الجمعة، 14 أبريل 2017

يحيا شباب الحرية




كتب الشاعر فاروق جويدة في صحيفة الأهرام المصرية الرسمية هذا المقال المتضمن رأييه وآخر قصائده



.................................................. .................................................. .....................



في حياة الشعوب لحظات يكتبها الشهداء بعطر دمائهم الطاهرة وهي أغلي ما يملكون وفي صخب المزادات والصفقات



ومواكب الانتهازيين والأفاقين يسقط كل شيء وتبقي علي وجه التاريخ سطور قليلة تحمل أسماء هؤلاء الشهداء الذين



قدموا لأوطانهم أغلي وأعظم ما يملك الإنسان وهي حياته كانت ثورة شباب مصر يوم‏25‏ يناير واحدة من هذه الأحداث



التاريخية الفريدة التي تغيرت معها كل الأحداث والحقائق والمزايدات ومواكب التدليس والاحتيال والنهب‏..‏ سقطت



منظومة كاملة من الفساد والخيانة والدجل‏..‏ وظهر وجه مصر وهي تعانق شبابها القادم بعد سنوات عجاف طالت بين



القهر والإذلال والاستبداد والتسلط‏..‏لاح وجه مصر أمام العالم كله وأطلت بشموخها العريق الذي أسقطته مواكب الفساد



وعادت لها ريادتها التي أطاحت بها مواكب الأقزام والسفهاء وحملة المباخر‏..‏ واستردت دورها الذي تاجر فيه السماسرة



والعملاء‏..‏خرجت مصر وعلي رأسها تاجها القديم تتناثر دماء الفرحة علي وجهها الجميل وهي تودع زمنا كئيبا جاحدا



سفيها وتستقبل زمنا آخر وهي تحمل شهدائها الإبرار بين يديها تقدمهم قربانا للحرية وثمنا للشموخ والعدل‏..‏



في لحظة تاريخية فريدة تشبه المعجزات رغم أن زمان المعجزات قد مضي خرجت مصر بشبابها لتصبح حديث العالم كله‏..‏



كانت صيحات الشباب في ارجاء الكنانة تهز عروش العالم شرقه وغربه والشعوب تنظر إليها بكل مظاهر العرفان للملايين



الذين زحفوا بجوعهم وفقرهم وأمراضهم يواجهون الطاغوت‏..‏كانت الإرادة أقوي من صرخات البطون‏..‏ وكانت العزائم



أقوي من الرصاص الحي وقنابل الدخان ومصفحات الأمن‏..‏



في هذه المحنة فقد الأمن ضميره وصوابه وعقله ومسئولياته‏..‏



عادت مصر العظيمة تبهر العالم كله وتبعث رسائل مجدها وشموخها من جديد‏..‏ ملايين البشر خرجوا إلي الشوارع



يطالبون بالحرية والعدالة وهل هناك شيء أعظم من العدل والحرية والعدالة‏..‏إنها صرخة الأوطان والشعوب في كل زمان



ومكان‏..‏ لقد خلقنا الله أحرارا‏..‏ وجعل لنا العدل ميزانا ولن يستوي إنسان حر يحلق في سماء الله مع إنسان آخر حصدت



السجون سنوات عمره‏..‏في بعض الأحيان تفقد الكلمات بريقها وتختفي وتصبح طيفا باهتا أمام الحقيقة‏..‏ وما حدث في



ميدان الحرية وليس ميدان التحرير كما كنا نسميه كان أكبر من كل الكلمات وأعظم من كل الصفحات فحين تسيل الدماء



يخبو كل شيء الكلام والسلطان والأموال والصفقات والنصابون والدجالون والقتلة‏..‏



خرجت مصر من سجنها وهي تعانق علي أبوابه المتهاوية وجوه شبابها الذي استطاع في لحظة دامية أن يخلصها من



قيود العبودية‏..‏ والتسلط والطغيان‏..‏



ماذا أقول عن هؤلاء الشباب وهم أعظم هدية قدمتها مصر لنا ونحن نعيش خريف أيامنا ووحشة ليالينا‏..‏



ماذا أقول عن هذا السجن الكئيب الذي قضينا عمرنا نحاول الخروج منه وكان دائما يحطم أحلامنا‏..‏



ماذا أقول عن أجيال تساقطت أمام هذا الهيكل المتهاوي وعجزت عن اقتحامه أو الإطاحة به‏..‏ ماذا أقول عن هذا الطاغوت



الذي غير ألوانه ووجهه الاف المرات ليبقي جاثما علي أحلامنا وأمانينا وزهرة شبابنا‏..‏



في منتصف ليل يوم الجمعة الدامي كانت حشود الأمن المركزي تقتحم صفوف الشباب وهم يتساقطون كأوراق العمر لتكتب



مصر بدمائهم الطاهرة حياة جديدة لأجيالها القادمة بعد سنوات عقم طالت‏..‏



تذكرت يوم أن كنت في عمر هؤلاء الشباب في مظاهرات طلاب جامعة القاهرة في عام‏1968‏ واقتحام قوات الأمن المركزي



لقاعة المحاضرات الكبري ونحن نتظاهر ضد نكسة‏67‏ ومن صنعوها كان أول ظهور لهذه القوات وكان استخدامها لأول



مرة ضد شباب ثورة يوليو في كل جامعات مصر وسقط منا الشهداء وصعد منا الوزراء بينما توارينا نحن خلف أطياف



الذكري نسترجع لحظات عشناها خارج الزمن‏..‏



ومن يومها وأنا أحلم أن أري يوم سقوط هذا الطاغوت الأمني الرهيب‏..‏ من يومها وأنا أنظر حولي كلما عبرت حشود



الأمن المركزي وأقول متي أري هذا اليوم وهل أعيش لكي أراه‏..‏ وعشت ورأيته علي كوبري قصر النيل والمصفحات



والعربات والحشود تتهاوي وتتراجع أمام ثورة الشباب المصري الغاضب انهارت حشود القهر علي رؤوس كهانها



وانتهي السباق وتهاوي الطاغوت لتتعانق في سماء ميدان الحرية التحرير سابقا مواكب جيش مصر العظيم مع أرواح



شهدائها الذين ماتوا تحت مجنزرات الأمن المركزي‏..‏



اندفعت حشود جيش مصر الذي شيدناه علي عيوننا ليبقي الدرع والأمن والكرامة والضمير كم كنت فخورا بيني وبين



نفسي أن هذا الجيش يردد كل صباح نشيده الذي أهديته له منذ سنوات‏..‏



حين خلت الشوارع من قوات الأمن‏..‏ وحل الظلام علي مدينتنا الشامخة كان شباب الأحياء من المدنيين يقيمون



المتاريس والحواجز ويقفون علي دبابات قواتنا المسلحة يحلمون بالحياة والأمن والكرامة‏..‏



لا أحد يعرف ـ وأن كان الحساب سيأتي ـ من الذي سحب قوات الأمن من الشوارع‏..‏



من أطلق اللصوص علي المحلات التجارية‏..‏



من الذي فتح أبواب السجون بكل ما فيها من التحصينات والأبواب الحديدية لتنطلق منها مواكب المجرمين في



كل الشوارع والمدن‏..‏



من الذي أمر بإطلاق الرصاص الحي المحرم دوليا علي صدور شبابنا الثائر ليسقط‏300‏ شهيد كما ذكرت وثائق الأمم المتحدة‏..‏



من الذي أقام مذبحة كوبري قصر النيل ليسجل التاريخ واحدة من أكبر المذابح التي لم تشهدها مصر في أي عصر من العصور



‏..‏ هل هي قيادات الأمن ام حكومة النهب والسرقة السابقة أم أن هناك أسماء أخري تنتظر حسابها مع التاريخ‏..‏



كانت آخر هدايانا لشهداء شبابنا الثائر قطيعا من الجمال والحمير والخيول وعربات الكارو التي اقتحمت ميدان الحرية



بأعداد رهيبة من بلطجية الحزب الوطني لتسجل إحدي قصص التخلف بين من يركبون الجمال ومن يعيشون العصر‏..‏



كانت صور الجمال والحمير علي شاشات الفضائيات العالمية فضيحة مدوية في كل أرجاء الدنيا



لقد كتبت آلاف المقالات ومئات القصائد ولكنني أشعر اليوم بضآلة غريبة وإحساس بالعجز أمام هذا التاريخ العظيم الذي



كتبه شباب مصر في ميدان الحرية أشعر أن ما حلمت به كل سنوات عمري قد تحقق في ليلة أسطورية كتبها هؤلاء



الشباب بالدم علي وجه مصر الشامخ أشعر الآن أنني استعدت شبابي الذي قضيته وأنا أحارب أشباح الفساد والجهل



والتخلف فشكرا لهؤلاء الذين‏..‏ ويبقي الشعر



نشيد الجيش



رسمنا علي القلب وجه الوطن

نـخيـلا ونيـلا وشعبـا أصيـلا



وصناك يا مصر طول الزمن

ليـبقـي شـبـابـك جيـلا فـجيـلا



علي كل أرض تركنا علامه

قلاعا من النور تحمي الكرامـه



عروبتنا تفتديك القلوب

ويحـميـك بـالـدم جيـش الكنـانـه



وتنساب يا نيل حرا طليقا

لتـحكـي ضفافـك معنـي النضـال



وتبقي مدي الدهر حصنا عريقا

بصـدق القـلـوب وعـزم الرجـال



يد الله يا مصر ترعي سماك

وفـي سـاحـة الحـق يـعـلو نـداك



ومادام جيشك يحمي حماك

ستمضي إلي النصر دوما خطاك



سلام عليك إذا ما دعانا

رســول الجـهــاد لـيــوم الفــداء



وسالت مع النيل يوما دمانا

لنـبنـي لمـصـر العـلا والرخــاء



أعادوني لشبابي‏..‏

تقف مصر اليوم بين عهدين‏..‏ عهد ما كان قبل‏25‏ يناير‏2011‏ وعهد ما بعد هذا التاريخ‏..‏ أشياء كثيرة تغيرت‏..‏ أصبح النيل أكثر شموخا وأصبح الوطن أكثر إيمانا‏..‏ حتي هواء الوطن أصبح أكثر نقاء بعد أن تكدست تلال التلوث في عيوننا وصدورنا وعقولنا زمنا طويلا‏..‏

أجيال توارت وراء أجيال‏..‏ ووجوه عبرت علي صفحة النهر الخالد وأحلام كثيرة في الحرية والعدل والمساواة سطرها قبلنا أبناء الشرفاء لهذا الوطن لتحمل لنا هذه الثورة المباركة التي أعادت لمصر وجها شامخا تصور البعض أنه انتهي‏..‏ وتعيد لنا إحساسا قديما بالكرامة تخيل البعض أنه رحل‏..‏ ليقف كل مصري الآن علي أبواب التاريخ رافعا رأسه ليكتب علي معابدها وآثارها وكنائسها ومساجدها وطرقاتها ومبانيها يحيا شهداء الحرية‏..‏ يحيا شهداء العدل‏..‏ يحيا شباب مصر العظيم‏

الخميس، 23 فبراير 2017

البرنو والأدب رؤية نقدية واقعية

استخدام (البرنو )
في الأعمال الأدبية ما له وما عليه (1)
...................
أعطاني واحد من أصدقائي المقربين رواية حديثة وطلب مني رؤية نقدية لها ،رحبت ،فاسم الرواية جذاب ،وشكلها جذاب ،ومن الصفحة الأولى وجدتني مندهش في 15 سطرا وجدت هذه الألفاظ:
(الجسد-السرير-يتحرش –يدغدغ-الفراش –حبيبي-العشق-الشوق-شفتيه –القبل –الغرام )
ولا مشكلة الموضوعية تقتضي التعامل مع الواقع ،أكثر من 200 صفحة ،وحوالي 20 فصلا ،وسيرة ذاتية لكاتب غير مصري،ترفض بلده نشر كتبه، وفي المقدمة يؤكد أنها سيرة ذاتية سيسرد ما مر به من أحداث ،وأنها واقعية ،وفجأة يخبرنا أنه يحيا بالتكوثر في كل البشر ولن يموت ......كيف ..ثم جمل حداثية لامعنى لها ..وتشخيصات هلامية لزجة ،وعبارات كأنها حشو واستعراض لغوي يميل للغموض ،ولا فن فيه.........
،ومن الصفحة الرابعة وجدت أنني وقعت في بئر من الهلاوس تتنازعني فكرتان:الأولى تطلب مني :أن أغلق الكتاب ،واطلب من صاحبي أن يضعه في سلة المهملات ،أو أضعة أنا في سلة المهملات بعد كتابة بلاغ للنائب العام كي يصادر هذا الكتاب ،والثانية تطلب مني التمهل والموضوعية ،وأن أكمل وأكتب نقدا موضوعيا عقلانيا ،فليس ذنب السكين أنها تذبح ، لكن يجب أن نتعلم كيف نتصرف أمام هذه الأشياء التي تلازمنا واستخدامها باستهتار يضرنا كثيرا ،وتفوز الفكرة الثانية فأكمل القراءة ،,أنا في حالة قرف شديدة أوصلتني للغثيان في أحيان كثيرة ،ولم يعصمني من القيء إلا فناجين القهوة وتصميمي أن أبتعد عن دفن الرأس في الرمال وأن أتصدي لهذا العمل الموجود بالفعل بموضوعية بعيدا عن أي عواطف ،وقررت ألا أذكر اسم العمل أو المؤلف حتى تتسع حدود الرؤية لتشمل علامات استفهام كثيرة ،على أعمال روائية وقصصية وشعرية ،تتبنى ما يريده العدو من نشر الجنس والمخدرات حتى لا تقوى يد أو عقل على مواجهته ،ويفعلها أرباع وأنصاف المثقفين بجهل كثيرا ،وبوعي قليلا ،وأن تتناول الرؤية
العموميات لتنطبق على عشرات بل مئات من الأعمال الأدبية التي تنتهج المنهج نفسه للانتشار عن طريق اثارة الغرائز والطعن في المقدس ،وكشف المستور حتى لو كان كشفه محرما ،دون وازع من حياء طبيعي أو خوف من أن يفسد ذلك الصغار من المراهقين أو الشباب ،والحقيقة ماثلة أمامنا في آلاف من المواقع الإباحية التي صارت في متناول الجميع وتدخل مع الهواتف المحمولة لكل مكان حتى غرف النوم ،وهذا سبب وجيه لكي نوجه رؤيتنا إلى كشف عوار هذه الأعمال ،والمحاولات الحثيثة الخبيثة لنشرها بكل الوسائل ،وأمام تسربها للأعمال الأدبية لابد أن نقول :
أولا:إن الكتابة عن الجنس إذا لم تكن في صلب العمل الأدبي ولها دور في الحبكة الفنية فهي تسيء له كثيرا ،فإذا حذفنا المشهد أو العبارات أوالجمل الجنسية ولم يختل البناء الدرامي فالكاتب يقصد اقحام هذه المشاهد لغاية غير أدبية وغير فنية ،وغير أخلاقية ولابد أن تثار حوله علامات استفهام كثيرة ، ويتحمل وزرها فلا يفوز أي عمل يتضمن مثل هذه الفقرات المنقولة من المواقع الإباحية وتجارب الساقطات –لايفوز في أي محفل من المحافل الأدبية ،ولو كان للجنس دور فيجب أن تعالج مسائله بحرفة لا تخدش الحياء ولا تصف ما لايفيد في الأحداث ولاتسترسل بالجهر بالسوء من القول ،وأغلب الأدباء الكبار عندما عبروا عن ذلك عبروا بأسلوب يوصل المعنى ولا يخدش الحياء لأنهم أدباء ليس من الأدب أن يهدموا حياء ألمتلقي ،ولا يريدون أن يخفي عملهم بعيدا عن أنظار من يحب من الأبناء ....
،وإذا لم نستطع أن نمشي عرايا في الشوارع وأمام أهلنا ،فلماذا نتجرد من الثياب على الورق..؟!
،ولماذا نبدي السوءات والعورات بدم بارد وحياء متحجر إلا لهدف ما أبشعة ألا وهو قتل حاضر أمة ومستقبلها ،سواء فعلناه بوعي كمتآمرين يسعون إلى الانتقام ،أو جهال ينفذون مشورات مسمومة لمستشارين متآمرين ،أو رعونة وقلة عقل وعناد فارغ .....!!
لماذا نعري ما ستره الله ،وسترته الفطرة السوية ،ووننحدر لأسوا من عالم الحيوان ؟
وإذا مر على الرقابة مشاهد العري في بعض الأفلام فلا يجب أن يمر علينا القصد إلى الإباحية ،وهدم الحياء بلا هدف سوى التربح والاتفاق مع أعداء الأمة على وأد المستقبل ،فهل هناك هدف سام لهذه المشاهد المقززة ،ما فائدة التصوير الفج لممارسة العادة السرية بالتفصيل الذي يستغرق صفحات ، وتفصيلات ممارسة السحاق وعدة مرات ..وبتشابه يصل لحد التماثل مع المواقع الإباحية ،ومن المعلوم الجهات التي تدير هذه المواقع وكيف تعجز دولا كثيرة عن مقاومتها ،وتصر ،فتتسرب إلينا عن طريق تلك الأعمال المتسترة في ثياب الأدب وهو منها بريء إلى أبعد مدى ...!
ثانيا :إذا كانت لأي رواية عناصرها الرئيسة :الزمان والمكان والأشخاص والععقدة والحل ،فمثل هذه الروايات التي تركز على العري للعري تكون ضعيفة فنيا :
1-الزمان :نجد أنه ممتد بلاهدف ولا معنى مجرد امتداد شكلي ،فنجد عبارة (ومرت عدة سنوات )في كثير من روايات البرنو ..هذا عيب كبير في عنصر الزمن ،هل مرت في بيات شتوي ،ألم تكن فيها أية أحداث ؟؟
2-الأماكن كثيرة لكنها غير فنية وغير مرسومة بدقة ،وديكور الأماكن مهمل، فالمهم هو شغل المساحات بالبرنو أو التمهيد له ،المكان لا عمق به ولا يتماهى مع الشخوص ولا الأحداث بل أحيانا يتنافر معها ،فمثلا :نرى مثلا: رواية لشخصية أجنبية ،ومع ذلك الأحداث في قرى وبيوت مصرية ،وحتى أسماء القرى فيها خطأ ،المكان والزمان والأشخاص تتداخل معا وتساهم في نمو أحداث الرواية فالمكان المسطح يسيء للكاتب ويقلل من فنية الرواية .
3-الأشخاص :لابد من رسم الأشخاص الأساسيين رسما جيدا من خلال السرد من الناحية :الفزيائية ،ومن الناحية النفسية ،ومن الناحية الاجتماعية ،أن تنتهي الرواية دون أن أعرف لون بشرة البطل أو البطلة أول لون عيونهما ،أو الدوافع النفسية المقنعة ،أو الترتيب في الأسرة عيب كبير .والعيب الأكبر أن تسلك الشخصية سلوكا غير منطقي وغير مبرر ،فهناك سمات اجتماعية تميز المجتمعات فلا يجوز نقل أحداث من مجتمع لآخر برفع اسم بلد ووضع اسم بلد آخر،وذلك من عيوب الفاضحة لتلك الروايات التي لا تهدف إلى الرقي الأدبي باحكام الصياغة الفنية ،ونلحظ تحجر الشخصيات وعدم نموها فهي أداة لنشر المجون لا لتطهير النفوس ونشر قيم الحق والخير والجمال كهدف سام من أهداف الأدب ...
4-العقدة :وهي تشابك الأحداث بصورة جذابة مثيرة تأخذنا إلى الحل عندما تصل العقدة ذروتها ،ومهما كان الحل فتشابك الأحداث يجب أن يكون منطقيا ،ومثيرا ويوصلنا إلى النهاية دون افتعال أو ترهل أو سطحية ،إن تفاعل الأشخاص في الزمان والمكان هو ما يثير ويجذب أما أن يحكي البطل أنه يقص سيرته وهو أجنبي ،والأماكن كلها مصرية سواء شعبية أو ارستقراطية هو من قبيل الاستخفاف بعقل القاريء ،وعدم المصداقية في السرد ،وهروب من الملاحقة في البلد الأصلي ،وذلك يبتعد بالعمل عن الرواية ،ولا يعدو أن يكون مجرد نص نثري تجريبي لم ينضج بعد .
5-عندما يكون الحل انتحارا غير مبرر يصحو منه البطل ليكتب الخاتمة الأكثر غموضا ،فذلك يؤكد أن العمل بعيد عن فن الرواية ،ولايمكن لأي استرسال في الحكي أن يشكل رواية مهما طال ،ومهما كان اسم الكاتب أو جنسيته ،فنحن نتعامل مع نص واقعي ،في أيدينا ،نفهمه وفق ما تبوح به الجمل والعبارات والفقرات من معان حتى ولو لم يقصدها الكاتب لكن صياغته أدت إلى ان نفهمها هكذا ....
وفي الختام نقول :
عندما نجد كتبا تنقل من صفحات المواقع الإباحية ،وتسب شعوبا بالكامل وتتهمها بالجهل ،وتسب ثورة وصفها دستور البلاد بأنها ثورة شريفة ونبيلة،وتسقط على المجتمع المصري عادات فاجرة ،لا يقوم دليل على تفشيها ،عندما نجد ذلك لن نطلب المصادرة والمنع بل نطلب من النقاد أن يفندوا أغراض هذه الأعمال التي لا أحسبها سوى طابور خامس ينخر في ثوابت أمة في رباط إلى يوم القيامة ، فكل ذلك لا يحدث صدفة ولابد من الوقوف ضده بحزم فني ممنهج ،ولدينا ثوابت أدبية راسخة تجعلنا نزدري هذه العمال الفجة التي لا تهدف إلا لازدراء ثوابتنا ،وعلى النقاد ألا يتخاذلوا في كشف تهافت هذه الروايات فنيا ،وأنها بأقلام مغامرين لهم أجندات غير أخلاقية وغير وطنية ،وإذا كان هناك من يفعل ذلك من المبدعين جهلا بغرض الشهرة لا تآمرا مع الأعداء فعليه أن يتوب ،ويعلم أن أي عمل أدبي محترم يخلده الزمن له رسالة يستقبلها الناس وتغيرهم للأفضل ،وأن قيم الحق والخير والجمال أساس الأدب بكل مكوناته من شعر وقصة ورواية ومسرحية ،وأن أي محاولة لهدم ثوابت المجتمعات ومقدساتها ليست فنا وليست أدبا ،ويجب أن يتم كشف الأهداف الحقيقية التي من أجلها يتآمر هؤلاء على مجتمعاتهم ،ويعملون معاول كلماتهم في ثوابته ومقدساته ،وإذا كانت فوضى الحرية أفضل ألف مرة من تقنين الظلم ،فالحرية هي أداء لواجبات ،وتمسك بحقوق ،فإذا أديت واجبي فمن حقي ألأيعبث أحد بثوابتي الدينية والأخلاقية والوطنية وإذا كانوا أحرارا في أن يقولوا ما يريدون فنحن أحرار في أن نكيل لهم ما يستحقون بالحرية نفسها ،فننزع ما يرتدون من أقنعة زائفة ،نكشف سوآتهم جزاء لما يرتكبون من حماقات في حقنا ...
..نحن واثقون من انتصار الحق في النهاية ......
أليس الله هو الملك الحق المبين .......
المستشار صالح شرف الدين
فبراير 2017م

الدورة 29 لصاون ابن القناة وسيناء


 دورة جديدة تتناول :
1-دور محو الأمية في نهضة الأمم ،ومستويات الأمية ،وأهم آليات محو أمية :القراءة والكتابة والأمية التكنولوجية ،وأمية المثقفين .
2-ومناقشة كتب مبدعة :ديوان العطر عصي على القتل للشاعرة سماح الجمال ،ورؤيها لكتاب :مازالت أجسادنا عالقة هناك للشاعر محمود الشامي
*ورؤية الشاعر محمود الشامي لكتاب العطر عصي على القتل ،وقراءة في ديوانه مازالت أجسادنا عالقة هناك
*والاحتفاء بكتاب إبرة حلم للشاعرة نور الجنة ،وقراءة فيه للشاعرة نور الجنة
3-،والاستماع لمداخلات المبدعين،ونصوصهم المبدعة .
*ذلك من الخامسة وحتى التاسعة في الجمعية الأفريقية 5 ش أحمد حشمت الزمالك
..خلف السفارة الجزائرية ،بمشية الله وتوفيقه.


السبت ٢٥فبراير موعدنا
وتالق الابداع