الجمعة، 30 أكتوبر 2009

الجزء الثالث عشر

ذهب إليها بسرعة ،شغله صوتها القلق في التليفون ، وجد عندها والدتها ، وأحس أن

هناك توتر ما ، حياهما ..بادرته ..أمي غير موافقة على التوكيل العام لك ، وأنك ستتسلم

كل شيء غدا ..ابتسم ..عندها حق إنها ملايين ..ولن أغضب من حرصها عليك ..لكنها لم

تعلم أنني كتبت تعهدا وإقرارا بألا اتصرف في البيع أو التنازل إلا بإذن كتابي منك ، وهو

وهو موجود معك ..وقد صارت جدة ابني ..وفي مقام أمي ..وإذا كانت تريد أن يكون التوكيل

وكل أمر الإدارة باسمها ..لا يوجد مانع لدي ..فمن حكم في ما له ما ظلم ..بادرته الأم لا إني

مسافرة غدا ..لا تتركيني أمي في هذه الظروف ..انتظري لما بعد الولاده ..ربتت عليها الأم

سأسافر لوجود بعض المتعلقات لي هناك ..وبعض الأمور تحتاج لوجودي كي أنهيها ولن

أتأخر ..نظرت له ..لا تغضب مني أنت أكثر من يعلم بظروفنا ..هز راسه لا عليك يا حماتي

ضحكت ..هذه أول مرة تقول لي يا حماتي ...انصرفت ..سألها حتى متى ستبقين في هذا

المكان الذي أصبح لا يليق بك ..نظرت إليه ..اعرف أنني احتل خلوتك ..لكنني أحب هذا

المكان ..قال لها :غدا سنستلم الفيلا ، وثلاث شقق كبيرة ، وشركة التسويق العقاري،

وعزبة كفر طهرمس ، وحوالي مليونين من الأموال السائلة ..فما تنوين أن نفعل بها ،

ارجوك أريد أن أخرج لأشتري بعض اللوازم ، وانا مطمئنة افعلوا ما تجدونه مناسبا

..خرجا معا ..سألته عن أماكن بيع ملابس الأطفال ..ذهبا إلى هناك ..سألته في الطريق

هل أسبب لك مشاكلا ؟؟ ماالذي جعلك تقولين هذا ؟؟أحس بك مهموما ..المفروض أن

تكون سعيدا ..عيد زواجك السادس والعشرين غدا ..مفاجأة ..سأشتري لك هدية ..ما ذا

تريد ..لم تترك له فرصة للرفض..صارحني ماالذي يجعلك مهموما ..أخشى أن تعرف

زوجتي من غيري ..فتتأثر صورتي عندها ..وكلما أوشكت أن أخبرها ..يحدث ما يجعلنني

أؤجل ذلك فمن حقي الزواج ، ومن حقها أن تعتبره ضررا لها وترفض الاستمرار معي ..

ولا يمكنني أن أتخلى عنك ، فلن أستطيع أن أغفل مسؤوليتي نحوك ونحو الطفل القادم

..هون عليك ..قلت لك من قبل أنني لا أقبل أن تهدم بيتك من أجلي ، وأنا لن أغير كلامي

..تصرف كما تراه مناسبا ، وأنا واثقة أنك ستتقي الله فينا فأنا مطمئنة ..اشتر لزوجتك

هدية ..واحتفلا معا ..وسأكون سعيدة لسعادتك ..أصرت أن تشتري له هدية ..واشترت

صوفا وخيوطا لتصنع بيدها ملابسا لطفلها ..لمح دموعا في عينيها في طريق العودة ،

بادرها هذه الدموع ليست في صالح الحمل ..هل أغضبتك صراحتي ..لا على العكس

لا أستطيع أن أمنع شريط الذكريات المؤلمة من أن يدور ، احمدي الله لقد وفقنا

وبحوله عاد الحق لأصحابه ، تمنيت لو أن أبي وأخي ما زالا أحياء أفتقدهما بشدة

أوقف السيارة ..مسح دموعها ..هدأها بكل الوسائل ..لن أستطيع القيادة وأنت تبكين

تنهدت ..كفكفت دموعها ..لا تنشغل علي ..أشعر بالراحة كلما بكيت ..لقد عوضني الله

بك عن أبي وأخي ، أراهما دائما في أحلامي وهما سعيدان ..إنك تشبهما في خوفك

علي وفي تفانيك في إسعادي ..وضعت يدها على يده ..يارب يخليك لي ..ولا يحرمني

منك أبدا ..أمّن على كلامها ..وصلا ..اطمأن عليها ..سألها عن الوقت الذي يتركها

فيه ..أقرأ أو اشتغل في تلك الملابس ..أقرأ القرآن ..أسجل بعض الأشياء ..الوقت

يمر بسرعة جدا ..أحس دائما بالشوق لك قالتها وهي تتعلق برقبته ..كان يحلو له

أن يديم النظر في عينيها ..وأن يمسح بيديه على رأسها وهو يتمتم ببعض آيات

القرآن وهو يدفع التثاؤب بكل قوة ..لن أتأخر عليك ..فور انتهاء الاستلام غدا

ستجديني عندك إن شاء الله ...لا إله إلا الله

محمد رسول الله

يتبع بإذن الله

ليست هناك تعليقات: