الاثنين، 12 يوليو 2010

الثائرة 12

أخذتها وخرجنا بسرعة لنغير الجو وتهدأ ، ربما يأتي محقق أو أكثر ..أنا مستعد

..لكنها قد لا تحتمل قسوتهم ..من كثرة ما تعاملوا مع المجرمين ..كان المكان

رائعا ..منظر المياه الجارية ..والخضرة رائع ..شجعتها على أن تأكل معي ..كنت

أخشى رد فعلها غير المتوقع ..حدثتها عن نفسي ..حاولت إثارة فضولها ..لكل

منا ماض ..لكن ما فات علينا ألا نقف عنده وتسود الدنيا في عيوننا ..ما حدث طالما

حدث كان لابد أن يحدث فهو قدرنا ..قد نستفيد منه لكننا يجب ألا نجلس على

الأطلال لنبكي ،فلا حيلة لنا أمام المكتوب نسعى ونبحث عن كل شيءحسن فإذا

حدث ما نكره آمنا أنه قدر ..وندعو الله أن ييسر لنا ..فاجأتني سائلة :ألك ماض

لا أعرفه ..حاولت استدراجي سعدت لخروجها من حالة الغضب ..نعم لي ماض ..

.حكاية ..هل تعرفين إن لي زوجة أخرى غير أم وصال ..ولي طفل آخر اصغرمن وصال

..بدت كمن اعترتها الدهشة ..كيف ..كيف ..لم تخبرني وصال ..تكلمت معها في كل

شيء ..قلنا لبعضنا أسرارا كثيرة ..تعجبني جدا وهي تتدلل عليك ..وأسعد وأنا أراك

في حيرة كيف ترد عليها .. لقد صرت مثلها ..شوقتني لمعرفة المزيد ..كيف قبلت

أم وصال ؟ هذه قصة طويلة أيهما .أجمل ..صفها لي ..كم عمر ولدك الصغير ..كيف

أخفيت عليّ...تلاحقت الأسئلة ..ولم أجب عن أي سؤال ساعرفك عليها فور عودتها

من السفر ..كلمتها عنك ..وقد تصبحان صديقتين ..مرت بظروف أصعب منك عشرات

المرات ..ومازالت تحيا حياة مملوءة بالنشاط والعمل ..ولم تتوقف الشمس عن الإشراق

..عجيبة كيف لم أعلم ..قلت لها في مرارة :وأنا لم أعلم عنك أشياء كثيرة لا تريدين

التحدث عنها ..أيوجد أب لا يعرف عن ابنته شيئا ؟ لم تتغير مثل كل مرة ..إن مجرد التذكر

مؤلم ..سأسهل عليك الأمر ..هذه أوراق وهذا قلم ..اكتبي لي كل شيء وبكل تفصيلة

دقيقة ..ما تتخيلين أنه تافه لا يهم ..هو في غاية الأهمية ..وما تستحين من قوله أكتبيه

فلاحياء في طلب الحقوق ..أعدك أنني سأكون أكثر من نفسك كتمانا على ما تقولين ..

ففي إخراجه على الورق بداية صحيحة لكل ما نرجوه لك من خير ..مسحت على رأسها

وانا أسمي ..وأدعو لها ..سأذهب للصلاة في تلك المصلى القريبة ..نادي علي إذا

احتجت لشيء ..تركت الأوراق والقلم وأنصرفت ..طال وجودي في المصلى ..كنت

انظر ناحيتها وأنا مشفق عليها وأدعو لها ..كنت على البعد أحس بكم الألم الذي يعتصرها

وضعت رأسها على المائدة طالت المدة ..عدت إليها ..كيف الحال ..لم أتأخر عليك ..

لماذا البكاء ..كانت كمن ظل يبكي لمدة ساعات ..كانت في غاية الارهاق ..اسرعت

احضرت عصيرا بنفسي ..خير ..خير ..لا شيء كتبت كل ما أستطيع تذكره ..أريد مظروفا .

.طلبت من العامل إحضاره..كانت تتكلم ولا تنظر إلي لم احك ما قلت إلا لخالي بعد الحادث

أقسم لي أن ياتي لي بحقي ..وقد فعل ..وجعلني أراهم وهم مكبلين بالقيود وفي

قمة الذل ..كانت تتحدث وتهز رأسها كمن يريد ابعاد شيئا مؤلما ..سألتها ...اتثقين بالله .

.نعم نعم ..تأكدي تماما أنه بعد كل محنة منحة ..وضعت الأوراق في المظروف بسرعة

..اغلقته ..أرجوك لا تقرأ شيئا منه ..إلا للضرورة سارعت ..طبعا ..طبعا ..اعدك بذلك ..


((يتبع بحول الله))



ليست هناك تعليقات: