الأحد، 22 أغسطس 2010

العاشر من رمضان 1393هـ4

حرب أكتوبر ونتائجها


هدفت مصر وسورية إلى إسترداد الأرض التي أحتلتها إسرائيل بالقوة،

بهجوم موحد مفاجئ ، في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي،

هاجمت القوات السورية تحصينات وقواعد القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان،

بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس

و في عمق شبه جزيرة سيناء.



أفتتحت مصر حرب 1973 بضربة جوية عبر مطار بلبيس الجوي الحربي

{يقع في محافظة الشرقية - حوالي 200 كم شمال القاهرة)

وتشكلت من نحو 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس

وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة في وقت واحد

في تمام الساعة الثانية بعد الظهر على إرتفاع منخفض للغاية.

وقد إستهدفت محطات الشوشرة والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم

ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي

وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية

والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.

ولقد كانت عبارة عن ضربتين متتاليتين

قدر الخبراء الروس نجاح الأولى بنحو 30% و خسائرها بنحو 40%

ونظرا للنجاح الهائل للضربة الأولى والبالغ نحو 95%

وبخسائر نحو 2.5% تم إلغاء الضربة الثانية.



وبنفس التوقيت شنت الطائرات السورية هجوما كبيرا

على المواقع والتحصينات الاسرائيلية في عمق الجولان

وهاجمت التجمعات العسكرية والدبابات ومرابض المدفعية الاسرائيلية

ومحطات الرادارات وخطوط الامداد وحقق الجيش السوري نجاحا كبيرا

وحسب الخطة المعدة بحيث انكشفت ارض المعركة امام القوات

والدبابات السورية التي تقدمت عدة كيلو مترات في اليوم الاول من الحرب

مما اربك وشتت الجيش الاسرائيلي الذى كان يتلقى الضربات

في كل مكان من الجولان .




نجحت سوريا ومصر في تحقيق نصر لهما،

إذ تم اختراق خط بارليف "الحصين"،

خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة وأوقعت القوات المصرية والسورية

خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية،

ودمرت القوات السورية التحصينات الكبيرة

التي اقامتها إسرائيل في هضبة الجولان

ومنعت القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم بخطة مدهشة ،

كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر،

في سيناء المصري والجولان السوري ،

كما تم إسترداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر،

وجزء من مناطق مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة في سورية.




جاء الهجوم في 6 تشرين الأول‌/أكتوبر الواقع في 10 رمضان 1973

الذي وافق في تلك السنة عيد يوم الغفران اليهودي.

في هذا اليوم تعطل أغلبية الخدمات الجماهيرية،

بما في ذلك وسائل الإعلام والنقل الجوي والبحري، بمناسبة العيد.

وقد وافق هذا التاريخ العاشر من رمضان.



تلقت الحكومة. الإسرائيلية المعلومات الأولى عن الهجوم المقرر

في الخامس من أكتوبر ( تشرين )

فدعت رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا ميئير بعض وزرائها

لجلسة طارئة في تل أبيب عشية العيد،

ولكن لم يكف الوقت لتجنيد قوات الإحتياط التي يعتمد الجيش الإسرائيلي عليها.



حدد الجيشان المصري والسوري موعد الهجوم للساعة الثانية بعد الظهر

حسب اقتراح الرئيس السوري حافظ الأسد،

بعد أن إختلف السوريون والمصرين على موعد الهجوم

ففي حين يفضل المصريون الغروب يكون الشروق هو الأفضل للسوريين

لذلك كان من غير المتوقع إختيار ساعات الظهيرة لبدء الهجوم .




بدأت القوات السورية الهجوم وأنطلق قذائف المدافع

على التحصينات الإسرائيلية في الجولان ،

واندفعت الالاف من القوات البرية السورية إلى داخل مرتفعات الجولان

تساندها قوة هائلة من الدبابات على الجبهة السورية

بينما طيران سلاح الجو السوري يدك المواقع الاسرائيلية ،

وعبر القناة 8000 من الجنود المصريين،ً

ثم توالت موجتى العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية

على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى 60000 جندى،

في الوقت الذى كان فيه سلاح المهندسين المصرى

يفتح ثغرات في الساتر الترابى باستخدام خراطيم مياة شديدة الدفع.




في الساعة الثانية تم تشغيل صافرات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل

لإعلان حالة الطوارئ واستأنف الراديو الإسرائيلي الإرسال رغم العيد.

وبدأ تجنيد قوات الاحتياط بضع ساعات قبل ذلك

مما أدى إلى استأناف حركة السير في المدن

مما أثار التساؤلات في الجمهور الإسرائيلي.

وبالرغم من توقعات المصريين والسوريين،

كان التجنيد الإسرائيلي سهلا نسبيا إذ بقي أغلبية الناس في بيوتهم

أو إحتشدوا في الكنائس لأداء صلوات العيد.

ولكن الوقت القصير الذي كان متوفرا للتجنيد وعدم تجهيز الجيش لحرب

منع من الجيش الإسرائيلي الرد على الهجوم المصري السوري المشترك .



تمكن الجيش المصري خلال الأيام الأولى من عبور قناة السويس

وتدمير خط بارليف الدفاعي الإسرائيلي المنيع.

بدأ الهجوم في الجبهتين معاً في تمام الساعة الثانية بعد الظهر بغارات جوية

وقصف مدفعي شامل على طول خطوط الجبهة.

تحركت القوات السورية مخترقة الخطوط الإسرائيلية

ومكبدة الإسرائيليين خسائر فادحة

لم يعتادوا عليها خلال حروبهم السابقة مع المسلمين.

خلال يومين من القتال، باتت مصر تسيطر على الضفة الشرقية لقناة السويس

وتمكنت الجيش السوري سوريا من تحرير مدينة القنيطرة الرئيسية

وجبل الشيخ مع مراصده الإلكترونية المتطورة.



حقق الجيش المصري إنجازات ملموسة حتى 14 أكتوبر

حيث إنتشرت القوات المصرية على الضفة الشرقية لقناة السويس،

أما في اليوم التاسع للحرب ففشلت القوات المصرية بمحاولتها

لاجتياح خط الجبهة والدخول في عمق أراضي صحراء سيناء و الوصول للمرات

و كان هذا القرار بتقدير البعض هو أسوأ قرار استراتيجي أتخذته القيادة أثناء الحرب

لأنه جعل ظهر الجيش المصري غرب القناة شبه مكشوف في أي عملية التفاف

و هو ما حدث بالفعل.

في هذا اليوم قررت حكومة الولايات المتحدة إنشاء "جسر جوي" لإسرائيل،

أي طائرات تحمل عتاد عسكري لتزويد الجيش الإسرائيلي بما ينقصه من العتاد.



أما الجيش السوري واصل قصف المواقع الاسرائيلية بهجوم وقصف مكثف

فتمكن في 7 أكتوبر من الإستيلاء على القاعدة الإسرائيلية

الواقعة على كتف جيل الشيخ في عملية انزال بطولية

استولى خلالها على مرصد جبل الشيخ وعلى أراضي في جنوب هضبة الجولان

ورفع العلم السوري فوق اعلى قمة في جبل الشيخ ،

واتراجعت العديد من الوحدات الاسرائيلية تحت قوة الضغط السوري .

وأخلت إسرائيل المدنيين الإسرائيليين

الذين أستوطنوا في الجولان حتى نهاية الحرب.

في 8 أكتوبر كثفت القوات السورية هجومها

وأطلقت سورية هجوم صاروخي على قرية مجدال هاعيمق

شرقي مرج ابن عامر داخل إسرائيل،

وعلى قاعدة جوية إسرائيلية في رامات دافيد الواقعة أيضا في مرج ابن عامر.



في 9 أكتوبر اسقطت الدفاعات السورية اعدادا كبيرة من الطائرات الاسرائيلية

مما اوقع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الاسرائيلي

وطلبت إسرائيل المساعدة بصورة عاجلة من الولايات المتحدة

لمساندتها على الجبهة السورية .

إلا أن توقف القتال المفاجئ على الجبهة المصرية

(خلافاً للخطة المتفق عليها مع سوريا)،

والمساعدات العسكرية الأميركية الهائلة لإسرائيل خلال المعارك ،

والجسر الجوي الأمريكي والمساعدات العسكرية

وانزال الدبابات الأمريكية في وسط ساحة المعركة في الجولان

ساعدت الإسرائيليين على القيام بهجوم معاكس ناجح

في الجولان يوم 11 تشرين الأول (أكتوبر)،

وحاول الجيش الاسرائيلي بمساعدة أمريكية مباشرة

ايقاف الجيش السوري من التقدم نحو الحدود الدولية .



في ليلة ال15 من أكتوبر تمكنت قوة إسرائيلية صغيرة من إجتياز قناة السويس

إلى ضفتها الغربية وبدأ تطويق الجيش الثالث من القوات المصرية.

عبرت فيه قوة إسرائيلية إلى الضفة الغربية للقناة

مشكلة ثغرة في صفوف القوات المصرية عرفت باسم "ثغرة الدفرسوار"

و قدر اللواء سعد الدين الشاذلي القوات الإسرائيلية غرب القناة

في كتابه ""مذكرات حرب أكتوبر"" بوم 17 أكتوبر بأربع فرق مدرعة

و هو ضعف المدرعات المصرية غرب القناة.

في 23 أكتوبر كانت القوات الإسرائيلية منتشرة حول الجيش الثالث

مما أجبر الجيش المصري على وقف القتال.



في 24 تشرين الأول (أكتوبر) تم تنفيذ وقف إطلاق النار

في أوائل عام 1974، شنت سوريا ،

غير مقتنعة بالنتيجة التي انتهى إليها القتال

في محاولة لاسترداد وتحرير باقي اراضي الجولان ،

شنت حرب استنزاف ضد القوات الإسرائيلية في الجولان،

تركزت على منطقة جبل الشيخ، واستمرت 82 يوماً

كبدت فيها الجيش الاسرائيلي خسائر كبيرة .



توسطت الولايات المتحدة، عبر الجولات المكوكية لوزير خارجيتها هنري كيسنجر،

في التوصل إلى اتفاق لفك الاشتباك العسكري بين سوريا وإسرائيل.

نص الاتفاق الذي وقع في حزيران (يونيو) 1974

على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها )

ومن شريط من الأراضي المحتلة عام 1967 يتضمن مدينة القنيطرة .



في 24 حزيران (يونيو) رفع الرئيس حافظ الأسد العلم السوري

في سماء القنيطرة المحررة ،

إلا أن الإسرائيليين كانوا قد عمدوا إلى تدمير المدينة بشكل منظم قبل انسحابهم،

وقررت سوريا عدم إعادة إعمارها قبل عودة كل الجولان للسيادة السورية .

ليست هناك تعليقات: