الخميس، 22 يوليو 2010

ساغفر لك -27

أصرت أن تعود معه وأن تدخله مستشفى متخصصة ، فرح الجميع

بعودتهما ،لم تترك أي فرصة للاعتراض ، فحصه كبار الأطباء ،

كان سعيدا باهتمامها به ..اتفقواعلى أنها مسألة وقت ..هدوء أعصاب ..

عدم انفعال ..التزام بالعلاج..لا حظ الجميع تغيرها جديتها الزائدة .لم تقبل

أي نقاش في زواجه عليها ..كانت تسهر بجواره ..تشرف على كل شيء

بنفسها رغم مهارة التمريض..لم توافق أن يكمل العلاج في البيت ..لم تكن

تتركه سوى ساعات نومها التي اختارتها في الوقت الذي يزوره فيه اصحابه

وزملاؤه ..ست ساعات فقط إذا قلقت ..لم تعد للنوم حتى تطمئن عليه ..كان

الجميع يتأملون تغيرها وقلة كلامها برنامجها الغذائي ..كانت ترحب كثيرا

بولده الصغير عندما يتعلق بإخوته فتتركه أمه معهم ..كان كثيرا ما يبقى مع

إخوته البنات أكثر مما يبقى مع أمه ..كان شديد التعلق بأبيه ..كان يسعده

رؤيتهم يكرمون طفله ..كان يلاحظها وهي تنقل نظرها بين ولدها الكبير

وبين الطفل ،وبين الاثنين وبينه..تكلمه في شئون العلاج وفي التقدم الذي حدث

..ولا تفتح أي كلام إلا إذا بدأه هو وكثيرا ما تغلق باب النقاش بطول الاستماع

وعد المشاركة فيه ..بدأ التقدم الملحوظ يظهر عليه ..تعثره في الكلام يقل ..تزيد

سرعة استجابته لما يسمع ..وقدرته على التحكم فيما يقول ..كان ينتهز الفرص

ليشكرها ..يدعو لها ..يأخذ يدها يقبلها ..يضمها إليه ..تملأ الدموع عينيه ..تربت

عليه بيدها الأخرى ..تمسح دموعه ..أو تشاركه البكاء ..لم يكن يتوقع أن تهتم به

هذا الاهتمام ..ولم تكن تتوقع هذه المشاعر منه ..زادت عنايتها بنفسها نقص

وزنها كثيرا ..لاحظ الأولاد والبنات ..اخذوا يتغزلون فيها ..بدت أكثر حيوية

..كثيراما أخذا يتذكران حوادثا وأحداثا مرت بهما ..تصحح له ..ويصحح لها .

.كانت كثيرا ما تشفق عليه وهو لا يستطيع تذكر اسما ،ويجهد نفسه ويفشل .

.كان يشعر بمساحة سوداءمازالت تفصل بينهما ..يحاول ان يداوي جرحا

عميقا تسبب فيه ..وهي تداريه ..لا يعرف متى سيلتئم الجرح ..عندما تتعقد

المسألة ..ويعجز عن إيجاد حل ..يهز رأسه ..ويتمتم بكلمات لا تتبينها ويأخذ

في البكاء الذي يتحول إلى نحيب لا يتوقف إلا بقدومها فزعة ..تستدعي

الطبيب ..يأخذ مهدئا ..حاولت أن تعرف الكلمات التي يقولها قبل البكاء

فلم تنجح ..زادت من مراقبتها له ..جاءته النوبة وهو نائم سمعته يتمنى

الموت يسأل الله أن ينهي حياته لا يريد أن يؤلم من يحب ..ايقظته باكية .

.لم تتمالك نفسها ..احتضنته ..حبيبي كلنا نحبك يسعدنا وجودك ..إذا كنت

تحبنا لا تتمنى الموت ..هدأ ووعدها ألا يقول ذلك ..لم تهدأ هي اتصلت

بصديقه الطبيب النفسي ..لامته على إهماله لصديقه ..لم يكن يصدقها

أن زوجها أوشك على الانهيار العصبي ..حضر مسرعا ..جلس معه

لساعات طويلة ..فاجأها بقوله :إنه فعلا على حافة الانهيار

،وأنت السبب .........
((يتبع بحول الله))

ليست هناك تعليقات: