الأحد، 18 يناير 2009

الأخلاق في الشعر

الأخلاق في الشعر

لا أريد أن أدخل في جدال حول "هل الفن للفن أم للمجتمع" فهي قضية مازال الكثيرون

يتجادلون حولها ، والبعض يدعي أنها لم تحسم بعد- لا أريد الخوض في ذلك ولكن أريد

أن أبين : ان الشعر(أبو الفنون ) ففي شكل القصيدة جمال اللوحات الفنية ، وفي أوزانه

روعة الموسيقى ، وفي أفكاره السامية وصدق تجاربه خلود وتجاوز لحدود الزمان

والمكان ،فإذا لم يلتزم مبدعو هذا الفن الرائع بالقيم الأخلاقية النبيلة ، فإنه قد

يعجبنا كإبداع فني ، ولكن من واجبنا أن ننبه إلى التجاوز ألا أخلاقي وخطورته

ولا نرحب به حتى لا نشارك دون أن ندري في نشر مساوئه.

ونماذج الشعر التي خرجت عن الحدود كثيرة وفي كل العصور (ما عدا صدر الإسلام

ولمدة 40 سنة فقط ترك فيها أغلب الشعراء الشعر انبهارا بالقرآن الكريم وانشغالا

بالدعوة )بدءا من امرؤ القيس ، ثم شعراء النقائض ،وعمر بن أبي ربيعة وشعراء

الشعوبية حتى الكثير من شعراء العصر الحديث ، وهم في ذلك مثل رسام مبدع

رسم وجه امرأة سافرة رائعة الجمال لآ نملك ألا أن نعترف بجمالها ، ولكن علينا

ألا ننظرإليها ثانية ففي الثانية الشيطان ، ولا يجملنا ان نقتنيها ففي ذلك فساد
وتفريط .
ولأن الكلمة الشاعرة أكثر تاثيرا وأطول عمرا فالمسئولية الأخلاقية الملقاة على

عاتق المبدعين أكبر ، وما أفضل أن نترك كلمة تضيء وتهدي ،وربما تكون

جسرا نعبر عليه إلى رضا الله .


ليست هناك تعليقات: