الاثنين، 2 أغسطس 2010

الثائرة 16

تقابلت مع صابرين في الصباح ،لم تكن تعلم وجهتنا ،قلت لها في الطريق هناك

شخص معجب بك ويريد أن يراك ، لم تفكر كثيرا ..سألت بذكاء.. شخصة ..نعم

إنها زوجتك نهى ..أتمنى أن أراها ..أنت الذي شوقتني لرؤيتها ..كان لقاء حارا

وكأنهما تعرفان بعضهما من سنوات..انشغلت مع ولدي وتركتهما مندمجتان

حكت لها نهى عن نفسها ..وكيف تجاوزت المشاكل ..أجابت كل أسئلة صابرين

دون تردد ..قالت لها :لك عندي شيئان مهمان الأول هدية بسيطة أود قبولها

والثانية حلم جميل حلمته لك وأنا لم أرك ..قبلت صابرين الهدية بعد إلحاح من

نهى ..حكت لها عن الحلم ..تعجبت صابرين .واصلت نهى الحديث ..كانت

تعلم ما تريد ..لا تنظري وراءك أبدا ..ثقي في نفسك ..قولي لي ماذا تقدمين

لنفسك لتطوريها للأحسن يوميا ..ماذا تقدمين لمن حولك ..ما خطتك الطموحة

للمستقبل .لن تكف الشمس عن الإشراق ..كانت صابرين تسمع تفكر فيما

يقال ولا تعقب ..كانت نهى تحاول النفاذ إلى عقل وقلب صابرين ..كانت

تواصل حكايتها عن نفسها ..كيف تحولت من حطام امرأة إلى سيدة أعمال

يشار إليها بالبنان ..لقد سعيت لتغيير الواقع ..اجتهدت ..كنت أصر على أن

أعطي أكثر مما آخذ فيزيد النجاح بركة ويزيد العطاء ..حتى ولو كان العطاء

كلمة شكر أونظرة عرفان ..عطاء بلا من ..لا أنتظر مقابلا لعطائي ..بل

أنتظر ثواب الباري..علاقتى الحميمة بربي..التمسك بمن أحب ..ألا أقول

شيئا وأفعل عكسه ..لم أولد بهذه الأشياء ولكني تعلمتها ..أغلبها علمني

إياه ذلك الرجل أشارت نهى إليّ..فأشرت لها بيدي محييا ..أخذتها نهى

لتشاهد النيل من الشرفة ..أخذت ولدي وخرجت لشراء بعض الأغراض

سألتها نهى ..كلامي قاس ..على العكس سمعت أغلبه من بابا صالح وأحاول

أن أنفذه ..أضفى منظر النيل ونسماته شاعرية على اللقاء ..فتحت كل واحدة

قلبها للأخرى ..تعانقتا أكثر من مرة ..كثيرا ما تغلبهما الدموع ..لم يتركا

شيئا لم يتكلما فيه ..حدثتها نهى عن أدهم ..حساسيته ..عناده ,,مهارته ..

إنه شقيق ولدي ما رأيك فيه ..لا تقفلي بابك في وجهه..يستحق منك

أن تمنحيه فرصة ..لا عيب فيه ..المشكلة فيّ أنا ..أنت زي الفل ..ثقي

أكثر في نفسك ..من كان جميلا سيرى الوجود جميلا .....

كانت صابرين منبهرة بنهى ..منبهرة بقدرتها على جعل من يراها يحبها ..

سيطرتها على من تتكلم معه ..رقتها ..حنانها ..ثقافتها ..تواضعها ....

أخذت نهى تريها بعض الصور التذكارية ..تحدثها باستفاضة عنها ..

أعجبتها الصور كثيرا ..كانت تسمع حكاية لكل صورة ..حكايات بعضها

عجيب ..كيف استطاعت نهى أن تندمج في أسرة زوجها ..تطبع العلاقة

مع أم وصال ..تفرض حبها واحترامها على الجميع ..لا تتعجبي حبيبتي

السر في الإخلاص لله ..والتوكل عليه ..صفاء النفس ..لقد تعلمت من

هذا الرجل ..لديه كم من الإخلاص ورصيد من الحب لا ينفذ ..لقد كان

درسه الأول لي :أن أعطي قدر ما أستطيع أن أقف مع الحق بقطع النظر

عن النتائج ..أن يكون العطاء لذة ..أدين له بالفضل بعد الله ..لقد أعاد

صياغتي من الألف إلى الياء ..كانت أعماله تسبق أقواله ..ورغم أنني

صرت أملك ما يجعلني أستغني عن الجميع لكنني لا أستغني عن ظله

وسعادتى الغامرة في قربه ..أتوقع لك نجاحات كثيرة ..وتأكدي أنني

أساندك ..وأنك صرت جزءا منا عزيزا علينا ..عدت فإذا نهى تفاجئني

بقولها :سنأخذ منك هذا القمر ..لن أستغني عنه بعد اليوم ..سأعود للشركة

بعد غد ..وستكون صابرين إلى جاتبي ..لم تترك لنا نهى أي فرصة للاعتراض

كان على أن أوصل صابرين للبيت ....طال وداعهما لبعضهما .

.سأنتظرك حبيبي لتتعشى معى ....

((يتبع بحول الله))

ليست هناك تعليقات: