الاثنين، 9 مارس 2009

سأغفر لك(2)



لم يكمل خطوة إلى الخارج ..صرخة استغاثة..الخادمة ألحقوني ..وقعت فجأة.. أسرع بها
للمستشفى..تابع التحليلات ..حاول أن يفهم الحقيقة ..لم يدقق المرة الماضية ...احتاجت
نقل دم ..سارع بالتبرع لها ..أفاقت ..مازال في يده إبر نقل الدم ..أخفت دموعها ..فرحت
الجدة ..حاولت أن تشكره ..داعبها قائلا ..حد يطول دمه يجري ف شرايين القمر!!!
خرج .واصل البحث في حقيقة المرض..تكسير في كرات الدم الحمراء ..لا يعرف له
سبب .هناك خطر كبير ..فصيلة الدم نادرة..ستبقى تحت الملاحظة..أعتذر عن فترة
العمل الثانية ..ظل بجوارها ..اطمأن عليها ..استقرت الحالة ..وصل العدد إلى المعدل
المأمون.أعطاها بعض الآيات ..قرأها معها ..طلب منها الحفظ ..كثرة الترديد ..انصرف
..لا يستطيع أن ينسى نظرتها إليه عندما أفاقت ..لا حظت زوجته شروده ..بادرته إنه
العمل الذي تتفانى فيه ..ولا أدري سببا لكي ترهق نفسك هكذا .صلى العشاء ..قرأ
ما تيسر من القرآن ..دعا لها بالشفاء.. ظل يردد "ربنا آتنا من لدنك رحمة وهييء
لنا من أمرنا رشدا "حتى أخذه النوم..صلى الفجر ..أخذ تمراته السبعة ، أعد خطة
اليوم ، أسرع للمستشفى..وجد الجدة خارج الغرفة .جلس ..سأل عن آخر الأخبار
لا جديد ..أخذته إلى الداخل ..تردد في الدخول ..سحبته من يده ..صرت خطيبها ..
هيا ..مازالت نائمة..تأملها ..ظل يردد في سره ..ما شاء الله ..ما شاء الله ..كان
يعرف أنها جميلة ..لم يتوقع هذة الروعة ..جمال ملا ئكي ..ولا أروع ..كان
يتحاشى ادامة النظر إليها ..كانت صورتها لا تستقر في ذهنه ..أحست بهما ..بدت
الدهشة السعيدة عليها عندما تلاقت عيناهما ..قبلتها الجدة ..حياها بحركة من
راسه ..كيف الحال اليوم ..الحمد لله ..نتعبك كثيرا ..تعبك راحة ..المهم صحتك ..
حفظت أمس كل شيء..استمع منها ..الجدة لا تعقب ..أخيرا صليت يا جدتي .....
بادرها لي عندك رجاء ..أأمر!! أن تكثري من الدعاء لي ..نظرت إليه . طبعا طبعا .
ذهب إلى عمله ..كلف بعاجله زميلا ..عاد لإدارة المستشفى ..نصحوه بطبيب نفسي
..بحث في ذاكرته ..لا يثق بمن لا يعرف ..عثر عليه ..زميل قديم لم يره منذ سنوات
..اتصل به ..ذهب إليه ..حكى له عن كل شيء..أعطاه نسخة من التحليلات والتقارير
..بادرة زميله ..يهمك أمرها ..جدا جدا..تستأهل أن أعطل عملي وأذهب إلى هناك..
...لا تمزح هداك الله ..أشعر بمسؤلية تجاهها .. لا أريد أن أقصر ..هناك مشروع خطبة
.إن كان كذلك هيا ..صحيح من سيدفع لي ..كل أتعابك عندي مهما كانت..ضحك .ما زلت
حساسا ..أنت صاحب فضل منذ كنا زملاء ..لم أنس ..سأخدمك فيها مهما كانت الحالة
أطمئن ..لكن لا تتعجل ..فرصة نستعيد الذكريات ..تساْلا عن الزملاء ..ومافعلت الأيام
والمسافات ......طول الطريق.....اقنعها الطبيب المعالج بالتعاون مع طبيب
الأمراض العصبية..وأنه جزء من علاج المستشفى لها ..لم يذهب مع الطبيب إليها
..طال الانتظار ..ثلاث ساعات ..عاد إليه الطبيب في الإدارة ..كتب ورقة صغيرة ...
أعطاها للطبيب المعالج ..يكاد يجن من بروده ..ما الأخبار ..بشرني ..الحالة ليست
صعبة جدا ..هناك أمل ..أقنعتها بمواصلة العلاج معي ..هذا أهم خبر ..ستخرج من
المستشفى وتواصل العلاج بالبيت ..تزوجها في أقرب فرصة ..اليوم قبل الغد ..كيف
كيف ..جئتك لتحل مشكلتها ومشكلتي ..أراك تعقدها ..بادره متعجبا ..لم أقل لك أقم
علاقة معها ..قلت تزوجها ..ياليتها توافق علي بدلا منك ..مرآة الحب عمياء ..لا
تمزح ..لا يحتاج الموضوع لمزح .لا تجعلني أندم أن لجأت إليك ..أنا في غاية الجد
ولا بد أن تسمع الكلام وتنفذ ..استحلفتني ألا أخبرك بشيء من أسرارها ..ولن
أخبرك ..ولأجل صداقتنا ..لا تتخلى عنها ..التخلى عنها في هذه الظروف جريمة
..سنلتقي حسب جدول أعددته ..نظر في ساعته واصرف مسرعا ..جلس هو في
أقرب مقعد ..وضع رأسه بين يديه ...(يتبع : إن شاء الله)






ليست هناك تعليقات: