الجمعة، 23 أكتوبر 2009

26أكتوبريوم ولاء أبناء سيناء لمصر

كتب إبراهيم حجازي في جريدة الأهرام المصرية اليوم:

**‏ في تاريخ الشعوب أيام يجب ألا تنسي والشعوب الواعية تطبع مثل هذه الأيام في عقول وقلوب ووجدان أبنائها ليتوارثوها جيلا بعد جيل لما فيها من ولاء وانتماء وفخر وكرامة وعزة و‏....‏

يوم‏26‏ أكتوبر‏1968‏ واحد من هذه الأيام العظيمة والمهمة في تاريخ مصر وفيه تجلت وتجسدت أصالة شعب مصر العظيم‏...‏

في هذا اليوم من‏41‏ سنة وجهت إسرائيل الدعوة لوكالات الأنباء العالمية ومراسلي التليفزيون والصحف من كل أنحاء العالم لحضور مؤتمر صحفي يعلن فيه موشي ديان وزير دفاع العدو مفاجأة‏...‏

قوات العدو رتبت لهذا المؤتمر في الحسنة بوسط سيناء وأحضرت شيوخ وعواقل قبائل سيناء ليعلنوا علي العالم المفاجأة التي ستفحم مصر‏....‏

هذا ما تم ترتيبه بدقة وفي سرية من جانب العدو المعتقد أن المصريين في غيبوبة وكيف لهم أن يعرفوا ما يدور في سيناء التي تم أسرها في يوم‏5‏ يونيو‏1967‏ ؟

الذي لم يعرفه الصهاينة ولن يعرفوه أبدا لا هم ولا من يحكمون أمريكا ويأتمرون بأمر الصهاينة أن المصريين يعشقون تراب الوطن ويرحبون بالموت ليبقي الوطن وأيا كانت الضغوط والتهديدات أو العروض والمغريات مستحيل أن يبيعوا الوطن‏!.‏

الصهاينة لا يعرفون وكيف لهم أن يعرفوا‏..‏ أن الأرض بالنسبة للمصريين شرف نحميه بأرواحنا‏!.‏

الذي لم يفهمه الصهاينة ولن يفهموه أبدا أن سيناء وأرضها وترابها وأهلها وسماءها مصرية ومن يعيش عليها مصريون وأن كل ما يحدث يتم إبلاغه من خلال رجال المخابرات الحربية المصرية الذين يعرفون ويرصدون تحركات العدو من خلال دوريات الاستطلاع المصرية خلف خطوط العدو وبالتنسيق الدائم مع شيوخ القبائل في مواجهة الأحداث التي كانت عادية إلي أن جاء‏26‏ أكتوبر‏1968‏ وفيه دعت قوات العدو إلي مؤتمر يجمع شيوخ وعواقل قبائل سيناء في حضور مختلف وسائل الإعلام العالمية‏..‏

بدأت أحداث المؤتمر الصحفي العالمي لتغطية خبر سوف يتكلم العالم عنه أياما وسوف تترتب عليه أفعال‏...‏

شيوخ وعواقل سيناء جالسون والذي سيتكلم باسمهم الشيخ سالم القرشي‏..‏ ووقف الرجل وساد الصمت الحضور وانحبست الأنفاس في الصدور استعدادا للقنبلة التي ستنفجر‏...‏

الذي أراده الصهاينة وسايرهم الرجل فيه‏..‏ أن يعلن الشيخ سالم رغبة أهالي سيناء في تدويل سيناء‏..‏

ووقف الشيخ سالم القرشي وأمسك بالميكروفون وأعلن مقولة أظنها تاريخية‏..‏ قال‏:‏

'‏سيناء أرض مصرية وستبقي مصرية ومن يريد الحديث عن سيناء يتكلم مع زعيم مصر جمال عبد الناصر‏.'‏

وعلت الهتافات باسم مصر وحاول الحاكم العسكري الصهيوني لسيناء أن ينقذ ما يمكن إنقاذه وأمسك بالميكروفون وبأعلي صوت قال‏:'‏غير الموافق علي رأي الشيخ سالم يرفع يده‏..'‏ وتنقطع يد من يرفع يده ويصوت للصهاينة وانفض المؤتمر وفشل المخطط الصهيوني وسجل التاريخ لعرب سيناء المصريين الدرس الذي لقنوه للصهاينة في الشرف والانتماء والكرامة والعزة‏!.‏

سيناء تحتفل سنويا بهذا اليوم يوم‏26‏ أكتوبر‏1968..‏ يوم الولاء لمصر والانتماء لمصر‏..‏ يوم شموخ وصمود قبائل سيناء‏..‏

يوم الثلاثاء القادم تحتفل سيناء بهذا اليوم التاريخي‏..‏ احتفالا يليق بالمناسبة وفيه يفتتح محافظ شمال سيناء اللواء أركان حرب محمد شوشة قاعة الصمود في الحسنة بنفس المنطقة وعلي نفس المكان الذي أقيم فيه المؤتمر الصحفي العالمي يوم‏26‏ أكتوبر‏1968.‏ قاعة المؤتمرات الضخمة أو قاعة الصمود شيدها الدكتور حسن راتب لأجل الاحتفال سنويا بيوم عظيم في تاريخ مصر‏..‏ فيه وضح للعدو معدن المصريين وشموخ المصريين‏..‏

تحية إلي سيناء الحبيبة شمالها وجنوبها وتحية لكل شيوخ وعواقل أرضها وتحية للشيخ سالم القرشي ووقفته الشامخة الرائعة وتحية لرجال المخابرات الحربية الذين لا تنام عيونهم ولا تغفل للحظة عقولهم‏..‏ تحية لمن تولي هذا الملف وقتها من المخابرات الحربية الرائد يحيي شبابيك والرائد بدر الدين حامد‏..‏

تحية لكل موقف وطني رائع قام به أبناء سيناء علي مدي تاريخ الصراع العربي الصهيوني والذي قاموا به من أعمال بطولية مع المقاتلين المصريين‏..‏ لابد أن يعلمه هذا الجيل الذي لم يعد يسمع إلا التشكيك‏!.‏

آخر حملات تشكيك ما قاله اللورد‏'‏ ديفيد أوين‏'‏ وزير خارجية بريطانيا الأسبق في ندوة أقيمت مؤخرا بمصر وأدارها مصري وحضرها مصريون وفيها نطق بكلام غريب‏..‏ قال‏:‏ إن مصر انهزمت في حرب أكتوبر‏!.‏

الأغرب أن أحدا لم يقاطعه وأحد لم يناقشه وأحد لم يعترض عليه وأحد لم يوضح الحقيقة‏!.‏

الندوة الغريبة والكلام الأغرب هنا في مصر ومتي في شهر أكتوبر الذي نحتفل فيه سنويا بانتصارات أكتوبر أعظم انتصارات الأمة‏...‏

((منقول ))

ليست هناك تعليقات: