الاثنين، 12 يوليو 2010

الثائرة 13

13الثائرة
طلبتني المديرة العامة ..أحضر فورا نحتاجك ..أصرت على الحضور معي ...حاولت أن أبعدها

..لأم أفلح ..وجدنا عند المديرة عددا من المحققين ..طلبت منها ألا تتكلم إلا عندما تستأذن

المديرة العامة ..وألا ترد على أي سؤال لا تفهمه ..طلبوا مشاهدة الشريط ..كانت مفاجأة

كبرى لها ..كان الموقف صعبا ..كانت تمسك بيدي ..وكان جسمها ينتفض ..تحاول

السيطرة على أعصابها ..لا حظ المحققون توترها ..سألوا عنها ..أعطيتهم صورة من

أوراق القضية القديمة ...طلبوا الأصل ...أطلبوه من الجهة المسئولة ..كيف حصلت

عليه حكيت لهم ..أرهقتنا أسئلتهم ..أخذوا صورة الأوراق ونسخة من الشريط ..أمروا

ببقاء الحراسة المشددة حتى نهاية الامتحانات ..أثنت عليّ المديرة العامة ..وتساءلت

ألك علاقة قرابة فعلا بأسرة الرئيس ..لقد أجبت المحققين إجابة غير شافية .. على

العكس فقد أخذوا مع الأوراق صورة من نعي أسرتي تبين تلك العلاقة التي أخفيها

ولا أريد أن أستفيد من ورائها ولكنني أستدعيها عندما يقع عليّ ظلم سافر كما رأيت

..والمهم كفاءة الإنسان لا قراباته ..فعلا لقد كانت كفاءتك هي سر تعلقنا بك ..

انشغلت المديرة بأعمالها ..اسأذناها في أجازة قصيرة ..لا ظت شرودها ..حاولت أن

أخرجها من كآبتها ..بادرتها تعبت اليوم معي ..ما كان ينبغي أن تحضري التحقيق

على العكس ..أتعبتني الورقات الخمس التي كتبتها ..أنا مذهولة مما حدث ..لا أصدق

أنك نجوت منهم ..يبدو أنني أحلم ..طلبت لها عصيرا ..لم أكن أعلم أنم كل هذا قد

حدث بتلك السرعة ..العجيب أنني لا أعرف ماذا يريدون مني بعد كل هذا ..أخذت تبكي

تساءلت عن سبب البكاء ..لقد نالوا وسنالوا جزاءهم ..فما الذي يبكيك ..سيتم فصلهم

وسيقبض عليهما ..ولن ينالا حكما غير الإعدام ..أعدك بذلك ..إقراراتهم الموثقة

ستلف حبل المشنقة حول رقبتيهما ..عليك أن تحمدي الله ..وتشكريه ..لقد وفقنا

لنقف معك ..ولم أكن أريد أن أخبرك بشيء ..وولكنك تثورين لأننا نخفي عليك

أشياء مؤلمة ..لقد نجحت اليوم بامتياز مرتين ..عندما كتبت الأوراق الخمسة

وعندما تماسكت في التحقيق ..كفكفت دموعها ..صدقني لولا وجودك بجانبي

ما كنت تحملت ..لم أكن أعرف أن البوح يريح إلا عندما كتبت ..ولم أكن أعرف

أنك تحبني كل هذا الحب ..كان يمكنهم قتلك ..لماذا غامرت ..لا يأخذ الروح إلا

الخالق ..تحدثنا طوال الطريق إلى حيث الأسرتين عن طفولتها ..وعن والدها

وأسباب تعلقها به ..وطلبت منها أن تحسن معاملة والدتها ..وتعتذر لها ..

حاولت أن تشكو ..قلت لها جادا ..رضا الله وتوفيقه مرتبط برضا أمك ..وكلما

تذللت لها أعزك الله ورفعك ..تساءلت بخبث ما ذا وراء دفاعك عنها ..يبدو

قلبك أخذ يميل إليها ..لا تحمل هما ..سأكون حمامة سلام بينكما ..وسرك

محفوظ ..طلبت منها أن تكف عن التهريج ..وتعدني ألا تغضب والدتها أبدا

مهما فعلت ..سألتها لماذا لم تقترب من أدهم ..ألا يمكن أن يتم تفعيل

الزواج الصوري ويصبح زواجا حقيقيا ..قالت بأسى ..يشدني إليه أنه يشبهك

كثيرا ..لكنه لا يشعر مطلقا بي ..ولا يمكن أن أفرض نفسي عليه ..وأنا مأساة

يهرب منها الجميع ..لا أريد أن أتعلق في أمل خادع ..كفى ما حدث لي ..ضحكت

وحمدت الله ..تعجبت ..إنه كلامه نفسه لي ..هو يشكو أنك لا تعيرينه أي أهتمام

وتعاملينه بجفاء غريب ..ويحسبك مغرورة ..هو قال عني كده ..لن أكلمه أبدا
أتريدين رأيي ..هو شخصية حساسة جدا ..وزادته حساسية تجربة حب فاشلة

باعته محبوبته ..وهو مخلص وشهم ، ليس لأنه ابني ولكنها الحقيقة ..اتمنى

أن يكرمه ربه ويدق قلبك له ..وأراكما زوجان سعيدان .

((ختام الجزء الأول))

ليست هناك تعليقات: