الجمعة، 29 مايو 2009

سأغفر لك (الجزء التاسع )

قالت له : لم تحك لي عن طفولتك ..لن ننام الليلة حتى موعد سفرك ..لا أحب أن تشعر
أنني عبء عليك ..نظر إليها وكانه يريد أن يملأ عينيه منها ..حكى لها عن كل شيء
كثيرا ما قاطعته ..أعرف أن أمي حكت لك عني .. أنت تعرف عني أكثر مما أعرف ..أمي
معجبة بك ..لأم أتوقع ذلك ..توصيني عليك ..كيف جعلتها تحبك ..ألآن فقط عرفت لماذا
أنت مختلف ! كيف سأتصل بك ..متى سنلتقي ..أسئلة كثيرة ..لم يكن يجيب عنها إجابة
واضحة ..كان يحاول أن يجعلها تعتمد عللى نفسها في كل شيء ..وتستغني عنه.شيئا
فشيئا..بدأت تتوتر ..أكد لها أنه لن يتخلى عنها أبدا ..بين لها أهمية الاعتماد على النفس
..يجب أن تحدد هدفها وتسعى إلى تحقيقه بخطوات ثابتة..كانت تصغي إليه ..وتهدم له كل
ما يحاول أن يبنيه بينهما من حواجز ..أنا معك ..جميل ما تقوله ..لكني لن أستغني عنك
حبيبي أبدا ..لا تضع أي فراق بيننا في حساباتك !سأغفر لك كل تقصير تقصره في حقي
كزوجة ..لأنني متأكدة أنه رغما عنك ..سأغفر لك من قلبي لأنني واثقة من حبك لي ..
ضمها سائلا .أراك تسرعت في هذه الثقة المطلقة ..لا من يضحي بروحه من أجل إنسان
لن يقصد ظلمه ..حملت روحك على كفك ومازلت من أجلي ..أخشى ألا تسعفني تقلبات
الأيام ..أخشى من ردة فعل ذلك عليك ..لاتحمل نفسك فوق طاقتها حبيبي ..من جمعنا من
وسط ملايين لن يفرق بيننا ..أنا مؤمنة بذلك ..صليا الفجر أخذهما النوم رغما عنهما
استيقظت قبله .أعدت له كل شيء ..أحضرت له الأم هدايا كثيرة حاول ألا يأخذها رفضت
بشدة ..أنت ابن لي وأنا مثل أمك ..هذا المصحف لك ..لا تحرمني من ثواب قراءتك فيه
لن تفصل بيننا المسافات سنلتقي بإذن الله ..أعطاها ورقة فيها طريقة الاتصال وكيف
تؤمن مكالماتها له من أي ينصت ..ذهبتا معه إلى المطار ..كانت تحاول التماسك وهو
يحبس دموعه ويظهر ابتسامة مصطنعة ..أو يتجهم ويظهر التجلد ، عند آخر حاجز بكى
الثلاثة ضمتهما الأم ..أعطاها مظروف ..لا أريد أن أرى دموعك ..استمدي القوة من
إيمانك ..لن أتخلى عنك ما حييت ..أريد دعاءك لي كل صلاة ..لن يخيب الله دعاء من
يخلص له ..حاولت التماسك .أنسابت دموعهما وهما يلوحان له وهو يختفي بين جموع
المسافرين .. فوجئت أسرته بوصوله ..رحبوا به ..شعر بمكانته العظيمة عندهم ..لامته
زوجته على السفر المفاجيء ..وعدم الاتصال المباشر بهم .. سأله الأولاد بخبث صحيح
إنك تزوجتها ..رائعة الجمال ..لا نعرف لماذا لم تترك أمنا البيت وتغضب ..صاح لن أرد
على خمسة في الوقت نفسه ..لا تصدقوا كلام الصحف ..أنتم تعرفون سطوة الرجل
وما تؤيد ظغيانه من الصحف وتريد تشويه كل شيء..قتل أخاه وأمه وما خفي أعظم..
لم تتكلم زوجته ..أحس بأنها تشك في كلامه ..بادرهم في الموضوع بعد رسمي أخرج
جواز السفر الأحمر ..خطفه الأولاد ليتفرجوا عليه ..تأكدوا أنني لأم أفعل أي شيء يغضب
الله أنتم تعرفوني ..أريد كم ألا تخبروا أحدا بقدومي ..صاحت الأم أتركوا والدكم ليستريح
..لن نتركه حتى نخبره أنك قلت لنا سأغفر له كل شيء حتى لو كان ما تقولونه صحيحا ..
شعر براحة ممتعة في سريره ، استيقظ للصلاة ، قلت له زوجته لقد كاد الرعب يقتلني
تماسكت من أجل الأولاد ، لقد حاول أتباع الشرير أن يستجوبونا ليعرفوا مكانك ولولا العم
لقبضوا علينا ..كان من الحكمة ألا تدخانا في هذه القضيه ..نحن مراقبون طوال الليل
والنها ر نريد أن نحيا في أمان ، عندما بدأت تبكي ضمها ..حاول أنيهدئها ، صاحت لن
نصلح الكون أنا معترضة على كل ما حدث عرضتا جميعا لخطر ما كنت أظن أن تعرضنا
له ، أشعر أنك تخفي عني شيئا رهيبا ، لا أريد أن أعرف أي شيء إلا منك ، ستأخذ
إجازة حتى نهاية القضسة حتى لو كانت بالخصم ، لن تغيب عن عيني بعد الآن إذا كنت
ما زلت زوجتك ..تكفيني ليالي الرعب التي عشتها في غيابك ..لست في غنى عنك ...
من حقي أن أتمسك بزوجي لن أسمح لأحد أن يمسك بسوء حتى نفسك ، لن يأخذك أحد
مني ، حاول أن يعترض ، واصلت لن أقبل مناقشة فعلت ما يحلو لك ، وسأفعل ما يحلو
لي ، الأهم عندي بيتي وأولادي وسمعتنا ولن أسمح لأحد أن يمسها ، كثير علينا أن
تبقى معنا يومين دون خروج !!!!!!!
(يتبع بإذن الله)


ليست هناك تعليقات: