الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

الثائرة 18


فوجئت بأم وابنتيها ينتظرانني بالمكتب ..رحبت بهن ..الأم عليها مظاهر الثراء

والجدية والحزن في الخمسينيات ..والابنتان في العشرينيات ..يبدو عليهما

مظاهر التضجر ..أخفيت امتعاضي وهي تخبرني أنها أم الشرير وشقيقه ..ربطت

جأشي ..أصغيت لها ..حدثتني كيف مات أبوهما ..وكيف عانت بعده ..وكيف كان

العم قاسيا ..وكيف وضع يده على ميراثهم ..وكيف انعكست قسوته على ولديها

أخفيت تعاطفي معها رغم بكائها ..ونبرة الصدق والأسى في كلامها ..خطف أنثى

والاعتداء عليها والاعتراف بذلك عقوبته الإعدام أجهشت بالبكاء ..طلبت ماء لها

هدأتها الابنتان ..وهل تظنين أنهما مظلومان ..فوجئت بها تقول :ليس بالضبط ..

بيدك أن تنقذهما من حبل المشنقة ..لقد أقسما لي أنهما لم يكملا الإعتداء عليها

كانا تحت تأثير المخدر ..لم أصدقهما ..أقسما أنها كانت تتظاهر بالإغماء ..ولم

تمكنهما من اغتصابها ..حتى حضر عمها ...لقد أهانهما وأخذهما للصحراء

وحفرا قبرهما .... نهشتهما الكلاب ..وتفنن مساعدوه في تعذيبهما وكانا على

استعداد لعمل أي شيء ليتخلصا من التعذيب..فكتبا الاعتراف كما أملاه ..

وأرسل للشهر العقاري فحضر مندوب وسجل الاعتراف ..ولم يستطيعا أن

يخبرا عمهما إلا بعد وفاة عم صابرين ..ففشل عمهما في محو الاعتراف

من السجلات لان هناك نسخة منه أخذها عم صابرين وفتشا طويلا عنها

فلم يجداها ..وكان الحصول عليها هو شرط من سيمحوها من السجل لذلك

هاجموا بيت صابرين ..ولم يتخيلا أن هناك من سيقف معها ويفعل أكثر ما

فعل عمها ..فيجعل عمهما الذي يستندان عليه والذي لم يتصور أحد أن يترك

منصبه الخطير –يجعله يجلس في بيته يتجرع غصص الحسرة ، لا أعرف

كيف أخدمك ..صابرين خطيبة ابنك ..تأكد من صحة كل كلمة قلتها منها ..لاأمل

لنا إلا في شهادتها لصالحهما ..لن يلتفت القضاة لأي شيء ..هناك اعتراف

موثق ..نتعلق جميعا بالأمل في إنصافها ..علا بكاء الثلاثة ..أنا أم سيعدم

ولداها ..لا أعرف ماذا أقدم لك ..يكفيني أن تتأكد أنني صادقة ..وأن تحاول

اقناع صابرين ..حتى لو صدقت ما تقولين ..ما الذي يضمن لنا سلامتنا ..

وسلامة صابرين إذا لم يعدما وأخذا حكما مخففا ..إن عمهما لا ينفك يتصل

بالبلطجية والخارجين عن القانون ..إنه يدبر شيئا ..ونحن لم نعطيه الأمان...


عمهما فقد مع منصبه كل شيء وأخذنا منه ميراثنا لأول مرة من عشرين سنة

سأجعله يتوقف فورا ..إذا حدث منه أي شيء نحوكم سأدخله السجن ..عليه

ملايين لنا لا يستطيع دفعها ..وقع على إيصالات أمانة .أما ولداي فلا تعلم كم

أذلهما السجن ..وحاولا الانتحار ..أخيرا لجآ إلى الله ..لن تصدق عينيك وأن

تراهما يصليان ..وتستمع لما يحفظان من القرآن ..أريد وعدا منك أن تساعدني

ترددت ..اندفعت لتقبل يدي ..جذبت يدي بسرعة ....إن شاء الله سأفعل ما

أستطيع لإحقاق الحق ...

ليست هناك تعليقات: