الأحد، 8 أغسطس 2010

سأغفر لك 28

صارحها الطبيب ..إنه يحبك بجنون ..يشعر بالذنب

..لا يشعر أنك سامحتيه ..اصابته في الرأس تضخم

له المسألة ..يوشك على الانهيار.. أو انفصام

الشخصية ..تجهمت ..أيه الحل ..أنت تعرفينه جيدا

غاية في الحساسية يجب أن تسامحيه فعلا ..وتقنعيه

أنك غفرت له .ليس بالكلام .لقد كنت طبيب زوجته

الثانية ..كانت حالتها أسوأ من حالته مئات المرات .

.شاركني في إنقاذها ..كان زواجها منه أهم خطوات

العلاج ..ضعي نفسك مكانها ..لو تلك المسكينة

كانت ابنة لك وهو أنقذها ألا يستحق الشكر ..

ضعي نفسك مكاني ..هل أخون الأمانة ولا أصف

العلاج الصحيح الأمر متروك لك ..يجب ألا يغيب

عن عينيك ..سيبدو طبيعيا ..لكن هناك مراجل

تغلي داخله ..مازالت النفس الإنسانية مملوءة

بالأسرار التي لم نحط بها بعد ..اتصل الطبيب

بزوجته الثانية أصيبت بالهلع ..طلب منها أن

تسافر حتى تنتهي الأزمة ..تقنعه بهدوء بذلك

لتخفف حدة التمزق الذي يعاني منه ..لم يكن

ذلك صعبا عليها لكنه مؤلم جدا لها ..لم تنم

إلا بعد الفجر ..ذهبت إليه فوجيء بها تودعه

..صرت معافا ما شاء الله عليك ..يجب أن

أذهب لرؤية أمي سأتأخر بعض الوقت ..

كنت أتمنى أن تصحبني ..لا تهتم إلا بصحتك

..كل ما في الدنيا لا يعوض الصحة مع كل

آذان للفجر سأكون منشغلة بالدعاء لك ..

لا تحرمني من طيب دعائك حبيبي .....

لم تستطع إخفاء دموعها ..حاولت الابتسام


أمسك يدها التي تمر على جبهته ورأسه حاول

أن يقنعها بعدم السفر..أصرت ..ذكرته


بوعدها له أنها لن تكون سببا في تعاسته

أو انهيار بيته الأول لم يكن الطفل يفهم شيئا

..كان يلتصق بأبيه ..سألها هل من الصواب

انفرادك بهذا القرار ..ليس انفرادا ولكنه

خطوة مهمة لكي يكتمل الشفاء ..تأكد من

أنني لن أكون أبدا جزءا من مشكلة رغم

أن أغلب ما حدث كان بسببي لكنه أمر خارج


عن إرادي وليس لي فيه ذنب ..إنه قدر .

.لم أكن قبل أن أراك أحلم بما وصلت إليه

.أعتبر نفسي جزءا من أسرتك الرائعة .

.سأكون في غاية السعادة والمياه تعود

لمجاريها ..كل ما أتمناه أن يشب ابني سويا

بلا عقد ..ولا يكون طرفا في أي مشكلة مستقبلا

أسعى حثيثا لذلك ..يسألني أسئلة صعبة محيرة


..يفخر بك وبأنك تجيب كل تساؤلاته .

.ولو لم يفهم أكثر الإجابات ..لن أبخل

حبيبي بسعادتي في قربك في سيل عودة

سعادة أسرتك بك ..أود لو قبلوني وطفلي

على أي وجه من الوجوه ..كثيرا ما تحدثني

نفسي أن أقول لهم :أحبكم جميعا ..وكل

سعادتي في قربكم ..وظلك وحنانك حبيبي

يكفينا جميعا ويفيض ..أنا لا أريد أن أستأثر

بك ..أنت تعلم ذلك لكني موضع شك عندهم .

.أنا واثقة أنك لن تتخلى عنا أبدا ..فلا تفكر

إلا في أن تستعيد ثقتهم في أنك لن تقصر

معهم أبدا ..لن آخذك منهم فهم أبناؤك لن

تستطيع قوة في الدنيا فصل أب عن أبنائه

..ولن أضعك أمام الاختيار بيني وبينهم

كم أقدر صدقك معي من أول لحظة ..وجاء


دوري لأنفذ ما وعدت به ..كان يصغي بكل

حواسه لها ..يربت على طفله ..لم تكن نظرة

الفخر والاعجاب خافية ..يحاول أن يهدئها ..

لا تخافي علينا ..ستمر الأزمة ...وسنرضى

بكل ما يقدره الله لنا ...نعم حبيبي ..أريد أن

أرى ابتسامتك ..كان الوداع حارا ..تلاقت

عيونهما طويلا احتواها وطفله قائلا :كم

أثق فيك وفي حسن تصرفك ..لا تحملي

نفسك فوق طاقتها ..لا تطيلي السفر ..

هذا العجوز لا يمكن له أن يستغني عنكما

..ولن أستغني عنه ما حيينا حبيبي …

جلس أولاده للبحث عن حل للمشكلة ..


كان الابن الأكبر منحازا لأمه أكثر منها

يرى أن والده أخطأ وعليه أن يصلح

الخطأ بحسم ..يطلق زوجته الثانية ..

ما بني على خطأ خطأ ..رفض الابن الثاني

كلامه ..وماذا سيفعل في الطفل الصغير .


.أرى أنه بقي 25سنة وأكثر يتفانى في

العمل من أجل هذه الأسرة ..ليست هذه

هي شكرا التي نقولها له ..كثيرون

يعرفون نساء غير زوجاتهم وزوجاتهم

تعلم ..لقد تجاوزا هذه المرحلة ..اتركوا


الرجل يعيش بهدوء آخر أيامه ..ولده

الصغير أكثر احتياجا له منا ..انضمت

الابنة الصغرى للأخ الأكبر ..هذه ليست

مشكلتنا هي مشكلة والدنا وأرى أنه طعن

أمنا في ظهرها ..ويجب أن يعالج المسألة

فورا ..وابنه الصغير لن يحتاج له وأمه

مليونيرة ..عارضتها أختها الكبيرة ..والدنا

لم يتزوج علينا ..هذا شأن أمنا ..بيدها كل

شيء لا تتدخلوا إلا بالإصلاح المسألة

لا تحتاج تسخين ..الابنة الصغرى مصرة

على رأيها تلوم أخويها أنتما تعملان معها

، ألا يؤلم ذلك أمكما ..عليكما ترك العمل

فورا ..رد أخوها لا مشكلة عندنا

علينا أن نجد عملا آخر قبل ترك عملنا ..


اتفقوا أن المشكلة رفض أمهم مناقشة أي

شيء معهم ورغم ذلك تضعه تحت عينيها

طوال الوقت وبالصوت والصورة ..كان

يسمع كلام أولاده وهم غير مدركين ..حمد

الله أن سنوات عمره لم تضع هدرا ..نادى

ولده الأكبر ..فسر لي معنى أن أمك تضعني

يحت عينيها ويديها طوال الوقت ...

بالصوت والصورة ...

((يتبع بحول الله))

ليست هناك تعليقات: