الجمعة، 29 مايو 2009

سأعفغر لك (8)



لم يشعرا بمرور أسبوع كامل غمرتهما الأم بالرعاية والحنان كانت في غاية السعادة
وهو سعيد لسعادتها لم يعكر صفو هذه السعادة سوى عدم معرفة مصير الأب أكتشف
أن الطفل ليس ولدها ..أحضروه من أحد الملاجيء ليداروا عجز ابنهم لم يكن زوجها
ابن الشرير رجلا ..ويريد أن يراه الناس منجبا ..وكانت هي حقل تجارب لهم ..عندما
يئسوا من العلاج ..أحضروا الطفل ..وأخذوها رغما عنها هي والطفل ، وعندما رفضت
كل محاولات البقاء تم حبسها ..وتعذيبها ..وعندما ذهب الأب ليطمئن عليها إختفى ..
أصيب زوجها بلوثة عقلية ..ومات ..هدأ التعذيب ..ودارت الدائرة على الباغي....
أعادوا الطفل إلى دار الرعاية وكان سعيدا ..اعتذروا عن الانقطاع ..تبرعوا للدار
..أخبر الأم أنهم وجدوا رفات الأب مدفونة في فيلا الشرير ..وكان ذلك من أسباب
القبض عليه .. قالت له : هناك من أخبرني ..وهددوني كلما تقدمت بطلب لمعرفة
مصيره ومصير ابنتي .تآمر معه الرسميون هنا ...لم أيأس
.جهزت ملفا كاملا ليوم الحساب...الظالم خلف القضبان الآن..
اعترف مساعدوه اعترافات كاملة ..يصر على
الإنكار..يحتاجون لشهادتكما ..بادرته أخاف أن تكون خدعة ...لو أن هناك أي خطورة
سأخبرك ..الجميع سيحمونكما..الأمر خرج من يد الأشرار..إذا لم تأخذي حقك هناك
..ستأخذينه هنا...أنا متأكد أنكما لن تمسا ..صارت القضية تبييض وجه ..يهم الكبار
قفل الملف وإثبات وجود عدل محلي ...حتى لا يأخذ العدل الدولي مجراه..صار
العالم قرية صغيرة ..لا أعرف كيف أشكرك ..مطمئنة على ابنتي معك ..عرفت
أنها متعلقة بك جدا ..وعندها حق ..قال لها :أخاف من ذلك ..ردت مستنكرة ....
كيف ؟؟؟ كنت أود أن تعتبرني كالدواء .تتركه عندما تشفى ..لم أفهم ..أشعر أنها
تتعلق بي أكثر وأكثر ..على عكس ما قال لي الطبيب..لا تتعجل لن تشفى مما مر
بها في سنوات خلال أيام...إنها أفضل مئات المرات مما كانت عليه حتى قبل
اختطافها...أجلسته بجانبها وأخذت تحكي له ، أشياء سمعها من الطبيب النفسي
وأخرى لم يسمعها ..تنساب دموعها رغما عنها ..يزداد الشبه بينها وبين ابنتها
أثناء البكاء ..يداري دمعات تفر منه رغما عنه ..لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ليسوا بشرا ..انها بطلة ..الحمد لله ..لن يفلتوا ...دخلت عليهما ...أأخرج
هناك أسرار ..تعالى حبيبتي ..كنت أحكي عنك ..لماذا يا أمي ؟حكاية هموم
وتعاسة ..نريد ما يفرح ..نريد أن نزوجك ياأمي ..ما زلت جميلة ..بكت الأم
وادارت وجهها ..تخفين علي شيئا ..تأكدت أن أبي مات ..شعرت منذ سنوات أنه مات
..كان يأتي لي في الحلم وكأنه ملاك ..يبتسم لي ..يشجعني ..كنت أراه يحاكم أخاه
الشرير.رأيته يوم زواجي ..وهو يسلمني لك ..أشعر أن روحه معي ..تنساب دموعها
وهي تتكلم ..لا تجوز عليه إلا الرحمة ..ذهبوا إلى المسجد ..أقام الشيخ صلاة الغائب
على الأب ..أثناء العودة أخبرهما أن اجازته انتهت ولابد أن يعود غدا ..وجمتا تمنى
أن تتكلما ..أسرعت الأم سنناقش ذلك بعد العشاء ..لم يعجبه صمتها ..كانت كمن صدم
لم يفلح في اخراجها من صمتها ...أخذ يكلمها عن كل ما ستفعله عندما يغادر ..وهو
يسجل لها ذلك في ورقة ..لن تتخلى عني ..هل يمكن لأحد أن يتخلى عن روحه ...
ضحكت الأم ..طبعا لا لن تحضرا إلا عندما يطلب المحامي ..قالت بجدية ..لن أعطلك
عن عملك وأهلك ...تماسكت كيف سأتصل بك..قاطعتهما الأم ..عندي اجتماع غدا لم
أعد له سأذهب إلى صديقة لي وسأبيت عندها ، أخرجا ولا تضيعا الوقت الباقي في
الجدال ، سأحضر بعد الاجتماع لتوديعك ..لن أوصيك به .....

ليست هناك تعليقات: