الخميس، 25 أغسطس 2011

مغرور

رأى المعجزة

لم يتراجع

ابتلعته

صارت جثته عبرة

آخر تحليق


بذل عاصم جهدا خرافيا ليحضر محاكمة الطيار،لا يعرف سر كراهيتة له،

صراع مازال يحتدم داخله،جزء فيه يتضاءل يتمنى أن ينجو،
يتذكر عاصم

ضياع أرض جده ،وتشرد أهله ،اثنان من أعمامه ماتوا في النكسة،

أخاه الأكبر مات في العبور ،باعوا دمه ،اعطوا أهله نجمةمعاشها عشرون

جنيها ،فرك عينيه لم يكن يصدق أنه أخيرا خلف القضبان،فوجيء بأنه دخل

محمولا على سرير ،لاتبدو إلا رأسه ،شعره مصبوغ وجه لا يعكس أية مشاعر
،وعيناه تومضان ،جلس عاصم في مكان يتيح له رؤيته رغم محاولة إخفائه
عن الكاميرات ،سبحان المعز المذل ،اصابته اجراءات المحاكمة بالملل ،


ينادون على كل شخص باسمه ،تتلو النيابة التهم ،يسأل القاضي المتهم عما
إن كان مذنبا أم لا ،يرد المتهمون دائما بإنكار كل التهم ،لاحظ كثرة طلبات المحامين ،من حضر منهم عن المتهمين أغلبهم من مشاهير المحامين ،ومن حضر عن الضحايا مغمورون ،المتهمون دفعوا ملايينا
،أنى للضحايا بها !؟

أسند عاصم رأسه بكفيه ،طال انتظاره لنداء القاضي على الطيار ،لا يدري كم

من الوقت مر ،سمع القاضي ينادي اسم الطيار رباعيا ،يسمعه لأول مرة ،

يرد الطيار بقوة :أفندم موجود يا أفندم ،تتلو النيابة التهم ،لم تكن مفاجأة

لعاصم ،المفاجأة أن الطيار قال :نعم أنا مذنب ...!!

،أنا مسئول عن كل ما حدث ...!!

،أنا كنت القائد أتحمل كل المسئولية...!!
،فوجيء الجميع بذلك ،فظلوا للحظات كأن على رءوسهم الطير

،ارتفعت ضوضاء شديدة لم يتبن عاصم مضمونهالكنها قادمة من القفص

الذي تكالب كل من فيه على السرير المسجى عليه الطيار ،

ومن ناحية محامي المتهمين....

صاح القاضي رئيس الجلسة هدوء ،ولما لم يستجب الجميع ....

صاح مرة أخرى من لا يلتزم الهدوء سيطرد خارج القاعة ،

طلب رئيس الجلسة من الحرس أن يحملوا سرير المتهم الأول ويحضروه

إلى المنصة الرئيسة ، نفذ الحرس الأمر...
أعاد القاضي السؤال ،وأعاد الطيار الإجابة نفسها ،جلس الطيار نصف جلسة
على سريرة ،وأخذ يحكي كيف ساهم في تدمير كل شيء ....

،صاح نجله الأكبر لا تصدقوه كبر وشاخ وخرف .....

، أمر القاضي بإخراجه من القاعة....واصل الطيار:عندما كنت نائبا اشتركت

في قتل مجموعة من كبار القادة المعترضين وضعناهم جثثا في طائرة وادعينا

أنها سقطت في البحر .....!!

،هنا صاح محاميه أنت غير متهم بذلك لماذا تعترف بتهمة لم يتهمك أحد بها ،

أنذر القاض المحامي بالحبس لو تكلم مرة أخرى...
وقال للطيار: خذ راحتك في الكلام ستعتبرك المحكمة شاهدا ملكا ولن تعاقبك إذا اعترفت بكل شيء، ومكنت المحكمة من محاسبة
كل المتورطين معك وزودتها بالأدلة الدامغة....
طر أيهاالطيار مرة أخرى وانصر العدالة...واصل الطيار نفذنا كل ما أضاع النصر ،قبلنا بأن تكون أرضنا العائدة بعدالنصرمنقوصة
السيادة،قبلنا التحكم فيها وتحديد عديد قواتنا بها ... والأسوأ
من ذلك أعطينا الأعداء صلاحية مراقبة 100كيلو داخل البلاد !!
كثيرون لا يعرفون ذلك ،نقلنا أغلب القوات إلى الصحراءبعيدا ،

عن المواجهة ..!!حاولنا هدم سد المياه لكن موجة الجفاف القاتلة
وحماية السد للناس أعاقتنا ،أدخلنا السموم للبلاد عن طريق المبيدات
والمقويات الزراعية ،والنفايات ،والاخطر أننا وضعناها في أطعمة الأطفال ،
قمنا بقتل من أعاق الخصخصة وبيع كل ما يملكه الشعب من شركات ناجحة ،وتم بيع القطاع العام وتشريدالعمال ،قمنا بإالغاء القوى العاملة
التي كانت تضمن لكل من يحصل على شهادة متوسطة أو جامعية أن
توفر له الحكومة وظيفة،ولم نقم بعمل أي بديل كالدول المحترمة فشردنا

الخرجين ،
وانتشرت مقاهي العاطلين الذين صاروا بالملايين ،وكم كنا

نسعد عندما
نرى خريجي الجامعة المجانية يعملون كعمال أو أفراد أمن

،قمنا بالإلتفاف
على قوانين الإصلاح الزراعي وتملك رجال أعمالنا آلاف

الأفدنة بالمخالفة للقانون
،وأخذنا نشرد كل ما نستطيع من الفلاحين ،

وكنا على وشك طرد
كل المستأجرين للمساكن القديمة منها لكننا لم نستطع

،والتحايل
لتنفيذ ذلك
مستمر ....

،سمحنا بقيام الطائرات المتحالفة بضرب بلد شقيق بأكثر من مائة
ألف

طلعة انطلقت من قواعد أجرناها لهم عندنا شاركنا في قتل وتشريد الملايين

،بعنا مصانع الأسمنت فشارك في بناء الجدار العازل الذي صدر حكم من

محكمة
العدل الدولية بعد مشروعيته ذلك باتفاق رجال الإعمال عندنا الذين

اشتروا
مصانع الأسمنت –رغم اعتراض الجيش على ذلك وبوساطة
بعض من
أصحاب الأرض الخونة ومع الأعداء..،أعقنا بناء 4000قرية

في تحمي درعنا
الشرقي ،وتم حظر تملك أهله لأراضيهم المتوارثة

،وبعنا ملايين
الأمتارللموالين
لنا ،أعقنا أي نهضة علمية ورفضنا

قيام صاحب نوبل بمشروعه
،أعقنا الخروج من الوادي الضيق عن طريق

مشاريع عملاقة تستوعب الملايين
مثل مشروع ممر التنمية الذي تمت

إعاقته من عشرات السنين...
،وافقنا على اعتقال عشرات الآلاف بقانون

للأحكام العرفية أسميناه قانون
الطواريء استمر لقهر الناس عشرات

السنين وتسترنا على موت المئات
،وتعذيب الآلاف من المعتقلين ..

،ورفضنا آلاف من أحكام البراءة
لهم أصدرها
القضاء..

،شاركنا في تزويركل الانتخابات التي تمت،تسترنا على القتلة

والمزورين
،وضربنا عرض الحائط بالقوانين... ،

نحن مسئولون قتل كل
آمال الناس
التي تتعلق بالمستقبل ...

، نحن مسئولون عن قتل المتظاهرين ،ولقد أمرت
الشرطة كرئيس

لها بأن تفض المظاهرات بكل الوسائل فحاولت وفشلت
،فأمرت

الجيش فلم يحاول وتمرد عليّ،فاقلت قائده فلم ينفذ
أمري ...،

وعندها اكتشفت أنني لم أعد قادرا على التحليق ،وأردت أن يكون

اعترافي هذا
:آخر تحليق لي..

فسأله القاضي :لماذا فعلت كل هذا ؟

قال:إنه ثمن الاستمتاع بالكرسي وبباقي المتع ...
،لم نكن نملك القدرة أو الرغبة في الصمود أمام ضغوط أصحاب المصالح في الخارج وفي الداخل ،وأي رفض معناه فقد الكرسي

وربما القتل
....هؤلاء مجرمون لايمكن أن نصمد أمامهم ...

،لا نملك القوة ولا الإرادة على ذلك ...
أخرج الطيارفلاشة سلمها للقاضي ..ستجد فيها دلائل ما قلت
وأكثر بكثير،عاد ليستلقي على السرير ....
انتبه عاصم على صيحة الحاجب انتهت الاستراحة ,محكمة

...هزعاصم رأسه ..سمع القاضي ينادي على المتهم
الأول
،المتهم يرد بقوة ...يتلو وكيل النيابة الاتهامات ،ينكرها كلها الطيار ...

يسمع عاصم صوتا يصيح بجانبه التهم موثقة ،لاتحليق بعد اليوم ...
.

الاثنين، 22 أغسطس 2011

الديمقراطية وخداع الأغلبية

من المصطلحات التي تنتشر في العالممنذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبقوة وحتى الآن

((الديمقراطية)) ومن أسس الديمقراطية:
أن يسود

رأي الإغلبية ،أأنتم موافقون على ذلك !!!؟؟؟

كل من يجيب بنعم فعليه أن يحل اللغز الآتي :

لدينا ثلاثة ذئاب وخروفان -هل نأخذ رأي الأغلبية

في نوع طعام العشاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

و ماذا نفعل لو كان رأي الأغلبية أن

يكون طعام العشاء واحد من الخروفين؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ومن يجيب بلا يوضح لنا كيف يرد على من يتهموننا :
باهدار مباديء الديمقراطية

ومن ينادي بالديمقراطية المطلقة عليه أن يبين لنا:

كيف أخفقت في هذه المسألة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


3


أهلا وسهلا

2

شكرا

شكرا



شكرا


الجمعة، 19 أغسطس 2011

الأديان والمذاهب المعاصرة((2-الإخوان))

-الإخوان المسلمون
*التعريف

الإخوان المسلمون إحدى الحركات (*) الإسلامية المعاصرة التي نادت بالرجوع إلى الإسلام ، وإلى تطبيق الشريعة الإسلامية (*) في واقع الحـــياة، وقد وقفت متصدية لسياسة فصل الدين عن الدولة ومنابذة موجــة المد العلماني في المنطقة العربية والعالم الإسلامي.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

• مؤسس هذه الدعوة الشيخ: حسن البنا (1324 ـ 1368هـ) (1906ـ 1949م) ولد في إحدى قرى البحيرة بمصر ونشأ نشأة دينية .

ـ إلى جانب تعليمه الديني في المنزل والمسجد درس في مدارس الحكومة حتى التحق بدار العلوم بالقاهرة حيث تخرج فيها عام 1927م

ـ عُيِّن مدرساً في إحدى مدارس الإسماعيلية الابتدائية، وهناك بدأ نشاطه الدعوي بين الناس، وخاصة في المقاهي وبين عمال قناة السويس حتى إذا كان شهر ذو القعدة 1347هـ/ أبريل 1928هـ تم تأسيس النواة الأولى من الإخوان .

ـ في عام 1932م انتقل الشيخ حسن البنا إلى القاهرة وانتقلت قيادة الحركة معه إليها . ـ في عام 1332هـ ـ 1933م تم إصدار جريدة (الإخوان المسلمون) الأسبوعية واختير الأستاذ محب الدين الخطيب (1303ـ1389هـ) (1886ـ 1969م) مديراً لها، ثم صدرت النذير في (1357هـ ـ 1938م)، ثم الشهاب (1367هـ ـ 1947م)... وتوالت المجلات والجرائد الإخوانية .

ـ تكونت أول هيئة تأسيسية للحركة عام 1941م من مائة عضو اختارهم الشيخ حسن البنا بنفسه.

ـ شارك الإخوان في حرب فلسطين 1948م حيث دخلوا بقوات خاصة بهم، وقد سجل ذلك بالتفصيل كامل الشريف ـ من قادة الإخوان المتطوعين ووزير أردني سابق ـ والأمين العام حالياً للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة ـ في كتابه: "الإخوان المسلمون في حرب فلسطين".

ـ في نوفمبر 1948م اُغتيل النقراشي واتُّهم الإخوان بقتله، وهتف أنصار النقراشي في جنازته بأن رأس النقراشي برأس البنا الذي اغتيل فعلاً في 12 فبراير 1949م .

· جاءت وزارة النحاس سنة 1950م فأفرجت عن الجماعة بناء على حكم مجلس الدولة الذي نص على أن أمر الحل باطل من أساسه.

· في عام 1950م اختير المستشار حسن الهضيبي (1306 ـ 1393هـ) (1891 ـ 1973م)، مرشداً للإخوان، وهو واحد من كبار رجال القضاء المصري، وقد اعتُقل عدداً من المرات، وصدر ضده عام 1954م حكم بالإعدام ثم خفف إلى المؤبد، وأفرج عنه آخر مرة سنة 1971م .

ـ في شهر أكتوبر 1951م اشتدت الأزمة بين بريطانيا ومصر فشن الإخوان حرب عصابات ضد الإنجليز في قناة السويس سجلها كامل الشريف في كتاب آخر بعنوان: "المقاومة السرية في قناة السويس".

· في 23يوليو 1952م قام مجموعة من الضباط المصريين بزعامة اللواء محمد نجيب بثورة (*) بمؤازرة الإخوان، لكن الإخوان بعد ذلك رفضوا الاشتراك في الحكم إذ كان لهم رأي واضح في مناهج الثورة، وقد اعتبر جمال عبد الناصر هذا الرفض نوعاً من فرض الوصاية على الثورة، ودخل الطرفان سلسلة من الجدل والخصومة تطورت حتى قامت الحكومة سنة 1954م باعتقال الإخوان وتشريد الألوف منهم بحجة أنهم حاولوا الاعتداء على حياة عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية وأعدمت ستة منهم هم: عبد القادر عودة ومحمد فرغلي ويوسف طلعت وهنداوي دوير وإبراهيم الطيب ومحمود عبد اللطيف .

· في عام 1965 ـ 1966م تكرر اعتقال الإخوان بتهمة تشكيل جهاز سري يهدف إلى قلب نظام الحكم وقامت الحكومة بشن حملات السجن والتعذيب وقد أعدمت هذه المرة ثلاثة من أعضاء الجماعة هم:

ـ سيد قطب (1324ـ 1387هـ) (1906 ـ 1966م) الذي يعد المفكر الثاني في الجماعة بعد البنا وواحداً من رواد الفكر الإسلامي الحديث، وقد ألقي القبض عليه سنة 1954م وأمضى في السجن عشر سنوات ثم أفرج عنه عام 1964م بتدخل من الرئيس العراقي عبد السلام عارف لكنه ما لبث أن أعيد إليه مرة أخرى ليواجه حكماً بالإعدام.

له العديد من المؤلفات الأدبية والفكرية الإسلامية التي من أبرزها في ظلال القرآن، العدالة الاجتماعية في الإسلام، خصائص التصور الإسلامي ومقوماته، معالم في الطريق، وغيرها الكثير. ( ومؤلفاته رحمه الله لا تخلو من مخالفات بينها العلماء ) .

ـ يوسف هواش.

ـ عبد الفتاح إسماعيل.

· بقيت الجماعة تعمل بشكل سرِّي حتى وفاة عبد الناصر 28 / 9 / 1970م .

· في عهد أنور السادات تمّ الإفراج عمن سجنهم عبد الناصر على مراحل.

· عمر التلمساني: (1904 ـ 1986م) اختير مرشداً عاماً بعد الهضيبي . وقد طالبت قيادة الإخوان في عهده بحقوق الجماعة كاملة وعودة جميع ممتلكاتها المصادرة في عهد عبد الناصر، وسلك المرشد بالإخوان طريقاً يجنِّبهم المصادمات مع الحكومات، وكرر دائماً أن الدعوة ينبغي أن تعمل بالحكمة وأن تبذ العنف والتطرف .

· أصدرت الجماعة المجلات والصحف التالية: النذير (مجلة أسبوعية)، الدعوة (مجلة أسبوعية)، الإخوان المسلمون (صحيفة يومية)، الشهاب (مجلة شهرية) المسلمون (مجلة شهرية)، ومجلة (لواء الإسلام)، وقد أوقف صدور هذه الدوريات حالياً عدا الأخيرة منهم.

· محمد حامد أبو النصر: اختير مرشداً بعد الأستاذ التلمساني وسار على طريقته وأسلوبه.

· مصطفى مشهور: أحد قيادات النظام الخاص للجماعة في فترة الأربعينيات وبداية الخمسينيات، أختير مرشداً عاماً للإخوان المسلمين خلفاً للأستاذ/ محمد حامد أبو النصر بعد وفاته عام 1996م، ويعد الأستاذ/ مصطفى مشهور من أنشط قيادات الجماعة في فترة ما بعد السبعينيات من هذا القرن، حيث ظهر له العديد من الكتب والمقالات الصحيفة بالإضافة على جهود البارزة في إنشاء المراكز الإسلامية "شُعب" في الغرب والتابعة للجماعة. ( وقد توفي أخيرًا ) .

• هناك العديد من الشخصيات الإخوانية التي ظهرت خارج مصر نذكر منها:

ـ الشيخ محمد محمود الصواف والذي كان مؤسساً ومراقباً عاماً للإخوان المسلمين في العراق، له عدد من المؤلفات، وقد كان له دور نشط في نشر الإسلام في إفريقيا بعد هجرته من العراق سنة 1959م واستقراره في مكة المكرمة .

ـ الدكتور مصطفى السباعي (1334 ـ 1384هـ) (1915ـ 1964م) أولُ مراقبٍ عام للإخوان المسلمين في سوريا، نال درجة الدكتوراه من كلية الشريعة بالأزهر عام 1949م، قاد كتائب الإخوان إلى فلسطين سنة 1948م، كما رشح نفسه نائباً عن دمشق عام 1949م، كان خطيباً مفوهاً لا يبارى، أسس كلية الشريعة بدمشق عام 1954م، وكان أول عميد لها، له قانون الأحوال الشخصية.

ـ تأسست جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بتاريخ 13 رمضان 1364هـ الموافق 19 / 11 / 1945م وكان أول رئيس لها الشيخ عبد اللطيف أبو قورة الذي قاد كتيبة الإخوان في الأردن إلى فلسطين سنة 1948م.

ـ وفي 26 / 11 / 1953م انتخب الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة (ولد عام 1919م) مراقباً عاماً للإخوان بالأردن وهو يحمل ثلاث شهادات علمية.

الأفكار والمعتقدات:

• يؤمن الإخوان بالإسلام عقيدة تحكم توجهات المسلمين ومنهجاً (*) شاملاً لكل جنبات الحياة وينادون بإقامة الدولة الإسلامية التي تسعى لإعلاء كلمة الله في الأرض.

ويوضح الشيخ حسن البنا هذا المعنى بقوله: "الإسلام عبادة وقيادة ودين (*) ودولة وروحانية وعمل وصلاة وجهاد (*) وطاعة وحكم ومصحف وسيف لا ينفك واحد من هؤلاء عن الآخر".

• حرص الإخوان منذ نشأة الجماعة على توسيع دائرة عملهم حتى تكون حركتهم عالمية النطاق ويضمن لها الاستمرار بحكم تعدد المراكز.

ـ يقول حسن البنا عن هذه الدعوة: (إن الإخوان المسلمين دعوة سلفية (*)، وطريقة سنّية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية وثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية) .

• يؤكد البنا أن سمات حركة الإخوان هي:
ـ البعد عن مواطن الخلاف .
ـ البعد عن هيمنة الأعيان والكبراء .
ـ البعد عن الأحزاب (*) والهيئات .
ـ العناية بالتكوين والتدرج في الخطوات .
ـ إيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات .
ـ شدة الإقبال من الشباب .
ـ سرعة الانتشار في القرى والبلاد .

• ويذكر أن أخص خصائص دعوة الإخوان هي:

ـ أنها ربانية: لأن الأساس الذي تدور عليه أهدافنا أن يتقرب الناس إلى ربهم .

ـ وأنها عالمية: لأنها موجهة إلى الناس كافة لأن الناس في حكمها إخوة أصلهم واحد، لا يتفاضلون إلا بالتقوى وبما يقدم أحدهم للمجموع من خير سابغ وفضل شامل .

ـ وأنها إسلامية: لأنها تنتسب إلى الإسلام .

• ويقرر الشيخ البنا أن مراتب العمل المطلوبة من الأخ الصادق هي:

ـ إصلاح نفسه حتى يكون قوي الجسم، وأن يكون متين الخلق، مثقف الفكر، قادراً على الكسب، سليم العقيدة، صحيح العبادة .

ـ وتكوين البيت المسلم بأن يحمل أهله على احترام فكرته والمحافظة على آداب الإسلام في كل مظاهر الحياة المنزلية .

ـ إرشاد المجتمع بنشر دعوة الخير فيه ومحاربة الرذائل والمنكرات .

ـ تحرير الوطن بتخليصه من كل سلطان أجنبي غير إسلامي، سياسي أو اقتصادي أو روحي .

ـ إصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق .

ـ إعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية بتحرير أوطانها وإحياء مجدها .

ـ أستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام في ربوعه حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) .

ـ يقسم البنا مراحل الدعوة إلى ثلاث:
1ـ التعريف .
2ـ التكوين .
3ـ التنفيذ .

• يقول الأستاذ البنا في رسالة التعاليم: (أركان بيعتنا عشرة فاحفظوها: الفهم، والإخلاص، والعمل، والجهاد (*)، والتضحية، والطاعة، والثبات، والتجرد، والأخوة، والثقة ). ثم يأخذ في شرح كل ركن من هذه الأركان ثم يقول بعدها:

(أيها الأخ الصادق: هذا مجمل لدعوتك وبيان موجز لفكرتك، وتستطيع أن تجمع هذه المبادئ في خمس كلمات: الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن شرعتنا، والجهاد سبيلنا، والشهادة أسمى أمانينا، وأن تجمع مظاهرها في خمس كلمات أخرى: البساطة، والتلاوة، والصلاة، والجندية، والخلق) .

• يعكس الأستاذ سيد قطب في كتابه "خصائص التصور الإسلامي ومقوماته" فهمه وفهم الإخوان للإسلام حيث يجعل خصائص هذا التصور تقوم على "الربانية .. الثبات .. الشمول .. التوازن .. الإيجابية .. الواقعية .. التوحيد" ويعقد المؤلف لكل خاصية فصلاً مستقلاً بذاته يشرحها ويوضح معناها .

• شعار الإخوان: سيفان متقاطعان يحيطان بمصحف شريف، واللفظة القرآنية (وأعدوا)، وثلاث كلمات هي: حق، قوة، حرية .

• عدلت الجماعة من أسلوب المواجهة المباشرة مع السلطات الحاكمة لما سببه هذا الأسلوب من إضرار بالجماعة سواء في مصر أو سوريا حيث فقدت العديد من القيادات المؤثرة وتعرض المنضمون للجماعة للتعذيب في السجون والمعتقلات واختفى وجودهم العلني الذي كان يساعد على انتشار الدعوة.

• أصبح للجماعة سيطرة واضحة على النقابات المهنية وظهور واضح في الساحات السياسية المختلفة.

• لا تسمح الحكومة المصرية حتى الآن بقيام أحزاب (*) على أساس ديني بحجة عدم إقحام الدين (*) في السياسة، ولوجود أقليات غير مسلمة مما يحرم الإخوان من الوجود الشرعي المعترف به. وقد اضطرهم ذلك للتحالف مع أحزاب المعارضة السياسية القائمة وتشكيل تحالف يسمح لهم بدخول مجلس الشعب المصري. وقد استقطب هذا التحالف وبعض ممارسات الجماعة الأخرى، بعض النقد من بعض مؤيديها ومعارضيها في أكثر من مناسبة.

مآخذ على جماعة الإخوان :

• إن المآخذ على جماعة الإخوان المسلمين لم تقتصر على المواقف السياسية. بل وجه لها النقد في بعض الجوانب العقائدية والمنهجية وأقوال الأتباع: فمن الناحية العقائدية أخذ على البنا قوله في مجال تعداد صفات الحركة الشمولية "وحقيقة صوفية". والتصوف - كما هو معلوم - مخالف لمنهج أهل السنة . ولعل الشيخ رحمه الله قد تأثر بنشأته الأولى مع الطريقة الحصافية ، أو أنه أراد ( تقريب ) أهل التصوف للجماعة . وهذا مسلك خاطئ ؛ لأنه يستحيل جمع الحق بالباطل إلا بالتنازل والمداهنة .

كما أخذ على البنا موقفة التفويضي (*) في مجال الأسماء والصفات واعتبار البدعة (*) الإضافية (*) خلافًا فقهيًا (*).

كما أن الجماعة لاتعنى كثيرًا بنشر عقيدة السلف والدعوة إلى التوحيد الخالص ، والتحذير من البدع والشركيات المنتشرة ؛ سواء في مصر منشأ الجماعة أو غيرها ؛ مما جعلها تهتم ( بالتجميع ) على حساب التصفية ، وبالكم لا الكيف .

• وقد أخذ على بعض أتباع الحركة (*) الغلو (*) في إعجابهم بالشيخ حسن البنا . كما صدرت عن بعضهم (التلمساني وسعيد حوى) عدد من الأقوال التي لا يجيزها الإسلام .

الانتشار ومواقع النفوذ:

• بدأت الحركة(*) في الإسماعيلية ثم انتقلت إلى القاهرة ومنها إلى معظم بلاد وقرى مصر، وقد بلغ عدد شعب الإخوان في أواخر الأربعينات في مصر (3000) شعبة ضمنت أعداداً كبيرة من الأعضاء .

• انتقلت الحركة إلى الأقطار العربية وصار لها وجود قوي في سوريا وفلسطين والأردن ولبنان والعراق واليمن والسودان وغيرها.. كما أن لها أتباعاً في معظم أنحاء العالم اليوم.

ويتضح مما سبق:
أن الإخوان المسلمين، حركة إسلامية معاصرة، هدفها تحكيم الكتاب والسنَّة، وتطبيق شريعة الله في شتى مناحي الحياة، والوقوف بحزم أمام سياسة فصل الدين (*) عن الدنيا، ووقف المد العلماني، والعمل لإعلاء كلمة الله في الأرض، من خلال حركة عالمية تبعد عن مواطن الخلاف وتكوِّن الشباب عبر هذه الدعوة الربانية، لإصلاح أنفسهم وبيئاتهم وحكوماتهم، أملاً في إعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية، وقد أخذ على حركة الإخوان ـ كما سبق ـ بعض المآخذ التي ينبغي لعقلاء الجماعة التخلص منها ، وتنقية مسلك الجماعة من أي انحراف أو مخالفة ؛ مع الاستفادة من نصائح العلماء وتوجيهاتهم .

--------------------------------------------------------
مراجع للتوسع:
أ - كتب الجماعة :
ـ حسن البنا، مبادئ وأصول في مؤتمرات خاصة ـ المؤسسة الإسلامية ـ دار الشهاب بالقاهرة ـ ط 1 ـ 1400هـ/1980م مطبعة الإخوان المسلمين ـ 1354هـ.
ـ قانون جمعية الإخوان المسلمين العام المعدل.
ـ الإخوان المسلمون: أحداث صنعت التاريخ ـ محمود عبد الحليم ـ دار الدعوة ـ الإسكندرية ـ ط 1 ـ مطابع جريدة السفير ـ 1979م.
ـ حسن البنا، الداعية الإمام المجدد، أنور الجندي ـ دار القلم ـ بيروت.
ـ الشهيد سيد قطب، يوسف العظم ـ دار القلم ـ بيروت.
ـ الإخوان المسلمون والجماعات الإسلامية، د. زكريا سليمان بيومي ـ مكتبة وهبة ـ القاهرة.
ـ مذكرات الدعوة والداعية، حسن البنا ـ المكتب الإسلامي ـ ط 4 ـ بيروت ـ 1399هـ ـ 1979 م دار الشهاب ـ القاهرة.
ـ مجموعة رسائل الإمام حسن البنا.
ـ الإخوان المسلمون، د. ريتشارد ميتشل ـ ترجمة عبد السلام رضوان مكتبة مدبولي ـ ط 1 ـ القاهرة 1977م.
ـ الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية الحديثة، إسحق موسى الحسيني.
ـ الإخوان المسلمون والمجتمع المصري، محمد شوقي زكي.
ـ الحركات الإسلامية في مصر وإيران، د. رفعت سيد أحمد ـ سينا للنشر.
ـ تقرير استراتيجي عن جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الأخرى أعده مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية بجريدة الأهرام المصرية (وعليه تعليق للدكتور علي جريشه).
ـ شهيد المحراب ـ عمر التلمساني.
ـ جند الله ثقافة وأخلاقاً ـ سعيد حوى.

ب - كتب انتقدت الجماعة :
ـ فتاوى اللجنة الدائمة .
ـ نظرات في مناهج الإخوان المسلمين ـ أحمد سلام .
ـ الطريق إلى الجماعة الأم ـ عثمان نوح .
ـ دعوة الإخوان المسلمين في ميزان الإسلام ـ فريد الثبيت .
(منقول)
والله ولي التوفيق

الأديان والمذاهب المعاصرة((ا-الأباضية))

(1)الأباضية

التعريف:
*******
فرقة معتدلة من فرق الخوارج ، أصحابها ينفون عن أنفسهم هذه النسبة ، ويعدون مذهبهم مذهبا إجتهاديا فقهيا سنيا جنبا إلى جنب مع الحنيفية والشافعية والمالكية والحنبلية .
التأسيس وأبرز الشخصيات :
************************
-مؤسسها الأول عبد الله بن إباض المقاعيسي المري ، نسبة إلى إباض وهي قرية بالعرض من اليمامة.
-من أبرز سخصياتهم : *جابر بت زيد (21-96هـ) من أوائل المشتغلين بتدوين الحديث أخذ العلم عن عبد الله بن عباس ، وعائشة ،وأنس بن مالكنوعبد الله بن عمر وغيرهم من كبار الصحابة .
*أبو عبيدة مسلمة بن أبي لكريمة :من أشهر تلا ميذ جابر بن زيد ،أصبح مرجع الإباضية بعده مشتهرا
بلقب القفاف.
*الربيع بن حبيب الفراهيدي :عاش في منتصف القرن الثاي الهجري مشتغلا بجمع الأحاديث في مسند
خاص به أسماه(مسند الربيع بن حبيب) وهو مطبوع ومتداول.
- من أئمتهم في الشمال الإفريقي أيام الدولة العباسية : الإمام الحارث بن تليد، ثم أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري، ثم أبو حاتم يعقوب بن حبيب ،ثم حاتم الملزوزي.
الأئمة الذين تعاقبوا على الدولة الرستمية في تاهرت بالمغرب:عبد الرحمن، عبد الوهاب، أفلح
أبو بكر ، أبو اليقظان ، أبو حاتم.
-من علمائهم :*سلمة بن سعد : نشر مذهبهم في أفريقيا في أوائل القرن الثاني
* أبن مقطير الجناوي : تلقى علومه في البصرة ، وعاد إلى موطنه في جبل نفوسة بليبيا ليسهم في
نشر المذهب الإباضي.
* عبد الجبار بن قيس المرادي :كان قاضيا أيام إمامهم الحارث بن تليد
*السمح أبو طالب :من علمائهم في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة ، وكان وزيرا للإمام عبد الوهاب بن رستم ، ثم عاملا له في جبل نفوسة ، ونواحيه بليبيا .
*أبو ذر أبان بن رستم : منعلمائهم في النصف الأول من القرن الثالث للهجرة ، كان عاملا للإمام
أفلح بن عبد الوهاب على حيز طرابلس

*الأفكار والمعتقدات:

• يظهر من خلال كتبهم تعطيل(*) الصفات الإلهية، وهم يلتقون إلى حد بعيد مع المعتزلة في تأويل(*) الصفات، ولكنهم يدعون أنهم ينطلقون في ذلك من منطلق عقدي، حيث يذهبون إلى تأويل الصفة تأويلاً مجازياً بما يفيد المعنى دون أن يؤدي ذلك إلى التشبيه(*)، ولكن كلمة الحق في هذا الصدد تبقى دائماً مع أهل السنة والجماعة(*) المتبعين للدليل، من حيث إثبات الأسماء والصفات العليا لله تعالى كما أثبتها لنفسه، بلا تعطيل ولا تكييف(*) ولا تحريف(*) ولا تمثيل(*).

• ينكرون رؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة ؛ رغم ثبوتها في القرآن : ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) .

• يؤولون بعض مسائل الآخرة تأويلاً مجازياً كالميزان والصراط.

• أفعال الإنسان خلق من الله واكتساب من الإنسان، وهم بذلك يقفون موقفاً وسطاً بين القدريَّة(*) والجبرية(*).

• صفات الله ليست زائدة على ذات الله ولكنها هي عين ذاته.

• القرآن لديهم مخلوق، وقد وافقوا الخوارج(*) في ذلك، يقول الأشعري "والخوارج جميعاً يقولون بخلق القرآن"، مقالات الإسلاميين 1/203 طـ 2 ـ 1389هـ/1969م.

• مرتكب الكبيرة(*) ـ عندهم ـ كافر كفر نعمة أو كفر نفاق.

• الناس في نظرهم ثلاثة أصناف:

ـ مؤمنون أوفياء بإيمانهم.

ـ مشركون واضحون في شركهم.

ـ قوم أعلنوا كلمة التوحيد وأقروا بالإسلام لكنهم لم يلتزموا به سلوكاً وعبادة، فهم ليسوا مشركين لأنهم يقرون بالتوحيد، وهم كذلك ليسوا بمؤمنين؛ لأنهم لا يلتزمون بما يقتضيه الإيمان، فهم إذن مع المسلمين في أحكام الدنيا لإقرارهم بالتوحيد وهم مع المشركين في أحكام الآخرة لعدم وفائهم بإيمانهم ولمخالفتهم ما يستلزمه التوحيد من عمل أو ترك.

• للدار وحكمها عند محدثي الإباضية صور متعددة، ولكن محدثيهم يتفقون مع القدامى في أن دار مخالفيهم من أهل الإسلام هي دار توحيد إلا معسكر السلطان فإنه دار بغي.

• يعتقدون بأن مخالفيهم من أهل القبلة كفار غير مشركين، ومناكحتهم جائزة وموارثتهم حلال، وغنيمة أموالهم من السلاح والخيل وكل ما فيه من قوة الحرب حلال وما سواه حرام.

• مرتكب الكبيرة كافر(*) ولا يمكن في حال معصيته وإصراره عليها أن يدخل الجنة إذا لم يتب منها، فإن الله لا يغفر الكبائر(*) لمرتكبيها إلا إذا تابوا منها قبل الموت.

ـ الذي يرتكب كبيرة من الكبائر يطلقون عليه لفظة (كافر) زاعمين بأن هذا كفر نعمة أو كفر نفاق لا كفر ملة، بينما يطلق عليه أهل السنة والجماعة (*) كلمة العصيان أو الفسوق، ومن مات على ذلك ـ في نظر أهل السنة ـ فهو في مشيئة الله، إن شاء غفر له بكرمه وإن شاء عذبه بعدله حتى يطهر من عصيانه ثم ينتقل إلى الجنة، أما الإباضية فيقولون بأن العاصي مخلد في النار. وهي بذلك تتفق مع بقية الخوارج والمعتزلة في تخليد العصاة في جهنم.

• ينكرون الشفاعة لعصاة الموحدين؛ لأن العصاة ـ عندهم ـ مخلدون في النار فلا شفاعة لهم حتى يخرجوا من النار.

• ينفون شرط القرشية في الإمام إذ أن كل مسلم صالح لها، إذا ما توفرت فيه الشروط، والإمام الذي ينحرف ينبغي خلعه وتولية غيره.

• يتهجم بعضهم على أمير المؤمنين عثمان بن عفان وعلى معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهم.

ـ الإمامة بالوصية باطلة في مذهبهم، ولا يكون اختيار الإمام إلا عن طريق البيعة(*)، كما يجوز تعدد الأئمة في أكثر من مكان.

ـ لا يوجبون الخروج على الإمام الجائر ولا يمنعونه، وإنما يجيزونه، فإذا كانت الظروف مواتية والمضار فيه قليلة فإن هذا الجواز يميل إلى الوجوب، وإذا كانت الظروف غير مواتية والمضار المتوقعة كثيرة والنتائج غير مؤكدة فإن هذا الجواز يميل إلى المنع. ومع كل هذا فإن الخروج لا يمنع في أي حال، والشراء(*) (أي الكتمان) مرغوب فيه على جميع الأحوال ما دام الحاكم ظالما.

- لا يجوز لديهم أن يدعو شخص لآخر بخير الجنة وما يتعلق بها إلا إذا كان مسلماً موفياً بدينه مستحقاً الولاية بسبب طاعته، أما الدعاء بخير الدنيا وبما يحول الإنسان من أهل الدنيا إلى أهل الآخرة فهو جائز لكل أحد من المسلمين تقاة وعصاة.

• لديهم نظام اسمه (حلقة العزابة) وهي هيئة محدودة العدد تمثل خيرة أهل البلد علماً وصلاحاً وتقوم بالإشراف الكامل على شؤون المجتمع الإباضي الدينية والتعليمية والإجتماعية والسياسية، كما تمثل مجلس الشورى في زمن الظهور الدفاع، أما في زمن الشراء والكتمان فإنها تقوم بعمل الإمام وتمثله في مهامه.

ـ لديهم منظمة اسمها (ايروان) تمثل المجلس الاستشاري المساعد للعزابة وهي القوة الثانية في البلد بعدها.

ـ يشكلون من بينهم لجاناً تقوم على جمع الزكاة وتوزيعها على الفقراء، كما تمنع منعاً باتاً طلب الزكاة أو الاستجداء وما إلى ذلك من صور انتظار العطاء.

ـ انشق عن الإباضية عدد من الفرق التي اندثرت وهي:

ـ الحفصية: أصحاب حفص بن أبي المقدام.

ـ الحارثية: أصحاب الحارث الإباضي.

ـ اليزيدية: أصحاب يزيد بن أنيسة. الذي زعم أن الله سيبعث رسولاً من العجم، وينـزل عليه كتاباً من السماء، ومن ثم ترك شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد تبرأ سائر الإباضية من أفكارهم وكفروهم لشططهم وابتعادهم عن الخط الإباضي الأصلي، الذي ما يزال إلى يومنا هذا.

الجذور الفكرية والعقائدية:

• الإباضيون يعتمدون في السنة على ما يسمونه ( مسند الربيع بن حبيب ) - وهو مسند غير ثابت كما بين ذلك العلماء المحققون - .

• ولقد تأثروا بمذهب أهل الظاهر، إذا أنهم يقفون عند بعض النصوص الدينية موقفاً حرفيًّا ويفسرونها تفسيراً ظاهرياً.

• وتأثروا كذلك بالمعتزلة في قولهم بخلق القرآن.

• يعتبر كتاب النيل وشفاء العليل ـ الذي شرحه الشيخ محمد بن يوسف إطْفَيِّش المتوفى سنة 1332ه‍ ـ من أشهر مراجعهم. جمع فيه فقه المذهب الإباضي وعقائده.

الانتشار ومواقع النفوذ:

• كانت لهم صولة وجولة في جنوبي الجزيرة العربية حتى وصلوا إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، أما في الشمال الإفريقي فقد انتشر مذهبهم بين البربر وكانت لهم دولة عرفت باسم الدولة الرستمية وعاصمتها تاهرت.

• حكموا الشمال الإفريقي حكماً متصلاً مستقلاً زهاء مائة وثلاثين سنة حتى أزالهم الرافضة (العبيديون).

• قامت للإباضية دولة مستقلة في عُمان وتعاقب على الحكم فيها إلى العصر الحديث أئمة إباضيون.

• من حواضرهم التاريخية جبل نفوسة بليبيا، إذ كان معقلاً لهم ينشرون منه المذهب الإباضي، ومنه يديرون شؤون الفرقة الإباضية.

• ما يزال لهم وجود إلى وقتنا الحاضر في كل من عُمان بنسبة مرتفعة وليبيا وتونس والجزائر وفي واحات الصحراء الغربية وفي زنجبار التي ضُمت إلى تانجانيقا تحت اسم تنـزانيا.

ويتضح مما تقدم:

الإباضية إحدى فرق الخوارج (*)، وتنسب إلى مؤسسها عبد الله بن إباض التميمي، ويدعي أصحابها أنهم ليسوا خوارج وينفون عنهم هذه النسبة، والحقيقة أنهم ليسوا من غلاة الخوارج كالأزارقة مثلاً، لكنهم يتفقون مع الخوارج في مسائل عديدة منها: أن عبد الله بن إباض يعتبر نفسه امتداداً للمحكمة الأولى من الخوارج، كما يتفقون مع الخوارج في تعطيل (*) الصفات والقول بخلق القرآن، وتجويز الخروج على أئمة الجور.

------------------------------------------------
مراجع للتوسع:
ـ الإباضية في موكب التاريخ، علي يحيى معمر (إباضي معاصر) ـ مكتبة وهبة ط 1 ـ القاهرة 1384هـ/1964م.
ـ المذاهب الإسلامية، محمد أبو زهرة ـ المطبعة النموذجية.
ـ الفرق الإسلامية، (ذيل كتاب شرح المواقف ـ للكرماني) تحقيق سليمة عبد الرسول ـ مطبعة الإرشاد ـ بغداد 1973م.
ـ إسلام بلا مذاهب، د. مصطفى الشكعة ـ الدار المصرية للطباعة والنشر ـ بيروت.
ـ الملل والنحل، للشهرستاني ـ الطبعة الثانية ـ دار المعرفة ـ بيروت.
ـ الإباضية بين الفرق الإسلامية، علي يحيى معمر (إباضي) ـ مكتبة وهبة ط 1 ـ 1396هـ/ 1976م ـ القاهرة.
ـ الفرق بين الفرق، عبد القادر البغدادي.
ـ مقالات الإسلاميين، أبو الحسن الأشعري.
ـ الفصل في الملل والأهواء والنحل، أبو محمد بن حزم.
ـ المذاهب والفرق والأديان المعاصرة، عبد القادر شيبة الحمد.
ـ الفرق الإسلامية في الشمال الأفريقي، الفردبل ـ ترجمة عبد الرحمن بدوي.
ـ تاريخ فلسفة الإسلام، د. يحيى هويدي.
ـ دراسات في الفرق والمذاهب القديمة المعاصرة، عبد الله الأمين.
ـ دراسات إسلامية في الأصول الإباضية، بكير بن سعيد أعوشت.
ـ الإباضية: دراسة مركزة في أصولهم وتاريخهم، علي يحيى معمر.
ـ جذور الفتنة في الفرق الإسلامية، اللواء حسن صادق، مكتبة مدبولي، القاهرة.
ـ الإباضية، صابر طعيمة.
ـ الإباضية، عبد العزيز العبد اللطيف.
ـ دراسات عن الفرق في تاريخ المسلمين، د. أحمد محمد أحمد جلي ـ مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات، الرياض.
ـ الخوارج في العصر الأموي لنايف عواد معروف.
ـ الخوارج في العصر الأموي لسليمان السويكت، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود، 1399هــ غير مطبوعة.
ـ الخوارج دراسة ونقد لمذهبهم لناصر بن عبد الله السعدي، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود، العقيدة، 1404هـ ، غير مطبوعة.
ـ الخوارج تاريخهم وآراؤهم، لغالب العواجي، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، 1399هـ غير مطبوعة.
ـ الخوارج في بلاد المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري لمحمود إسماعيل.
ـ الإباضية عقيدة وفكراً لعبد الرحمن المصلح، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود، 1402هـ.
ـ الخوارج أول الفرق في تاريخ الإسلام ـ د. ناصر بن عبد الكريم العقل ـ دار الوطن ـ الرياض.
ـ وللرد على أبرز انحرافاتهم : راجع كتاب الدكتور علي فقيهي : ( الرد القويم البالغ على كتاب الخليلي المسمى بالحق الدامغ ) .
(منقول)

والله ولي التوفيق

الأديان والمذاهب المعاصرة1

كثيرون منا لا يعرفون أغلب الأديان

والمذاهب المعاصرة ، وهي طبعا تضم الأديان السماوية ،

سنقوم بالتعريف بثماية وخمسين

ديناوحركة وحزبا وهي:حسب الترتيب الأبجدي:
1- الأباضية ..............

.2-الإخوان المسلمون

.4- الإسماعيلية ........

.5-الأبوس دي............

.7-البريلوية...............

.8-البعث العربي (حزب)

.10-بناي برث................

.11-البوذية ..................

.14-التحرير (حزب).........

.16-التنصير..................

.17-الجماعة الإسلامية(هند-باكستان)

.20-الحشاشون...................

.22-الدروز ....................

.23-الرأسمالية...............

-24-الروتاري................

.31-الشيعة الإمامية (الاثنا عشرية)

.34-الصهيونية.................

.36-الطاوية ...................

.37-..العلمانية................

.38-الفرويدية................

.40-القرامطة ................
.
.41-القومية العربية ..........

.46-الماسونية ...............

.47-المهاريشية..............

.53-النورسية(تركيا).......

.56-اليزيدية ............

.57-يهود الدونمة ..........

...............................
ويقوم منهجها في الدراسة على :

1-التعريف

2-التأسيس وأبرز الشخصيات

3-الأفكار والمعتقدات

4-الجذور الفكرية

5-الأنتشار ومواقع النفوذ

6-مراجع للتوسع

********************
قامت بالدراسة الندوة العالمية للشباب الإسلامي

***********

الأحد، 7 أغسطس 2011

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

آية وتفسير


يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا

لما أمر سبحانه القضاة والولاة إذا حكموا بين الناس أن يحكموا بالحق ، أمر الناس بطاعتهم هاهنا ، وطاعة الله عز وجل هي امتثال أوامره ونواهيه ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم هي فيما أمر به ونهى عنه .

وأولي الأمر : هم الأئمة والسلاطين والقضاة وكل من كانت له ولاية شرعية لا ولاية طاغوتية ، والمراد طاعتهم فيما يأمرون به وينهون عنه ما لم تكن معصية ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وقال
جابر بن عبد الله ومجاهد : إن أولي الأمر : هم أهل القرآن والعلم ، وبه قال مالك والضحاك . وروي عن مجاهد أنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وقال ابن كيسان : هم أهل العقل والرأي ، والراجح القول الأول .

قوله :
فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول المنازعة : المجاذبة ، والنزع : الجذب ، كأن كل واحد ينتزع حجة الآخر ويجذبها ، والمراد الاختلاف والمجادلة ، وظاهر قوله : في شيء يتناول أمور الدين والدنيا ، ولكنه لما قال : فردوه إلى الله والرسول تبين به أن الشيء المتنازع فيه يختص بأمور الدين دون أمور الدنيا ، والرد إلى الله : هو الرد إلى كتابه العزيز ، والرد إلى الرسول : هو الرد إلى سنته المطهرة بعد موته ، وأما في حياته فالرد إليه سؤاله ، هذا معنى الرد إليهما ، وقيل : معنى الرد أن يقولوا : الله أعلم ، وهو قول ساقط وتفسير بارد ، وليس الرد في هذه الآية إلا الرد المذكور في قوله تعالى : ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم [ النساء : 83 ] قوله : إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر فيه دليل على أن هذا الرد متحتم على المتنازعين ، وإنه شأن من يؤمن بالله واليوم الآخر ، والإشارة بقوله : ذلك إلى الرد المأمور به خير لكم وأحسن تأويلا أي : مرجعا ، من الأول آل يئول إلى كذا ; أي : صار إليه ، والمعنى : أن ذلك الرد خير لكم وأحسن مرجعا ترجعون إليه . ويجوز أن يكون المعنى أن الرد أحسن تأويلا من تأويلكم الذي صرتم إليه عند التنازع .

وقد أخرج
البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس في قوله : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم [ ص: 309 ] قال : نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سرية ، وقصته معروفة . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عطاء في الآية قال : طاعة الله والرسول اتباع الكتاب والسنة وأولي الأمر قال : أولي الفقه والعلم .

وأخرج
سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة . قال وأولي الأمر منكم هم الأمراء ، وفي لفظ هم أمراء السرايا . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن جابر بن عبد الله في قوله : وأولي الأمر منكم قال : أهل العلم . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد نحوه .

وأخرج
ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي العالية نحوه أيضا . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول قال : إلى كتاب الله وسنة رسوله . ثم قرأ ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم [ النساء : 83 ] . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ميمون بن مهران في الآية قال : الرد إلى الله الرد إلى كتابه ، والرد إلى رسوله ما دام حيا ، فإذا قبض فإلى سنته .

وأخرج
ابن جرير عن قتادة والسدي مثله . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله : ذلك خير وأحسن تأويلا يقول : ذلك أحسن ثوابا وخير عاقبة .

وأخرج
عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : وأحسن تأويلا قال : وأحسن جزاء . وقد وردت أحاديث كثيرة في طاعة الأمراء ثابتة في الصحيحين وغيرهما مقيدة بأن يكون ذلك في المعروف ، وأنه لا طاعة في معصية الله .