الجمعة، 16 أكتوبر 2009

حرب أكتوبر 1973م تحرير أم تحريك-1

كتب الصحفي إبراهيم حجازي مقالا غاية في الأهمية تحت عنوان :"عفوا جنرالات

الفضائيات " كتب يقول :"أن يكره الصهاينة شهر أكتوبر لأنه يذكرهم بسقوط

أسطورة الجيش الذي لا يقهر..فهذا أمر طبيعي..ومنطقي..

أما أن يشكك جنرالات الكلام (الأشقاء)من بعض البلاد العربية في بعض الفضائيات

الشقيقة -يشككون -وبعد 36سنة مرت على أعظم انتصار -فهذا غرض والغرض مرض

والعياذ بالله.

هؤلاء يعلمون أن أجيالا تضم الملايين من أبناء الأمة لا يعلمون شيئا عن حرب أكتوبر

فكل من هم أقل من 45سنة لم يعايش هذه المرحلة ، ولم يعرف شيئا عن أعظم ما في

تاريخ مصر الحديث من عبقرية فكرت وخططت وقلوب شجاعة نفذت ....

هذه الأسطورة الحربية الفذة لم تجد من يجسدها في سينما الواقعية لأن السينما كما هو

واضح مشغولة بالجنس والأجسام العارية والنماذج الفاسدة...

بعض الاشقاء الذين تملك الغرض منهم يعلمون أن أجيالا‏بأكملها

لا تعلم شيئا عن حرب أكتوبر‏!‏ ومن ثم فكرة التشكيك يمكن تمريرها‏.

.‏ ومعركة الشرف التي في سبيلها ضحي آلاف الشهداء بأرواحهم باتت قضية مشكوكا

فيها وعليها خلاف‏!.‏

الذين أعمي الحقد علي مصر قلوبهم قبل عيونهم يطرحون الآن تساؤلا يقول‏:‏

حرب أكتوبر تحريك أم تحرير؟‏.‏

معني الكلام أنها لم تكن حربا ولا يحزنون إنما تمثيلية متفق عليها‏!.‏

التساؤل المريض لا يستحق ردا أو حتي توضيحا إنما عليه تعقيب‏,‏ في النهاية

لأن البداية للفخر والعزة والكرامة والرجولة والشجاعة والنخوة‏..‏ لحرب أكتوبر

تعالوا نعرف ماذا حدث والذي حدث الحقيقة ولا شيء غيرها وهو رائع وهائل

وعظيم وأرجو أن أوفق في عرضه علي حضراتكم من خلال هذه النقاط‏:‏

‏1 -‏ نحن في يونيو‏1967‏ والشهر والسنة بل والدنيا كلها شاهد علي أقسي

هزيمة يمكن أن تلحق بجيش في حرب‏!.‏

دول كثيرة في العالم عاشت حالة شماتة غريبة في هزيمتنا وأولها المعسكر

الغربي وهذا متوقع لكن الصدمة والقرف والمفاجأة كانت من بعض الأشقاء

في بعض دول المعسكر العربي الذين أسعدتهم هزيمة جيش مصر ووقوع مصر

‏,‏ ووقتها جنرالات المقاهي الأشقاء هللوا للهزيمة لم يبرروا ولم يشككوا في

الهزيمة لأنها بالنسبة لهم غاية المراد من رب العباد‏!.‏

‏2-‏ أصعب ما يواجه دولة تلك الفترة التي تعقب حربا انتهت بهزيمة وهي في

حالتنا ليست أي هزيمة لأنها أسفرت عن احتلال سيناء بأكملها وجاءت بالعدو

علي قناة السويس التي أصبحت الحدود وباتت خط النار‏!.‏ الناس وقتها مصدومة

غير مستوعبة لأنها عاشت سنوات قناعتها أن أمريكا نفسها تنهزم من مصر‏!.‏

الأصعب الذي واجهته مصر بعد الهزيمة‏..‏ انعدام الثقة وتهلهل معنويات جيش

وشعب‏!‏ الصعب عقب أي حرب هو تعويض السلاح والذخيرة والعتاد‏,‏ وهذا الصعب

في حالتنا يصبح مستحيلا لأن ما كان لدينا من سلاح وما تبقي عندنا من سلاح هو

في الواقع سلاح انقرض وتخطاه الزمان لأنه من بقايا أسلحة الحرب العالمية الثانية

وتخطاه الزمان بزمن والمطلوب سلاح حديث متطور وليس استكمال ما فقدناه من

سلاح قديم‏!.‏ والمستحيل الآخر أنه لا أحد في العالم يريد بيع سلاح لنا وفقا لاحتياجاتنا

وما يطلبه جيشنا وما تفرضه المواجهة مع عدو مفتوحة له وأمامه ترسانة سلاح

أوروبا الغربية وأمريكا‏!.‏

جنرالات المقاهي الأشقاء انشغلوا بالشماتة في مصر ولم يروا كيف أن مصر بدأت

من تحت الصفر مرحلة الإعداد والاستعداد ليوم هو آت لا محالة‏!.‏

‏3 -‏ أول مرحلة في رحلة استعادة الوعي والإعداد كانت قرار تهدئة الجبهة وضبط

النفس وعدم الاستدراج لأي مناوشات وهذه المرحلة بدأت من بعد‏11‏ يونيو‏1967!.‏

المرحلة الثانية بدأت في‏24‏ نوفمبر‏1967‏ وهي الرد بحذر وكان لابد منها لأن قرار

تهدئة الجبهة خنق قواتنا الموجودة علي القناة التي تريد الرد علي الاستفزازات‏!.‏

الرد بحذر حدد سلطات كل قيادة في الرد والاشتباك حتي لا تتحول الأمور في لحظة

إلي مواجهة علي طول الجبهة‏!.‏

التهدئة والرد بحذر جعلا الصهاينة يتمادون وفي فبراير‏1969‏ بدأت حملة استفزاز

سياسية بتصريحات للصهاينة عن أن القناة هي خط الهدنة الجديد وظهر في القناة

لأول مرة قوارب للصهاينة كاختبار لقبول المصريين بالأمر الواقع‏!.‏

‏4 -‏ الرد المصري جاء سريعا وحازما وحاسما يوم‏8‏ مارس‏1969‏ التي قررت مصر

فيه بدء حرب الاستنزاف‏!.‏ الاستنزاف بعمليات تسخين تصاعدت إلي أن أصبحت سيناء

جهنم حمراء‏!.‏ حرب الاستنزاف أدارتها مصر بكفاءة كاملة وظلت مقصورة علي القوات

البرية من‏8‏ مارس وحتي‏20‏ يوليو‏,‏ إلا أن إسرائيل لم تتحمل الخسائر المتوالية لقواتها

والرعب الذي أصبح علي مدار ساعات اليوم من عملية كوماندوز‏,‏ ولهذا أقحمت سلاح

الطيران في الحدوتة متوقعة أننا لن نفعل لكننا فعلناها والعين بالعين‏!.‏ إسرائيل استخدمت

الطيران علي الجبهة علي أمل إضعاف الروح المعنوية بالفانتوم والصواريخ ونحن

استخدمنا الطيران وضربنا قواتهم في أماكن أوجعتهم ولم يكونوا يتصورون أن

يقتحمها نسور الجو المصريون‏!.‏

‏5-‏ في‏7‏ يناير‏1970‏ الصهاينة نفذوا الخطة بريما وهي ضرب المدنيين المصريين

والمنشآت الحيوية في العمق علي أمل إجهاض الروح المعنوية للشعب لأجل أن

ينقلب علي الدولة وعلي الجيش‏..‏ ومصر قامت بالرد وفي العمق‏!.‏ الصهاينة

خسروا أكثر مما كسبوا والتعبئة التي ظلت معلنة منذ بدأت حرب الاستنزاف

قصمت ظهر الصهاينة‏.‏

‏6-‏ يوم‏8‏ أغسطس‏1970‏ أعلنت مصر وقف حرب الاستنزاف التي استمرت‏500

‏ يوم لتبدأ مرحلة الإعداد النهائي للحرب وكانت‏38‏ شهرا هي المسافة من

‏8‏ أغسطس‏1970‏ وحتي‏6‏ أكتوبر‏1973.‏

‏7-‏ الـ‏38‏ شهرا إعداد نهائي المبذول فيها من فكر وجهد يفوق الخيال‏!.‏ ما من

أرض في مصر لها تضاريس مشابهة لأرض المعركة المتوقعة‏..‏ إلا وشهدت

تدريبات ومناورات وحكايات‏!.‏ المهندسون يتدربون علي النيل وفروعه في مد

الكباري وخلافه‏!.‏ رجال المدرعات يدركون أن التدريب ليل نهار السبيل الوحيد

لأجل تعويض الفارق الهائل بين كفاءة وإمكانات دبابات العدو ودباباتنا‏..‏ ونجحوا‏!.‏

المدفعية حدوتة مصرية هائلة والدفاع الجوي الذي فاجأ الروس أنفسهم باستيعاب

تكنولوجيا الصواريخ المتطورة بل وتطويرها‏..‏ ونسور الجو المصريون الذين

يعلمون فارق الإمكانات الهائل لطائرات العدو لكنهم عوضوه بفارق التدريب الهائل

وفارق الشجاعة المذهل الذي يمتلكونه‏..‏ قوات المشاة عصب الجيش وكل جيش

والذين حطموا كل الأرقام المتعارف عليها عسكريا في عدد ساعات التدريب والقوات

الخاصة في معقلها بأنشاص وفي أي مكان تتمركز فيه جاهزة علي مدار اللحظة

للتحرك والاشتباك والانتصار في أي مكان‏...‏

‏8-‏ نحن في يوم‏4‏ أكتوبر‏1973‏ وفي هذا اليوم بدأت خطة تجميع القوات للهجوم‏..‏

قوات قادمة من القاهرة وأخري من النسق الثاني وكلتاهما تنضم للنسق الأول في

عدد هائل من المواقع التبادلية والهيكلية‏.‏

جميع القوات تتحرك ليلا بدون إضاءة‏..‏ كل وحدة تدخل موقعها وتتمركز فيه ليلا‏..‏

وتلك المواقع من قبل خالية وهيكلية وطائرات استطلاع العدو وأقمار التجسس

الأمريكية تعرف أنها مواقع لا قوات فيها ولا حركة بها من وقت طويل‏...‏

ملاحظة‏:‏ عنصر المفاجأة هو العمود الفقري لخطة حرب أكتوبر تحديدا وبدون

المفاجأة مستحيل أن يتحقق انتصار علي عدو لديه ألف بديل لصد أي محاولة

اقتحام للقناة وإنزال خسائر فادحة مميتة بمن يحاول الاقتراب من القناة وليس

اقتحامها ولذلك عملية الانتصار مرهونة تماما بقدرة المصريين علي نقل قواتهم

من مرحلة الدفاع إلي الهجوم دون أن يعرف العدو‏,‏ وهي مسألة تكاد تكون

مستحيلة لأننا نتكلم عن تحريك قوات تصل إلي‏100‏ ألف مقاتل ومدافع ودبابات

وذخائر ومؤن ووقود ومياه‏..‏ كلها تنتقل من حال إلي حال دون أن ترصدها أقمار

التجسس الأمريكية ودون أن يلحظها العدو‏!.‏

‏9 -‏ ليلة‏5‏ أكتوبر‏..‏ تلك الليلة كانت أخطر الساعات في خطة إعادة التجميع‏,‏

كباري المهندسين التي ستقام علي القناة جاءت من القاهرة ليلا ودخلت إلي أقصي

مكان في العمق الدفاعي الذي تحملته من شهور طويلة سيارات لا حصر لها‏,‏

ومعروف للعدو أنه مكان تجميع سيارات إلا أنه في هذه الليلة خرجت السيارات

في الظلام ودخلت الكباري‏.‏

صواريخ الدفاع الجوي دخلت مواقعها في النصف الثاني من هذه الليلة وهي

المواقع الهيكلية ذات التمويه الرائع والتي يعرف العدو أنها خالية لكنها عمرت

في أربع ساعات وباتت أقوي خط دفاع جوي بالصواريخ‏!.‏

‏10 -‏ مع أول ضوء يوم‏6‏ أكتوبر انتهت بنجاح خطة إعادة التجميع وخدمة القائد

وجيش مصر جاهز لاقتحام القناة في الوقت المحدد المتبقي عليه ساعات‏..

‏ فماذا حدث في هذه الساعات؟‏.‏

القوات التي ستهاجم رابضة في مواقعها بينما القوات التي ستبقي في الغرب

للدفاع أخذت حرية الحركة لتعيش حياتها علي الشاطئ الغربي للقناة كأي يوم

عادي علي مرأي من نقاط ملاحظة العدو‏!.‏ عساكر بأفرولات عادية وأحذية كاوتش

تتحرك هنا وهناك وعساكر تغسل ملابسها وأخري تلعب كرة واليوم مثل أي يوم‏...‏

‏11 -‏ التلقين بأوامر الحرب تم في الثانية عشرة ظهرا يوم‏6‏ أكتوبر‏..‏ في هذه

الساعة الضباط يبلغون جنودهم بساعة الصفر‏,‏ التعليمات دخول كل المقاتلين

إلي الملاجئ والمواقع الخاصة بهم ويحظر علي أي مقاتل الخروج بخوذة

أو شدة قتال إمعانا في السرية‏!.‏

‏12-‏ نعود للوراء‏60‏ دقيقة والساعة الآن الحادية عشرة من صباح‏6‏ أكتوبر

وإشارة عاجلة للقيادة من نقطة ملاحظة مصرية رصدت تحركات في شرق

القناة بقيادة المنطقة الجنوبية للعدو ورجال المخابرات الحربية والاستطلاع

رصدوا وأكدوا وجود موشي ديان وزير الدفاع ومعه الجنرال جونيت قائد

الجبهة ووصل الأمر للاستئذان بإطلاق النار عليهما وجاءت التعليمات

بالرفض القاطع حتي لا ننسف عنصر المفاجأة‏...‏

وزير الدفاع الإسرائيلي حضر إلي الجبهة ليتأكد بنفسه من صحة معلومة

غاية في السرية وصلت إسرائيل بأن المصريين سوف يقتحمون القناة

يوم‏6‏ أكتوبر في حرب شاملة علي طول الجبهة‏.‏ موشي ديان حضر وشاهد

وعاين واقتنع بأن معلومة الحرب وهم والذي رآه في الجبهة يؤكد استحالة

قيام حرب‏!.‏ من الذي أبلغ إسرائيل بقرار الحرب الذي أخذته مصر‏..‏

سؤال أطرحه علي الجنرالات الأشقاء؟‏.‏

ملاحظة‏:‏ كيسنجر وزير خارجية أمريكا في تعليقه علي النجاح المبهر للمصريين

في تحقيق عنصر المفاجأة بخطة تمويه عبقرية استغربها موشي ديان نفسه‏..‏

الوزير الأمريكي قال‏:‏ الإسرائيليون رأوا الأشجار ولم يروا الغابة‏!‏

‏13 -‏ الإصرار علي عنصر المفاجأة لماذا؟‏.‏ لأن خطة الحرب التي وضعها القادة

المصريون تعتمد علي حتمية تأخير الصهاينة للتعبئة لمدة يوم علي الأقل لنحرمهم

من خطتهم الدفاعية في سيناء وهذه مسألة فاصلة‏!.‏ ليه؟‏.‏

لأن خط بارليف يتكون من‏31‏ نقطة قوية وكل نقطة قوية مساحتها‏40‏ ألف متر مربع

لأنها‏200*200‏ متر‏..‏ وهذه النقاط القوية مطلوب حصارها وإسقاطها في الساعات

الأولي للقتال لأنها لو استخدمت أسلحتها فستدمر الدنيا‏!.‏

ولأن خط المواجهة علي القناة طوله‏168‏ كيلو مترا ويوجد علي امتداده مرابض

للدبابات أي مصاطب من الخرسانة تستخدمها الدبابات لإطلاق نيرانها علي القادمين

من الغرب والمهم معرفة أنه كل‏100‏ متر يوجد مربض دبابات علي امتداد

الـ‏168‏ كيلو مترا‏,‏ وأن هذه المرابض تتم حمايتها بنيران النقاط القوية الـ‏31‏

والأهم بالنسبة لنا ألا تصل هذه الدبابات من الاحتياطيات إلي المرابض وأن

تسقط النقاط القوية‏..‏ والمفاجأة لها دور والعبقرية المصرية لها كل الأدوار‏!.‏

‏14 -‏ اقتحام القناة من الغرب إلي الشرق وسيلة تبدأ بعدها الغاية‏..‏ ولذلك

عبقرية القادة المصريين تجلت في عنصر المفاجأة لأنه جعل اقتحام القناة آمنا

وهو الذي قالت عنه كتب العسكرية سيكلف الجيش المصري في أول يوم

قتال‏65‏ بالمئة خسائر في الأرواح أي كل‏100‏ مقاتل يقتل ويصاب‏65‏ منهم

يعني انتحارا جماعيا في مياه القناة في أول يوم وقبل أن نصل إلي أرض سيناء

التي نريد تحريرها‏!.‏ عبقرية الخطة التي لم يستوعبها الجنرالات الأشقاء

في الفضائيات أن يكون اقتحام القناة آمنا ولن يكون إلا بالمفاجأة لأن

الحرب في الشرق ولابد أن يصله المقاتل سالما‏!.‏

فلسفة الخطة المصرية أنه إذا وضعنا أقدامنا في شرق القناة وسيطرنا علي

منطقة بعمق خمسة كيلو مترات علي امتداد الـ‏168‏ كيلو مترا نكون قد

ضمنا الانتصار علي العدو بنسبة‏90‏ بالمئة وإذا وصلنا إلي عمق‏8‏ كيلو مترات

علي امتداد الجبهة قبل أن يبدأ الهجوم المضاد نكون قد حققنا الانتصار

بنسبة مائة في المائة‏..‏ وهذا ما حدث‏!.‏

‏15-‏ الموقف بصورة أخري يوم‏6‏ أكتوبر‏..‏ لدينا قرابة الـ‏220‏ طائرة نفذت

الضربة الجوية وهذه الضربة قصمت ظهرهم بكل ما تحمله الكلمة من معني‏!.‏

علي امتداد الجبهة‏2000‏ مدفع أطلقت في‏53‏ دقيقة ثلاثة آلاف طن ذخيرة

والـ‏53‏ دقيقة محسوبة بدقة بالغة وتمثل الفترة الزمنية الكافية لاقتحام النسق

الأول للقناة وتحركه في سيناء للمسافة المتفق عليها والمحددة وفقا لطبيعة

الهيئات الأرضية الحاكمة وقبل حلول الليل‏.‏

ضربة الطيران وتمهيد المدفعية دمرت احتياطيات العدو القريبة فلم تحضر

دبابة إلي مربض وهذا انتصار هائل‏.‏

‏16-‏ النسق الأول ضم خمس فرق مشاة‏,‏ إضافة إلي ثلاثة ألوية اثنان منها

مدرعان والثالث برمائي‏.‏ بدأ اقتحام المشاة للقناة الساعة الثانية و‏18‏ دقيقة

علي‏12‏ موجة والفاصل بين كل موجة والأخري‏15‏ دقيقة‏.‏

بدأ سلاح المهندسين عمله في الساعة الثانية و‏40‏ دقيقة وهذا التأخير لضمان

وصول المشاة إلي مسافة‏400‏ متر علي الأقل في الشرق لتأمين المهندسين

من نيران الأسلحة الخفيفة التي أقصي مدي لها‏300‏ متر‏.‏

‏17-‏ بمجرد أن بدأت الضربة الجوية والطيران المصري فوق القناة متجها

إلي الشرق تم تدمير كل نقاط ملاحظة العدو المقامة علي أبراج عالية

والتدمير تم بنيران المدفعية المباشرة‏.‏

‏18-‏ نقاط خط بارليف الـ‏31‏ تم حصارها وبدأ التعامل معها في توقيت واحد

لأجل إرباك العدو وإجباره علي تخلي النقاط القوية عن خطة الدفاع الموضوعة

لإيقاف أي اقتحام للقناة والذي حدث أن كل نقطة انشغلت في مصيبتها والحصار

المفروض عليها لإسقاطها‏!.‏

‏19-‏ احتياطيات العدو القريبة مهمتها النقاط القوية التي كانت مهمتها ضرب كل من

يفكر في الاقتراب من القناة والعبقرية المصرية تعاملت مع الموضوع من الآخر

والاحتياطات التي ستنجد النقاط القوية انضربت والدبابات التي كانت ستذهب

للمرابض انضربت والنقاط القوية ذات نفسها محاصرة وبدأت تستسلم‏!.‏

‏20-‏ الطيران المصري دمر مركز قيادة العدو الرئيسي في أم خشيب ولولا

المفاجأة ولولا الشجاعة ولولا الفكر والتخطيط والتنفيذ ما أصاب الشلل جيش

الصهاينة لأن مركز قيادته تدمر والمسألة لم تكن حظا إنما هي فكر وعلم

وتخطيط نجح في تعمية وشل مركز قيادة العدو من أول لحظة‏..‏ وأمريكا ذات

نفسها صرحت بأن ما فعله المصريون استفادت منه في استراتيجيتها العسكرية‏.‏

‏21-‏ طلعت شمس‏7‏ أكتوبر وعلي أرض سيناء‏100‏ ألف مقاتل مصري

وألف دبابة وآلاف المعدات وإيه؟ القوات احتلت مواقع أقربها علي بعد

خمسة كيلو مترات من القناة‏!.‏

المساحة انتهت لكن الملحمة فيها كلام استكمله الأسبوع القادم بإذن الله

ومعه التعقيب الذي أشرت إليه في البداية‏!.‏

ويبقي التقدير والإعزاز والإجلال لأرواح الشهداء علي كل أرض عربية‏...‏

وكل التحية والتقدير والحب والاحترام إلي جيش مصر العظيم في الأمس

واليوم وكل يوم‏.‏
*********************************************
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
************************************************** *********
(أهمية هذه المقالة أن صاحبها شارك فعلا في المعركة كضابط احتياط

فهي شهادة حية وتوثيق لأحداث ممن عايشها فعلا)

ليست هناك تعليقات: