الجمعة، 23 أكتوبر 2009

الرياضة وسيلة تربوية ولغة عالمية

**كتب الصحفي :إبراهيم حجازي في الأهرام المصرية اليوم يقول:

**‏ الرياضة إحدي أهم الوسائل التربوية إن لم تكن الأهم لما في ممارستها من فوائد صحية وبدنية ونفسية تنعكس مباشرة علي المجتمع‏...‏

الرياضة التنافسية لغة عالمية تتكلمها وتتحاور بها جميع الشعوب وهذا ما جعل الرياضة الوسيلة الأهم للتقارب بين الثقافات المختلفة في العالم‏...‏

ا لذي قلته حقيقة تعرفها وتؤمن بها كل الثقافات إلا الثقافة العربية التي جعلت الرياضة عموما وكرة القدم تحديدا معارك حربية بل ووسيلة تفريق لا تقريب بين شعوبنا العربية‏!.‏

الموجود علي الإنترنت يكشف المستور ويفضح ما هو قائم وموجود ويؤكد أننا محسوبون علي أنفسنا أمة واحدة شكلا فقط‏,‏ والمؤسف أننا نضحك علي أنفسنا عندما نتصور أن العالم من حولنا لا يعرف هذه الحقيقة‏..‏ حقيقة أننا العرب اختلفنا ونختلف في كل شيء وعلي أي شيء والشيء الوحيد الذي اتفقنا عليه هو ألا نتفق علي شيء‏!.‏

أنا مواطن عربي مصري يؤمن بأن هذا زمن التكتلات والتلاقي والتقارب وأنه لا مستقبل لأمتنا ولا أمل في الغد ما لم ننس الأمس ونجعل خلافاتنا خلفنا ونتصارح ونتلاقي ونتقارب ونضع مصلحة الأمة فوق كل المصالح لأجل أن يكون العرب قوة بحق يعمل لها الآخرون ألف حساب‏!.‏

أنا مواطن عربي مصري مصدوم من أوكار البذاءة و الكراهية الموجودة علي الإنترنت بسبب مباراة‏14‏ نوفمبر بين مصر والجزائر‏,‏ مصدوم لأننا نتسابق في تجسيد الكراهية بيننا في الوقت الذي فيه عدونا هو الفائز الأوحد في حرب الكراهية القائمة بيننا ويا فرحة الصهاينة بنا‏!‏

أنا علي يقين من أن يوم‏14‏ نوفمبر نفسه لو كان يعرف جهلنا وغباءنا وما نفعله نحن العرب في أنفسنا بسبب مباراة كرة‏..‏ لو‏14‏ نوفمبر يعرف ما ينتظره في سنة‏2009‏ لطلب رفعه نهائيا من الخدمة في أيام السنة‏!.‏

لا أظن أن كلامي سيغير كثيرا من الواقع الحادث بالفعل ونحن علي بعد أيام من‏14‏ نوفمبر‏..‏ لأن الاتهامات المتبادلة وصلت إلي حدود الخيانة والدعارة وإلي كل ما هو مدم وقبيح‏..‏ ومع هذا عندي أمل في نزع فتيل قنبلة لا أحد يعلم متي وأين تنفجر‏..‏ الأمل الذي أتطلع إليه أضعه أمام حضراتكم في هذه النقاط‏:‏

‏1 -‏ مباراة‏14‏ نوفمبر علي أرضنا وبين جماهيرنا ومنتخب الجزائر يدخلها بفارق ثلاث نقاط وفارق أهداف لمصلحته‏..‏ ومعني هذا أن فرصته نظريا أفضل لأن فوزه بأي نتيجة لمصلحته وتعادله بأي نتيجة لمصلحته وخسارته بهدف واحد لمصلحته‏..‏ وعندما يكون هذا هو الموقف والمباراة علي أرضنا ووسط جماهيرنا‏..‏ يكون مناخ التوتر ضدنا وعلينا وليس لنا وفي غير مصلحتنا وكلما زاد الغضب وزادت العصبية واشتعلت حرب الكراهية تضاعف توتر جماهيرنا وتوتر منتخبنا والتوتر يهدنا لأنه يقضي علي التركيز‏!.‏ الغضب والتوتر خطرهما داهم علينا لأن المباراة علي أرضناوتوتر المدرجات ينعكس علي الملعب وغلطة المدرجات بـ فورة‏!.‏

‏2-‏ كل مواطن جزائري يحلم بوصول منتخبه إلي كأس العالم وهذا حقه ولا خلاف علي ذلك‏..‏ وكل مصري يعيش نفس الحلم ويتمني وصول منتخبه إلي كأس العالم‏..‏ والطبيعي مثل سائر خلق الله كل طرف يشجع فريقه في المدرجات والنتيجة يحسمها الأداء‏..‏ لكننا أمة العرب غير كل دول العالم التي دخلت تصفيات كأس العالم ولم نسمع كلمة واحدة خارجة بين جماهيرها رغم حدة التنافس وأهمية الحدث‏!.‏

‏3-‏ كلامي هنا لجماهيرنا ولمن استدرجوا لحرب الإنترنت‏:‏ الكرة في الملعب والنتيجة لم تحسم ومخطئ من يظن أنها انحسمت بفارق النقاط والأهداف‏..‏ والفوز والتأهل ليس ببعيد ويمكن أن يكون أقرب مما نتخيل لو توقفنا فورا عن الشتائم لأنها مرفوضة وغير مقبولة تحت أي ظرف ولأي سبب‏!.‏

تتوقف جماهيرنا عن كل ما يشغلها عن دورها‏..‏ تتوقف عن كل ما يوترها ويشحنها ويغضبها لأن توترها ينعكس سلبا وتدميرا علي المنتخب في استعداداته الأخيرة ويفقده تركيزه‏!.‏ وتوتر وغضب الجماهير يوم المباراة أظنه أكبر خطر علي المنتخب في الـ‏90‏ دقيقة الحاسمة‏!.‏

‏4 -‏ التوتر والاحتقان الواضحان علي لغة خطاب الإنترنت يمكن بل وارد جدا أن يكونا طاقة غضب مختزنة تنفجر في المدرجات مع أي استفزاز في الملعب وهذا وارد ووقتها لا أحد إلا الله يعلم ما قد يحدث‏,‏ والمؤكد أن كل ما سيحدث سيكون ضدنا لأن انفعالات الغضب لم ولن تثمر يوما أي خير‏!.‏

‏5-‏ انسوا الإنترنت وما يقال علي الإنترنت وتذكروا حقيقة واحدة تقول إن الجماهير يمكن أن تكون اللاعب رقم واحد في أي فريق‏..‏ لو أنها لم تستدرج لغضب وتوتر واستثارة ولو أنها جعلت المدرجات مصدر اطمئنان للاعبيها ومصدر ثقة في لاعبيها ومصدر صبر وتأن علي لاعبيها‏!.‏

‏6-‏ منتخب الجزائر عندما يصل القاهرة هو ضيف كل المصريين لأنه في بلده مصر وحسن استقباله حق علينا وليس تفضلا منا‏..‏ واجبنا اليوم تحطيم حلقة الكراهية المفرغة التي ندور فيها من سنين لأجل ما هو قادم والقادم علي أمة العرب صعب ما لم تحل خلافاتها إلي التقاعد‏!.‏

‏7-‏ الكرة في ملعب جماهيرنا لما تملكه من قوة دفع هائلة لمنتخبنا ليحقق أحلامنا وإن لم يحدث فالدنيا لن تنتهي والحلم لم يسقط لأن الذي وصل النهائيات منتخب عربي‏!.‏

((منقول: مع الشكر للكاتب))

ليست هناك تعليقات: