السبت، 31 أكتوبر 2009

قطعوا لساني

فيها من الصور المبتكرة المأساوية ،ومن الرمز

ومن التدفق ما يستأهل الاحتفال .....

أتمنى أن تعجبكم:
*****************

باريس‏..‏
الآن أجـلس في ربوعك‏..‏
دون همس أو كلام

قـطـعوا لساني
إنـي فـقـدت النـطـق يا باريس من زمن بعيد
قـالـوا بأن النـاس تـولـد‏..‏

ثـم تنـطق‏..‏ ثـم تـحـلـم ما تـريد
وأنـا أعيش وفي فـمي قـيد عنيد
قـطـعوا لساني‏..‏

قـطـعوه يوما عنـدما سمعوه
يصرخ في براءته القـديمة
عنـد أعتاب الكبار

'‏إنــي أحب‏'..'‏ ولا أحب‏'‏
صاحوا جميعا‏..‏
كـيف‏'‏ لا‏'‏ دخلـت لقـاموس الصغار

صلـبوا لساني علـقـوه علي الجدار
قـطـعوه في وضح النـهار
من يومها وأنا أقـول‏..‏ ولا أقـول

وأري لساني جثــة خرساء تنظر في ذهول
وأخاف منـه فـربما يوما يصيح
ويثور في وجهي القبيح

فلقد رأيت دماءه كالنـهر‏..‏
تـغرق وجه أيامي‏..‏ ويسقـط كالذبيح
وخشيت من غضب الكبار

مازلـت ألـمح طيفه الدامي‏..‏ علي صدر الجدار
في كـل وقـت أمضغ الكلمات في جوفي‏..‏ وأبلعها
وتنزف بين أعماقي‏..‏ وتصرخ في شراييني

ويحملني الدوار‏..‏ إلي الدوار
كلماتـنـا‏..‏ جثث تنام بداخلي
فأنا أقـول‏..‏ ولا أقـول

وأنا أموت‏..‏ ولا أموت
كلماتنـا قتلـي‏..‏
ودماؤها السوداء في صدري تـسيل

لا تـعجبي باريس من صمتي
فـصوتي بين أعماقي قتيل

(من قصيدة تأملات باريسية سنة‏1989‏
للشاعر فاروق جويدة)



ليست هناك تعليقات: