الأحد، 7 فبراير 2010

سأغفر لك 17

مع أول ضوء للنهار خرجت حملة أمنية ضخمة للبحث عن الهاربين من الأحكام، وضبط السلاح غير المرخص من تلك القرية
،والقرى المجاورة ..فر كل المطاريد إلى أماكن الاختفاء ..تحركت في الوقت نفسه عدة مجموعات من أولاد عمه ، والمقاول
والعمال ،والحراس،وزوجة والشرير وابنته ..والمحامي والحارس القضائي ..ثلاث سيارات شرطة ..فوجيء أهل القرية بحملة
الشرطة ثم هذه الحشود ..اختلط الأمر عليهم ..كان المنظر كانه معركة حقيقية ..أرسل ابن عم الشرير أقاربه وعلى رأسهم شيخ
الغفر ..بدأ الحارس القضائي عمله ..حاولوا استدراجهم ليسلموهم أرضا بلا طريق أو مصدر مياه ..فوجئوا بخريطة موقعة من زوجة
الشرير ومن الزراعة والري ..اسقط في أيديهم ..اخذ الحارس يضع علامات الحدود ..ذهل الجميع من مجموعات العمل التي تسير
خلف الحارس..تدق الأعمدة الحديدية ..تمد الأشلاك الشائكة ..تشق الأرض ..تركب سورا سابق التجهيز ..تمد الكهرباء ..أحضروا
مسئولا من الزراعة ليعترض على السور وليساعدهم في الاحتكاك بالعمال ..غلى الدم في عروقهم وهم يقرأون الترخيص ببناء سور
كان يستمهل الحارس ليبطيء في القياس ليتم كل شيء في وقت واحد ..لم يتوقع أحد ما يحدث ..كثر المتفرجون ..الاشاعات ..حتى
عندما مرت طائرة بالصدفة ..أشاع الناس أنها تراقب التسليم ..كان العمل يسير بدقة وسرعة ..وخطة محكمة .ولم يترك شيء للصدفة
حتى الطعام والشراب كان يوزع في مواعيد ثابتة ..كان منظر صلاة الظهر رائعا ..نصف الحراس صلوا أولا ..تبادلوا الأماكن مع من
لم يصل..وما كاد أذان العصر يرتفع حتى إلا وكل شيء قد تم ..وكانت علامة الإكتمال ..ان اضاءت الأنوار ..وانطلقت أصوات أجهزة
الإنذلر ..صاح الجميع ..الله أكبر ..الله أكبر ..الله أكبر ..تزامن مع انتهاء العمل ..عودة الحملة الأمنية بالمقبوض عليهم ..وبالأسلحة ..
مرت قيادة أمنية كبرى بالمكان ..كانت السيارات العائدة تقف أمامها ..تحييها وتسمع آخر الأاوامر ..أخذت زوجة الشرير وأقاربها
ما أرادت من أوراق لتنهي القضايا المرفوعة عليها ..ومع انصراف آخر سيارة شرطة ..وميل الشمس إلى الغروب ..فوجيء من
بقي بأصوات طلقات أسلحة مكثفة .....

ليست هناك تعليقات: