الجمعة، 26 نوفمبر 2010

العمر في عيني


العمر في عيني سرداب طويل
نفق مخيف ذلك السرداب‏..‏
يصعد‏..‏ ثم يهبط‏..‏ ثم في سأم يميل
يبدو قريبا حين يغرينا بريق الحلم
تجذبنا بحار المستحيل
يبدو بعيدا حين يخدعنا سراب الحلم‏..‏
يسكـننا الأسي
ونعود بالجسد الكليل
فالناس تمشي فوق أقدام تهاوت
والدروب تنوء بالخطو الثقيل
كانت رءوس الناس تيجانـا محطمة
وأجسادا تصارع بعضها
وحناجرا بالقهر أدمنت العويل
كانت عيون النـاس أنهارا مشقــقة
وأغصانـا يصيح نزيفـها‏..‏
وجداولا بالحزن أرضعت النخيل
كانت وجوه الناس أشرعة مكسرة
تـواسي بعضها
وشواطئـا تبكي علي أطلال نيل
العمر في عيني سرداب طويل
يمتد من فجر البراءة‏..‏
والصباح البكـر‏..‏ والوجه الجميل
يجتاز أزمنة التنطـع‏..‏
وانكسار الروح‏..‏ والأمل العليل
عيناك في السرداب صبح جامح
ما زال في ألم
يكابر سطوة الليل الطـويل
مازلـت أسبح في عيونك
رغم أن الموج إعصار‏..‏
وصوت الريح وحش كاسر
وشراعنا المكسور‏..‏
يبحث عن دليل
وأنا وأنت‏..‏ ولحظة عذراء تخبو‏..‏
خلف أجراس الرحيل
كـنا نطل وحولنا
تترنـح الأيام في ضجر
وضوء الشـمس نبض واهن
وعلي امتداد الأفـق ينتحب الأصيل
هل هانت الأحلام‏..‏
أم هانت سنين العمر‏..‏
أم جنحت بنا الدنيـا لحلـم مستـحيل ؟‏!‏
بيني وبينك خطوتان
وحين يبدو الحزن تصبح ألف ميل

ليست هناك تعليقات: