الخميس، 10 مارس 2011

شاهد على الاحداث 3

-كانت الحادثة أوائل عام 1969م ثلاث طائرات يهودية قامت بقصف مجموعة من المنازل

بإحدى ضواحي مدينة الإسماعيلية تخص عمدة عرب المعازة ،قامت باثني عشرة طلعة سوت

المنازل بالأرض ، لم يعلن عن الغارة وأسبابها ، وقد عرفت تفاصيلها من والدي حيث رد على

كل تساؤلاتي عندما زرنا المصابين في مستشفى (هيليوبوليس)بالقاهرة حيث كانوا يعالجون فيها

بأمر خاص من جمال عبد الناصر ،وكان بين من استشهدوا في هذه الغارة واحد من أصدقائي وكانت

رحمة الله كبيرة فرغم عنف الغارة لم يتوف إلا اثنان ،لقد كانت الغارة انتقاما من عرب المعازة لأنهم

ساعدوا الجيش المصري في القبض على مجموعة من أخطر الجواسيس الذين كانوا يقومون بقطع

أسلاك الاتصال بين الوحدات ،وكانوا يسرقون عبوات الذخيرة الضخمة ،ويفرغونها ويبيعون النحاس

ليتحول إلى أوان ،وقد لمست بنفسي ذكاء وفراسة العرب وقدرتهم على اقتفاء الأثر ،وقد استمرت

مساعدتهم للجيش المصري حتى تحقيق الانتصار في 1973م ،لقد بالغ الاحتلال العثماني لمصر في

الإساءة لكثير من القبائل العربية ،وحاول الاحتلال الانجليزي أن يحتويهم وكثيرا ما تمردوا عليه ،وبعد

انتصار 1956م لم يقدم المسئولون أي حوافز للقبائل لتستقر وتتطور وتندمج في المجتمع بل على العكس

أسي ء لهم بقصد أحيانا ودون قصد كثيرا ،فقالوا لمن ظلموهم إذا جاء اليهود المرة القادمة فلن نساعدكم )

وفعلا لم يساعد العرب الجيش المصري فكان ذلك من الأسباب التي أدت للهزيمة النكراء في 1967م

استوعبنا الدرس الصعب ،واستعنا بهم وأحسنا معاملتهم ،فكانوا من أبطال حرب الاستنزاف وساعدوا في الصمود

بعد حدوث الثغرة 1973م،لقد رفضت قبائل سيناء إعلان الانفصال عن مصر رغم الإغراءات اليهودية

لهم أثناء الاحتلال ،وبعد التحرر عدنا عن عمد أو جهل لسوء المعاملة ،ولم نقم على مدى 38 سنة بأية

تنمية حقيقية في سيناء ،ولم ينل أبناء سيناء أي تطوير حقيقي ،نال القادمون من الوادي أغلب الأراضي

وتملك محدثون النعمة أغلب الشواطيء ،ونالوا أغلب الوظائف ،وترك العرب للفقر والجهل ،ولعصابات

التهريب ،ولم ينفذ المسئولون أية خطة من خطط التوطين ،فلم يتملك العرب الأرض التي بها مغروساتهم

لعشرات السنين ،وحتى الآن توجد سيارات لم توفق أوضاعها منذ 38سنة ،وهناك من يحمل وسام نجمة

سيناء ويعاني من الفقر والبطالة والتجاهل ربما الاعتقال ، ولا أبالغ عندما أنحاز لنظرية المؤامرة (فرغم

وجود مستندات معنا تخص مزرعتنا في الجبيل بالطور فحتى تاريخه لم تعوضنا الحكومة عن سنوات

الاحتلال وعن هدم اليهود لمنزلنا هناك،ولم توافق أن نتملك تلك المساحة المحدودة )رغم أنها ملكت

ملايين الأمتار لكل من هب ودب ،فمابالنا بأبناء القبائل .إن سيناء والقبائل العربية في كل مكان بمصر هم درع

لمصر وزاد لها فمتى نعي ذلك ، ومتى نخلص في التخطيط للمستقبل ، ومتى نتقي فتنة لا تصيب الذين

يظلمون فقط ،ما أسوأ أن يشعر الإنسان بالظلم ،وما أسوأ أن نرى الظلم ولا نحرك ساكنا......

الحادثة الرابعة حادثة فارقة في تاريخ مصر عاصرتها واعيا ...موت جمال عبد الناصر...

(يتبع إن شاء الله)

ليست هناك تعليقات: