الجمعة، 13 مارس 2009

روحوا ربوا الرجالة

كنا ونحن شباب نسعد أيما سعادة عندما نلتف حول واحد من أبنا ء القبائل
الذين احتلوا مناصبا سامية فهم قدوة لنا نحاول أن نستفيد منهم وكانت كلماتهم
تثبت في الذاكرة وتؤثر فينا تأثيرا عظيما ، وكان الشيخ الكبير "عبد الحليم محمود"
شيخ الأزهر واحد من هؤلاء الرجال الذين لا يخشون في الحق لومة لا ئم ،وكنا
نقيم له لقاء سنويا ندعوه إلى قريتنا ونلتف حوله نسأله في كل ما يعن لنا وكنا نعد
له الأسئله طوال العام ،ولم يخذلنا أبدا فكان يلبي الدعوة دائما ، وفي آخر لقاء معه
كانت أغلب الأسئلة حول مشكلة كبيرة كانت وما زالت حتى الآن تشغل الجميع وهي
مشكلة قوانين الأسرة وتنظيم عملية الطلاق والزواج وحضانة الأطفال والنفقة .....
وكانت كل الصحف في السبعينيات تتحدث عن عدم موافقة شيخ الأزهر ,ولا تبين سبب
الرفض ، ورغم الضغوط القوية من زوجة الرئيس وقتها فقد صمد الشيخ ولم يخرج
ذلك القانون المعيب ، وأذكر أن الشيخ رحمه الله قال لنا : "إن القانون الذي يصنعه
الإنسان هو أقدر على أن يخالفه ، ولا يوجد قانون يمكن أن ينظم حياة الإنسان تنظيما
قويما سوى القانون الذي وضعه رب الإنسان " فقلنا له ، فماذا قلت لهم ياشيخنا
عندما ألحوا في محاولة تمرير القانون قال :"قلت لهم إذا أردتم أن يلتزم الرجال
بأداء حقوق النساء (روحور ربوا الرجاله ) ولا تضعوا قوانينا سيتحايل عليها
أصحاب النفوس المريضة الذين لا يتقون الله " ويبدو أن مسألة التربية هذه التي
أشار إليها الشيخ الكبير صعبة جدا ، فقد انتهزوا فرصة وفاته ومرروا القانون
الذي أثبت فشله الذريع وضاعت حقوق النساء والأطفال أكثر ، ولما زادت الآثار
السيئة لم يرجعوا إلى ما قال شيخنا ، بل سنوا قانونا جديدا ، وأحسب أنه لن يحل
المشكلة لأن العلاقة التي تربط أفراد الأسرة فيها جانب معنوي يحتاج لتقوى الله من
الرجل والمرأة ، ولعلنا بعد فشل القوانين المصنوعة لأغراض بعيدة عن إرضاء الله
نعود فنربي الأبناء على منهج الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
ففي ذلك كل فوز وفلاح لنا في الدنيا والآخرة ،فهل هناك طريقة أخري غير تربية
الرجال يمكن أن تصلح الأحوال؟؟هذا هو السؤال؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: