السبت، 14 فبراير 2009

أخشى ما أخشاه الآن

منذ أكثر من ثلا ثين سنة ، كنا نحرص على أن نحضر ندوة أدبية أسبوعية تنظمها جريدة القناة ، وفي
الندوة نناقش كل أنواع الإبداع ، وكنا ننظر للشعراء الكبار بانبهار ، ونحفظ ما يعجبنا من قصائدهم،
وأذكر مما حفظت وثأثرت به قصيدة لشاعر من شعراء القناة نسيت اسمه لكني طوال تلك السنوات
لم أنس القصيدة ، وما يعجبني فيها اننا نحسبها تتحدث عما يمر بنا الآن ، وكأن تلك (الآن) عند
الشاعر المبدع لا تصبح ماضيا ، أتمنى أن تعجبكم.
1
جفت في عيني دموعي
ورياح العدم الشتوية
تصفعني كي أنطق لفظا عربيا
كيف وقلبي يتنزى
بين ضلوعي حزنا
فالسهم أصاب فدائيا
2
ورياح عاصفة
تعصف بالأغصان الخضراء
تفرش فوق الأرض بساط الدم
تغرس في الوحل
الشرف العربي المطعون
3
يا من حطمت القمقم
وخرجت من الظلمات
إلى الظلمات
لتكتب قصة عارك
فوق جدار الزمن الحالك
4
أقلامك من أشجارالأرز
المجتثة
ومدادك من دم أطفال
رضع
من دمي المهراق الطاهر
المتوارث عبر الأجداد الشرفاء
(عمربن الخطاب وسيف الله المسلول)
5
دمي لا يسقط
إلا والراية مرفوعة
بصماتي في حطين
آثار سجودي وصدى تكبيري
في بيت المقدس
رحم الله صلاح الدين.
6
قم يافارسنا الأوحد
واشرع سيفك
في وجه عدو الأمس
قم أنذر ذاك القوم
فلقد ضلوا الدرب اليوم
واتجهوا نحو طريق آخر
يدعى درب التيه
فيه المسلم ياكل لحم أخيه
7
ومغول العصر
صارروا آلهة محمية
أخشى ما أخشاه الآن
أن يسبح هولاكو في بحر الضاد
فيدنس كل الأمواج
وتموت بقاع البحر حروف عربية
أخشى ما أخشاه الآن
أن تسقط فوق أديم الأرض
نجمتك الفضية
ونجمة داوود العصرية
تصبح تاجا فوق رءوس القوم
عند غروب الشمس الوردية.
**********************


ليست هناك تعليقات: