الأربعاء، 15 أبريل 2009

سأغفر لك (6)

استيقظت قبله تأملته طويلا ، مع أول حركة منها استيقظ ..حياها مبتسما قائلا :ما هذا النوم
كيف نمنا كل هذه الساعات...؟سألته أنت سعيد...؟ طبعا طبعا ..وأنت قالت بسرعة ..في غاية
السعادة ، أشعر أن حملا كالجبال أزحته عن صدري أمس .ربنا يخليك..هدأها لكي
لا تواصل البكاء رغم أنه يعرف أنه يريح كثيرا ..أنا لست فاشلة .هم الفاشلون ..أنا كنت
على حق هم متوحشون ..كلاب مسعورة..أخذت تنتحب أثناء كلامها وتحرك رأسها في
عصبية كمن يريد أن يطرد شيئا مؤلما ..هل وجدت فيّ عيبا ..أجاب مسرعا ..ماشاء الله
عليك ..خسئوا جميعا ..المهم كيف كانت نومك ؟؟رأيت أبي يشد على يدك ..لم أر أي
كابوس مما تعودت رؤيته..هز رأسه أستعد للخروج ..لا تفتحي لأحد ..لن أتأخر ..ودعها
بعد أن ملأعينيه منها ..غاب لساعات قليلة ..عاد بأشياء كثيرة ..احتضنها فور دخوله ..
قائلا أغمضي عينيك ..وعندما فتحتهما رأت جوازات سفر حمراء ..لم تفهم لأول وهلة ..
نحن دبلوماسيون وفي مهمة رسمية ..لن يصل إلينا أحد ..كانت متوترة سنسافر حالا كل
شيء قد أعد ..لم ينس شيئا .حتى الملابس الداخلية لها ولولدها ..قال لها سأنزل قبلك
سأكون في الجهة الأخرى من الشارع ستنزلي وتبقي في مدخل العمارة مع ثالث رنة
ستسرعي بالولد وتفتحي السيارة الواقفة أما الباب وتركبي بسرعة ..لا تنسي النظارة
والحجاب ..لا يجب أن يعرفك أحد ..انتظر قبل المطار حوالي نصف ساعة ..دخل فبل النداء
الأخير على الطائرة ..جعلهما يتحركان أمامه أحس بمن يراقبهما حاولت أن تنبهه ضغط
على يدها وهمس أثبتي ..تنفست الصعداء عندما أقلعت الطائرة ..ضغطت على يده بكل
قوة نظر إليها وهو يتمتم بكلمات رفع صوته بها فتبينت أنه دعاء السفر ..وضعت رأسها
على كتفه..أنا أحلم ..قرصها ..فوجئت بذلك ..همس تأكدت أنك لا تحلمين!!
نزلا لعدة ساعات قبل استكمال الرحلة ..كان يحاول أن يكون طبيعيا لكنها كانت تسأله
لماذا التجهم هل هناك خطر ما ..كان يطمئنها لا حظت أنه لم ينم ، وأن معه ورقة يسجل
فيها بعض العبارات ، ويدسها بسرعة في جيبه ، وصلا وجدا سيارة في انتظارهم حملتهم
إلى بيت صغير على أطراف المدينه ..هنأها وهنأته ..ونام الطفل ..كانت تتعمد أن تلتصق
به تشعر باطمئنان عجيب بقربه ..وهو لا يخذلها أبدا يربت عليها بحنان يداعبها تعبث في
شعره يمسح على رأسها يرسم هلا لا على جبهتها ..لا حظت أنه لا يبدأ بمداعبتها إلا إذا
داعبته أولا!! ..قالت له مداعبة ضاعت ليلة من شهر العسل ..كيف سنعوضها ؟؟
كما تريدين..تناولا عشاء خفيفا ..سألته لماذا تشرب الشاي بلا سكر ..لأن مرارته تجعلني
لا أنسى مرارة الحياة ..هي كذلك معي ..قالتها بدلال ..لم أقل ذلك ..ألم تعاني فيها ؟؟؟
انتهت المعاناة ..لا معاناة بعد اليوم ..تعلقت برقبته ..لاحظت أنها أقصر منه بكثير..نظرت
في عينيه هامسة ..أحبك ..لماذا تأخرت عليّ؟؟ ضمها بقوة ..هل كنا على موعد؟؟؟
نعم كنت حلمي الدائم ..صدقني ..أنا أحلم بك منذ سنوات طويلة ..أستغربت كثيرا من ذلك
الحلم الذي زادت مرات تكراره مع زيادة المأساة ..كنت أراك كلما نمت باكية ..فأصحو
أكثر قوة..كنت تأتي مع أمي ..مع أبي ..وحدك ..كنت تحتضنني هذا الحضن بتلك القوة
..كنت أتمنى أن أختبيء داخلك ..كنت أبكي بدموع حقيقية في حلمي وأستيقظ لأجد
مخدتي مبللة بالدموع ..وضعت كفيها على خديه تأملت عينيه .من يراك من بعيد لا يمكن
أن يتوقع كم الحنان والرقة اللذان تغمرني بهما حبيبي..سألها :قولي بصراحة :الحقيقة
أجمل أم الحلم ؟؟ ردت بلا تردد الحقيقة طبعا !! لا تبالغي في مدح عجوز مثلي أنت
الرائعة التي لم أتخيل أن هناك قلوب متحجرة لا تسعد بك وتعمل على إسعادك ....
صدقني حبيبي لقد صرت إنسانة أخرى بفضل الله ثم على يديك ..نجحت فيما فشل فيه
الآخرون ..أعدت لي ثقتي بنفسي ..داويت جراحي..جعلتني أحب الحياة من جديد ..لا أستطيع
أن أصف شعوري نحوك ..أتعرف ما لا يعجبني فيك حبيبي ؟؟لمعت عيناه قولي لن
أغضب ..لا يعجبني أنك لا تأخذ الخطوة الأولى معي ..وهذا لا يرضي غروري كأنثى ...
وأنت متأكد أنني لن أخذلك لو طلبت روحي .. أخشى كثيرا من هذا الذكاء ..أنا من هول
ما عرفت صرت أفكر كثيرا حتى لا أخيفك أو أذكرك بأي شيء كان يزعجك ، ولم أعرفك
إلا من مدة قصيرة ..ولا فرق الآن بيننا وسآخذ الخطوة الأولى اليوم فأقول لك بعد كل هذا
الكلام الجميل هاتي يدك ووضعها على قلبه وقال لها ماذا تسمعين ، وهل تفهمين ما يقوله
فاجأها السؤال ..إنه يقول لك أحبك مع كل نبضة من نبضاته ..كانت في غاية السعادة أول
مرة يقولها رغم أنها أحست بحبه لها من قبل ..لفتهما سعادة غامرة تلك الليلة ..وفي
الصباح ..خرج وهي نائمة ..وعاد فبهره جمالها وكانه يراها لأول مرة ..بادرها ما كل هذا
الجمال ..أليس من الواجب أن تتزين الزوجة لزوجها ..؟؟بلى بلى هناك خبر سار وآخر
محزن ..أحكي حبيبي شغلتني ....أقيل العم الشرير وقبض عليه ..وذلك بعد أن وجدت
جدتك منتحرة ..صرخت لا يمكن أن تنتحر كانت تصلي في الفترة الأخيرة خالفت أوامره
هل يصل الشر لدرحة أن يقتل أمه ؟؟؟بكت طال بكاؤها قٌالت وهي تبكي ..أرجوك إبحث عن
أمي ..أريد أمي ..أمي ..أمي








ليست هناك تعليقات: