لقــــــــاء حبيب
أجاهد للوصول إليه فاجعل لي الوصول قريب
أدرت الظهر للدنيا فبت بها كألف غــــــــريب
وتقول :
قميصي قد من قُبل تجاه شوطيء المعشــوق
على أعتاب مولاي خلعت الهيكل المــــرهوق
وأسكب مسك شرياني حروف العاشقين بروق
وتقول :
أنا أقسمت ساجدة بنور سماك والطارق
بأن أبقى على عهدي أمام بهائك الخارق
وحين أجبت لي سؤلي تنفس قلبي الغارق
وتقول :
ليال عشر انبثقت كمـــــــــــال سطوعها بالقلب
جميع جوارحي سجدت وذاتي في هواك الصب
توضأت بدمع العين صليت صلاة الحــــــــب
وتقول :
هو الموجود وهو الحي وهو الواحد الأبدي
بلغت بواطن المعنى وعيد الروح بين يدي
أنا هو ثوب هذا النور سر الكوكب الدري
...............................................
هذه أمثلة فقط فحقيقة الأسماء ديوان لا تكاد تخلو مقطوعة من لفظ موح دينيا
وآخر فيه نزعة صوفية متبتلة في حقيقة سر هذه الأسماء .
*ومن الإبداع الموازنة التي توصل إلى اليقين واستخدام الثقافة الموسوعية في ذلك
تقول الشاعرة :
صباح الشمس والأغيار والأسرار يا قــــدوس
صباح مترع بالضـــــوء لا(ديانا) لا (قدموس)
وحسبي متعتي بالحس إن لم أبصر المحسوس
................................................
*أما رموز الصوفية فهي تسري في كل الديوان ألفاظا
وروحا تعطيه تميزا وعمقا وجمالا وبهاء فهي روح
تتمسك بالشريعة والعقل فلا ضلال ولا شطح .
تقول :
كثلج ذبت في كأسي سلاف الخمر أحياني
ورشفة منتهى عشقي تضوع عطر أفناني
وألزم خلوتي قربا هوى المعشوق أفناني
..........................................
وتقول :
يليق بي الخروج الآن من جسدي إلى الإمداد
أنا تلقاء بادئة الحلول ونشـــــــــــــوة العباد
وحين أضأتني حبا مشيت بموكب الزهــــاد
...............................................
*حقيقة الأسماء يبحر فيها الأولياء ويقوى بها الأنبياء ،وهي سر الأسرار
في الكتب السماوية ،في ذلك تقول الشاعرة:
سيعلو الشوق مبتهلا على إغصان إيماني
يرتــــــل ذكـــر آيات لإنجيل وقـــــــــرآن
سلامـــــــــا أيها الأواه يا مزموري ألحاني
......................................
وتقول :
وأقبس من سنا موسى شعاعا من بياض يديه
ومن يعقوب أنفاسا تنبيء بالرجــــــوع إليه
ومن لقمان حكمته التي انسالت على شفتيـــه
.................................................
وتقول :
أما أخرجتني من يـــــــــــــم أوزاري إلى البـــــر
وأنت شددت لي أزري وأنت شرحت لي صدري
صمدت صمود أيوب فنلت مثوبة الصبــــــــــــر
....................................
*وبعد فإنني في هذه الإطلالة أحلت القاريء إلى حروف الشاعرة ولم أفعل
سوى نقل أمين لبعض المقطوعات التي تلقي الضوء على ديوان من أكثر
الدواوين في قيمته الإنسانية والجمالية ،وقد عبرت عن نفسها الشاعرة
في كل المقطوعات بلا استثناء حتى التي حكتها عن المحبوب ،تقول
تعبيرا عن نفسها في قمة من أعلى قمم الديوان جمالا :
لك الميقات والصلوات والدعوات الأسمـــاء
هنا حيث الجمال الحق تخفق باسمه الأشياء
أحبك منذ بدء البدء مــنذ تنهدت حـــــــــواء
........................................
وتقول :
وأنت جذبتني للزهد وأنت عصمتني مني
وإن ما مسني ضر أرحت بلاءه عــــــني
دعوتك فاستجبت رضا فذقت حلاوة الدن
.................................................
وتقول :
وزينب حلم فينوس التي خرجت من الأصداف
وفوق الموج حالمة تهـــادى شوقها الزفزاف
ونقصي فيك مكتــــمل لأنك كامل الأوصاف
...........................................
وتقول :
أنا لا أكتب الأشعــــار فالأشعار تكتبني
قصائد منتهى عشقي من الهادي تقربني
وكوني حينما يسعى لوجه الحب يجذبني
..............................................
*لقد وصلت الشاعرة بنا إلى الغاية الكبرى
إلى حقيقة الأسماء هذه الحقيقة الأزلية الأبدية ليست كلاما
ولا إبحارا في مجهول إنها حقيقة تكشف الزيف وتوصل لشواطيء
الحق ،والحق هو من يعرف الحقيقة وإليها لايرشد وبها ينجو كل ساع إليها بإخلاص
تقول الشاعرة :
.................
رفعت غشاوة العينين أصبح عشقي استغفار
وتبقى غايتي القصوى تجنبني عذاب النار
سياتي القرب شهد الحب كفلا من يد الغفار
.........................................
*كم أشكر الشاعرة القديرة على هذه التحفة الفنية الراقية معنى ومبنى
هذا المعين العذب من التجليات والإلهامات الإلهية...
أشكرها على أن أتاحت لي فرصةالإبحار في هذا اليم الذي استمتعنا
فيه بالعوم ،وعدنا ،والشوق إليه يغلبنا...
..........................................
*أختم بمقطوعة تقول فيها الشاعرة :
لك الحمد والملكوت والأقــــــدار والآلاء
لك التسبيح والترتيل والصلوات والأسماء
فأنت تقلب الألباب في كفيك كيف تشـــاء
..............................................
المستشار
صالح شرف الدين
السبت:القاهرة في :
12 مارس 2016م