الخميس، 4 ديسمبر 2008

من الأدب الخالد4

*إن الأدب الخالد بما يحمله من معان تتجاوز حدود الزمان والمكان
يجعلنا نشعر بالانبهار أمام تلك الروعة،وإذا صدمتنا بعض معانيه
فإننا لا يمكننا إلا أن نشهد بروعته و مهما إختلفنا مع الشاعر فهذا
لايقلل من شاعريته وروعة إبداعه،وهاهو الشاعر اللبناني الكبير
ميخائيل نعيمه ،يصور لنا الأحوال بعد نهاية الحرب العالمية الأولى
،ويرى أنه ليس من حقنا أن نفرح بالانتصار فيها ، فلم نحقق شيئا
يسمح لنا بتلك الأفراح ، فقط يجب علينا أن نكون واقعيين ونحاول
إزالة آثار الحرب، وإذا كنا لا نوافقه على فقدان الأمل ،وأن الأحياء
كالأموات يستحقون الدفن ؛ لكن لا نملك إلا أن نقول : ما أجمل هذا
الشعر:
أخي
1

أخي ! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربٌِ غربيبأعمالِهْ

وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ

فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا

بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ

لنبكي حَظَّ موتانا

2

أخي ! إنْ عادَ بعدَ الحربِ جُنديٌّ لأوطانِهْ

وألقى جسمَهُ المنهوكَ في أحضانِ خِلاّنِهْ

فلا تطلبْ إذا ما عُدْتَ للأوطانِ خلاّنَا

لأنَّ الجوعَ لم يتركْ لنا صَحْبَاً نناجيهم

سوى أشْبَاح مَوْتَانا

3

أخي ! إنْ عادَ يحرث أرضَهُ الفَلاّحُ أو يزرَعْ

ويبني بعد طول الدهر كوخا هده المدفعّْ

فقد جَفَّتْ سَوَاقِينا وَهَدَّ الذّلُّ مَأْوَانا

ولم يتركْ لنا الأعداءُ غَرْسَاً في أراضِينا

سوى أجْيَاف مَوْتَانا

4

أخي ! قد تَمَّ ما لو لم نَشَأْهُ نَحْنُ مَا تَمَّا

وقد عَمَّ البلاءُ ولو أَرَدْنَا نَحْنُ مَا عَمَّا

فلا تندبْ فأُذْن الغير ِ لا تُصْغِي لِشَكْوَانَا

بل اتبعني لنحفر خندقاً بالرفْشِ والمِعْوَل

نواري فيه مَوْتَانَا

5

أخي ! مَنْ نحنُ ؟ لا وَطَنٌ ولا أَهْلٌ ولا جَارُ

إذا نِمْنَا ، إذا قُمْنَا رِدَانَا الخِزْيُ والعَارُ

لقد خَمَّتْ بنا الدنيا كما خَمَّتْ بِمَوْتَانَا

فهات الرّفْشَ وأتبعني لنحفر خندقاً آخَر

نُوَارِي فيه أَحَيَانَا

ليست هناك تعليقات: