الجمعة، 30 يناير 2009

أداب تلاوة القرآن وتسهيل حفظه

آداب تلاوة القرآن وتسهيل حفظه
***فضل القرآن:
القرآن هو كلام الله ..وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه.
-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها،
ولا أقول (الم) حرف ؛ ولكن ألف حرف ، وميم حرف ، ولام حرف".
،وقال المبعوث رحمة للعالمين- صلى الله عليه وسلم - في منزلة حامل القرآن يوم القيامة ، ورقيه في درجات
الجنة-قال:"يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها
، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" خيركم من تعلم القرآن وعلمه .
*
نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا منهم

***
آداب تلاوة القرآن:
لتلاوة القرآن آداب يجب على المسلم أن يراعيها :
أولها : حسن الاستماع للقرآن ؛ لقول الله تعالى :"وإذاقريء القرآن فاستمعوا له وانصتوا
لعلكم ترحمون" الأعراف 240
، وقد قال العلماء :إن أول مراتب العلم الاستماع ...؛ لذا يسن الاستماع لقراءة القرآن وترك اللغط والحديث
بحضور القراءة.
الأمر الثاني الذي يجب على المسلم أن يراعيه هو المداومة على قراءة القرآن ؛ حتى لا يدخل فيمن حكى
القرآن عنهم في قول الله عز وجل :" وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا" الفرقان30
*
قال الإمام أبو حنيفة : (من قرأ القرآن في كل سنة مرتين فقد أدى حقه ) مستندا في ذلك إلى قول أبي
هريرة -رضي الله عنه:"كان يعرض على النبي -صلى الله عليه وسلم - القرآن كل عام مرة فعرض عليه مرتين
في العام الذي قبض فيه" وهذا هو الحد الأدني.
*
قال عبد الله بن عمرو بن العاص :قال لي رسول الله -صلى الله ليه وسلم:"اقرأ القرآن في شهر .إني أجد
قوة ، حتى قال: فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك"
*
إن القرآن يتفلت من صاحبه ، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم :" تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده
لهو أشد تفلتا من الإبل في عقالها " فعلى من يحفظ أن يداوم على تأكيد الحفظ باستمرار.
***
وهناك أمور تراعى كآداب عامة ،يمكن إجمالها فيما يلي:
*
يستحب الوضوء لقراءة القرآن
*
لا تكره قراءة القرآن القرآن للمحدث حدثا أصغر ، وخاصة إذا كان عالما أو متعلما.
*
تحرم قراءة القرآن للجنب والحائض ، ويجوز إمراره على القلب دون تحريك اللسان
*
تسن القراءة في مكان نظيف.
*
يستحب أن يجلس القاريء مستقبلا القبلة متطهرا نظيفا .
*
لا تحتاج القراءة لنية إلا إذا كانت وفاء لنذر.
*
تسن الستعاذة قبل الفراءة ، وقال بعض الفقهاء هي واجبة ؛ لقول الله عز وجل :"فإذا قرأت القرآن
فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم "النحل 98
،وصيغة التعوذ :"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ...وقد زاد آخرون :"أعوذ بالله السميع العليم
من الشيطان الرجيم "
، يجهر بالاستعاذة إذا كان يقرأبحضرة من يسمعه.
8
يحافظ على قراءة البسملة في أول كل سورة -غير سورة التوبة ،لأن أكثر الفقهاء اتفقوا على أن البسملة
آية تفتتح بها كل السور.
، وإن قرأ في وسط السورة استحب له أيضا البسملة ؛ حتى في سورة التوبة التي لا يبسمل في أولها .
*
يسن الترتيل في القراءة حيث وصفت أم سلمة -رضي الله عنها -قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم-
بأنها قراءة مفسرة حرفا حرفا .
*
تسن القراءة بالتدبر والتفهم فهو المقصود الأعظم ،وبه تنشرح الصدور ،وتستنير القلوب ؛ لقوله تعالى:
"
كتاب أنزلناه إليك ليدبروا آياته"ص 29
، والتدبر يتأتى إذا انشغل القلب بالتفكير في معنى ما يتلفظ به اللسان ، ويتأمل الأوامر والنواهي ، وإذا
مر بآية رحمة استبشر ودعا ، وإذا قرأ آية عذاب أشفق وتعوذ وبكى..
، وقد ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قوله :"خرج رسول الله صلى الله عليى وسلم -على أصحابه
يوما فقرأ (سورة الرحمن) من أولها إلى آخرها فسكتوا ..فقال لقد قرأتها على الجن فكانوا أحسن مردودا
منكم ، كنت كلما أتيت على قوله:"فبأي آلآء ربكما تكذبان " ،قالوا : لا بشيء من نعمتك نكذب فلك الحمد.
*
تكرير الآيات للتدبر واستشعار المعنى لا بأس بها ؛ فقد روى النسائي وغيره ‘ن أبي ذر -رضي الله عنه
أن النبي -صلى الله عليه وسلم ، قام بآية يرددها حتى أصبح ،وهي قوله تعالى :"إن تعذبهم فإنهم عبادك
وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " المائدة 118
*
يستحب البكاء عند قراءة القرآن ، فمن لم يستطع فليتباكى ، وكذلك يستحب الخشوع ،...وربنا تبارك
وتعالى يصف الذين أوتوا العلم بقوله:" ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا "الإسراء109
،وقد ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:" قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم :اقرأعلي..
قلت: أقرأ عليك وعليك نزل ؟؟قال : نعم ..فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية "فكيف إذا
جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " قال : حسبك الآن..فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان"
، ولكي يرق القلب وتدمع العين فتغسل المرء علينا أن نتأمل التهديد والوعيد والمواثيق والعهود ، ونفكر
في التقصير، فإن لم نحزن عند ذلك فلنبك على فقد ذلك ...
*
تحسين الصوت بالقراءة من السنة ؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم :"زينوا أصواتكم بالقرآن"
*
لا بأس برفع الصوت في القراءة حيث ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم "ما أذن الله لشيء
ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به"
،الإخفاء أفضل إذا خاف الرياء،أو تأذى المصلون أو النائمون من الجهر ، فقد ورد عن النبي قوله:"
المجاهر بالقرآن كالمجاهر بالصدقة ، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة"
، وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه :"اعتكف النبي صلي الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم
يجهرون بالقرآن فكشف الستر وقال: ألا إن كلكم يناجي ربه فلا يؤذين بعضكم لابعضا ، ولا يدفع بعضكم
بعضا في القراءة أو في الصلاة"
*
القراءة من المصحف أفضل من القراءة من القلب- إذا كان ذلك خارج الصلاة ؛ لأن النظر في المصحف
عبادة ، ويستحب للحافظ أن ينظر في المصحف بين الحين وآخر.
*
يكره قطع القراءة لغير الضرورة .
*
يكره الضحك والعبث والنظر إلى ما يلهي أثناء القراءة.
*
لا يجوز تلاوة القرآن بلغة غير العربية ؛لأن ذلك يذهب إعجازه المقصود به
*
لا يجوز القراءة بالشاذ من القراءات.
*
القراءة بترتيب المصحف أولى لأن ترتيبه لحكمة.
*
لا يجوز خلط الآيات من السور المختلفة فتأليف الله خير من تأليف البشر.
*
لا ينبغي القراءة بعدة قراءات لكلام مرتبط ببعضه .
*
يسن السجود عند قراءة آية سجدة وهي في أربعة عشر موضعا من القرآن في سور: الأعراف،
الإسراء ، مريم ، الحج(سجدتان) الفرقان ، النمل ،السجدة ،فصلت ، النجم ،النشقاق ،العلق.
وزاد البعض :ص
*
أفضل القراءة ما كان في الصلاة ، ثم الليل ، ثم آخر الليل.
*
ليس هناك أوقات مكروهة فيها القراءة
*
أفضل أيام القراءة :يوم عرفة ، ثم يوم الجمعة ن ثم يوم الاثنين، ثم يوم الخميس ..والعشر الأواخر
من رمضان ..والعشر الأول من ذي الحجة .
*
يستحب البتداء بالختمة ليلة الجمعة ، ويستحب الختم ليلة الخميس.
*
يستحب الاجتماع عند ختم القرآن ، فعنده تتنزل الرحمة ، وتحضره الملائكة.
*
يستحب التكبير من أول سورة(الضحى )إلى آخر القرآن
*
يسن الدعاء عقب الختم ..وقد قيل : إن من ختم القرآن فله دعوة مستجابة.
*
يسن إذا فرغ من الختمة يشرع في أخرى مباشرة ؛ فيقرأ من أول البقرة إلى قوله:" وأولئك
هم المفلحون" ؛ لقول ابن عباس رضي الله عتهما : قال رجل يا رسول الله،أي العمل أحب إلى
الله ؟ قال: "الحال المرتحل " قال وما الحال المرتحل ؟ ،قال :"الذي يضرب من أول القرآن إلى
آخره وكلما حل ارتحل"
*
يستحب عند الختم تكرير سورة الإخلاص ثلاث مرات لجبر أي نقص يكون قد حدث أثناء القراءة
فهي تعدل ثلث القرآن ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن؟
*
يكره اتخاذ القرآن معيشة يكسب بها.
*
يكره قول نسيت آية ،بل أنسيتها ؛لقول النبي صلى الله عليه وسلم :"ما لأحدكم يقل: نسيت آية كيت
وكيت ، بل هو نسي"
*
قراءة القرآن للميت ، وقد اتفق الأئمة : أبو حنيفة ، ومالك ، وأحمد بن حنبل على وصول ثواب
قراءة القرآن للميت إذا نوى القاريء ذلك ، وخالفهم الإمام الشافعي.
*
قراءة القرآن للميت تكون من أحد أبنائه ، أو قرابته ، أو أصحابه بنية هبة ثواب القراءة له ، وتكون
قراءة صحيحة تراعي آداب التلاوة ، ولا يشترط أن تكون عند المقابر بل تكون في أي مكان.

***
تسهيل حفظ القرآن بإذن الله
*
عن أبن عباس رضي الله عنهما قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء علي بن أبي طالب
رضي الله عنه فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أبا الحسن : أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ، وينفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمت في صدرك.
قال: أجل يا رسول الله فعلمني





قال : إذا كان ليلة الجمعة فإن أستطعت أن تقوم في ثلث الليل الأخير ،فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب
فإن لم تستطع فقم في وسطها ،فإن لم ستطع فقم أولها ؛ فصل أربع ركعات :تقرأ في الركعة الأولى (بفاتحة الكتاب
وسورة يس) ،والركعة الثانية (بفاتحة الكتاب وحم-الدخان-)،وفي الركعة الثالثة(بفاتحة الكتاب والسجدة)
وفي الركعة الرابعة(بفاتحة الكتاب وتبارك) ، فإذا فرغت من التشهد ؛ فأحمد الله وأحسن الثناء على الله
،وصل علي وأحسن وعلى سائر النبيين ، واستغفر للمؤمنيين والمؤمنات ، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان
ثم قل في آخر ذلك:
(
اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني . وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني . وارزقني حسن النظر
فيما يرضيك عني.
-
اللهم بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام :أسألك يا الله يا رحمن بجلالك
ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، وارزقني أن أتلو على النحو الذي يرضيك عني.
-
اللهم بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكراو والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك
ونزر وجهك أن تنور بكتابك بصري ، وأن تقلق به لساني ، وأن تفرج به عن قلبي ، وأن تشرح به صدري
،وأن تعمل به بدني ، لأنه لا يعينني على الحق غيرك ولا يؤتينيه إلا أنت ،ولا حول ولا قة إلا بالله العظيم.
*
يا أبا الحسن فافعل ذلك ثلاث جمع أوخمسا أو سبعا تجاب بإذن الله.والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط
-
قال ابن عباس-رضي الله عنهما : فوالله ما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم في مثل ذلك المجلس فقال: يا رسول الله إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات أو نحوهن وإذا قرأتهن
على نفسي تفلتن . وأنا اليوم أتعلم أربعين آية أو نحوها ، وإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني.
وقد كنت أسمع الحديث فإذا رددتهتفلت زوأنا اليوم أسمع الأحاديث ، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا .
*
والله الموفق

ليست هناك تعليقات: