الأحد، 19 أبريل 2009

سأغفر لك (7)

استيقظت في غاية السعادة ، حياها سألها عن سر السعادة البادية عليها ، أخذت الخطوة الأولى
أمس ، كم أنا سعيدة لإحساسك الرائع بي ، ألست سعيدا قالتها وهي تتعلق برقبته؟؟؟
بلى تسعدني حسناتي ، وكيف لا أسعد بقرب القمر !! عندي لك مفاجأة بعد أن نفطر ، ظلت تلح
عليه لتعرف قال لها وهو ينهي إفطاره ..استعدي لنسافر إلى ........كادت تطير من الفرح قبلته
احذري لا نريد أن يشعر بنا أحد هناك ..ربما أمك مراقبة من جواسيس الشرير ..أنت تشك حتى
في الهواء !!! أنا مطمئنة معك ...سافرا بالسيارة المسافة طويلة ..... كان يلاحظ أنها تختلس
النظرات إليه ،وتسأله بماذا تتمتم ؟؟؟إنه دعاء ..يرفع صوته به ..تردد معه ..يبكيها الدعاء ..
تنام تصحو ..تتكلم باقتضاب مع الولد ..مازالت قسوتها على الطفل تثير فضوله الذي تأكد منه
أول ليلة قضاها معها ، سألته كيف حفظت كل هذا ..قولي ما شاء الله ..لن أحسدك حبيبي
هناك أدعية تسهل الحفظ ، هل ستقطع700كم دون استراحة ؟؟ لا سنستريح في منتصف
المسافة..وضعت يدها فوق يده نظر إليها ..دعت له دعاء جميلا ..نظر إلأيها مداعبا ..أحبك
أنا أيضا أحبك ..تحبينني منذ متى ؟؟تعلقت بك أول يوم رأيتك فيها ..أحسست أنك من أحلم
به ..عقلك ..سيطرتك ..وقفتك معي ..خبرتك ...خوفك عليّ..دموعك التي تداريها ..سهرك عليّ
تضحياتك..لمساتك..حنانك ..يا الله كم أحبك ..لا تبكي ..بكيت كثيرا جدا وفي كل المواقف
!!!لا عليك ..كل ما تم بتوفيق الله ..وهو قدر ..استخرت الله كثيرا ..تسعدني رؤيتك سعيدة
..نزلا في استرحة ..تناولا غذاء سريعا ..صليا ..سألته كيف عرفت القبلة ..اشار إليها
ناحية البوصلة..شرح لها الطريقة ..كانت تزداد توترا كلما أقتربا ..هل ستجد لي أمي ..
لا أعرف كيف أجازيك ..هدأها إن شاء الله خير..قولي معي ..رددا معا دعاء ليهديهما الله
ويجدا الأم..وصلا إلى المكان القديم ..طلب منها أن تبقى في السيارة ، وأخذ صورة
الأم وأشارت إليه ناحية البيت ، وجد عجوزا سألها ..قالت له لم تأت منذ مدة كانت ..
تأتي كل فترة تفتح صندوقها باحثة عن رسالة ..ثم تمضي ..فحص الصندوق ..لم يجد
شيئا ..سوى بعض الحروف ..حاول أن يفهمها ففشل ..عاد يحاول التماسك ..قال لها
في المدخل صندوق بريد اذهبي وحاولي أن تفهمي الحروف المكتوبة عليه ..ذهبت ولم
تغب عن عينيه، عادت وهي متعجبة ..قائلة :الحروف إختصار للشهادتين ..ولماذا
تستغربين؟؟لم تكن أمي مسلمة !! هز رأسه ..انطلق سأل عن وجود مسجد ..ذهبا إليه
صليا العصر ..جلسا إلى الشيخ ..أجاب بالنفي القاطع ..أحس أن الشيخ يريد أن يبعدهما
وأنه يخفي شيئا..طمأنه ..وبين له أنه زوج الابنة ..وليس وراءهم أي خطر ..واستحلفه
بالله ألا يخفي عليهما شيئا ..استأذنه الشيخ وتكلم مع الابنة منفردا ..وعاد وقد بدت عليها
علامات السعادة ..بادره الشيخ إن الله يحبكم ..لقد وقفت معها وأخفيتها بعد اختفاء الأبنة
وخوفها من العم الشرير وتآمر السلطات الرسمية معه ..والرشاوى التي كان يقدمها ..
وبعد فترة أعلنت إسلامها وصارت من أكبر المعلمات بهذا المركز الإسلامي..لم تترك
صلاة إلا ودعت الله أن يجمعها بابنتها ..سبحان الله ..مكالمة صغيرة بعد الانتقال إلى
بيت الشيخ المجاور للمسجد ..تعلقت العيون بالباب ..صرختان في وقت واحد..عناق حار
..اختلطت الأصوات ..الدموع ..اللمسات الأنفاس الحارة ..كلمات غير مفهومة ..بكى
الجميع ..توقف الزمن للحظات ..لا تستطيع الكلمات وصف المشهد ..عشرة أعوام ...
انتظار ..ثقة بالله ..الحمد لله ..جلستا على المقعد نفسه ..الأيدي متشابكة ..شوق سنوات
كل واحدة تملا عينيها من الأخرى ..لا تلبث كل واحدة أن تضم الأخري ..الدموع لا تتوقف
تبكي بصوت ..أمي ..أمي..أمي الأم تبكي أيضا تربت على ابنتها ..تمسح دموعها ..تمر بيها
على رأسها ..الشبه كبير بينهما ..كدت أيأس أمي ..لن نفترق بعد اليوم ..نظرت الأم إليه
..جذبته وأجلسته على حافة المقعد ..إنه قدري الرائع أمي ..احتل أحلامي ..رأيتك تعطيه
وردةذابلة ..فأعادها إليك رائعة الجمال ..اليوم تحقق حلمي ..عرفته صدفة ..انقذني من
الموت ..دمه يسري في شراييني..أعاد لي الأمل في كل شيء..أخذوني عذبوني أمي ..
لماذا يكرهوننا كل هذا الكره؟؟لم أعرف شيئا عن أبي ؟؟أين أبي؟؟؟لم أتنازل عن أي
شيء..رغم وحشيتهم ..مات ابن الشرير الذي خطفني ..فهدأ التعذيب ...قتلوا جدتي أمي
وحوش ..لا تلبث الأم أن تحتضنها وتبكي معها ..لا يمكن لجبل أن يراهما إلا وتسيل
دموعه(يتبع بإذن الله)

ليست هناك تعليقات: