الأربعاء، 4 يناير 2012

مرآة

1
انظر فيها
شاهد رسما
من أي فصيلٍ قد خلق الباري
من نور قد شفّ
فوق الأكمة
نورٍسارٍ
يتبتّل لا يفتر أبدا
كي يحمي ليلي ونهاري
أنوار دعاء لا تهدأ
إن تصمت من فور تبدأ
يأتي بالنور وينصرهُ
ينفخ في الصور فيصعقهُ
وبقدرة مقتدر قادر
من صار ترابا يبعثه
ويصون الجنة والنار
مجبول على حب الباري
انظر واسأل
في نفسك تمكن رؤيتهِ ؟
مرآتي ما كذبت يوما
2
أم ذات الأربع تعجبك
تلمح في نفسك طاعتها
الرأس تطأطئها دوما
كم ترضى ما يلقى فضلا
وبكل اللذة تمضغهُ
تجترّ طعامك لا تفتر
تمضي تنساق بلا رأسٍ
فالذبح دواء العصيان
والطاعة تاج الأنعام
بهدوء تمضي للحرث
تهوى أخلاق القطعان
تستسلم دوما للذبح
لا ترجع أمرا للسادة
من يملك أثمان البيع
لا تعرف إلا أن تسمع ..
ما أسمنها
ذات الأربع
انظر واسأل
في نفسك تمكن رؤيتها؟
مرآتي ما كذبت يوما
...................
3
في السابق رشدا يهديك ؟
أم أن العزة تأخذك
فتنشط ما فوق الكتف
ليدور يمينا في ثقة
إن دار يسارا ترشدهُ
إن يأفل تأفل أقمارٌ
لن يُرجى خيرٌ لن ينفع
يعلو الغائبْ
ذات الأربع
إن يحضر زان البستان
في درب الزينة أجملها
وأمانة ربه يحملها
لو حارب دوما ينتصر
لا يسكت عن حق أبدا
يستسلم إن حكم القدر
ويفوق النور بمنزلة
كم يهوى ما يرجو البشر
كم حجبت عنه أزمانا
ويراها القلب الوجدان
أنوارا تعلو بلا شبهٍ
للعلم العدل العنوان
انظر واسأل
في نفسك تمكن رؤيتهِ ؟
مرآتي ما كذبت يوما
...........................
4
فتشت وما تجد السمة
أنت المغرور بلا شكٍ
من يرفض طاعة مولاهُ
من نال جزاء المعصية
لا يهوى إلا إفسادا
لا يهوى أن يهوي فردا
أنت المخدوع بلا جدل
من مثلك كم عاذ المؤمن
إن ضلّ الناس فكم تسعد
كم تشقى بنور الإيمان
والظلم ظلام تهواه
فالشر بقلبك مرقده
والكفر يداك تهدهدهُ
وتبثّ سموما وتنافق
وفؤادك بالفتنة ناطق
انظر واسأل
في نفسك تمكن رؤيتهِ ؟
مرآتي ما كذبت يوما
.........................
صالح شرف الدين
أغسطس 2011م

ليست هناك تعليقات: