الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

العدل -قراءة -2-ث

العدل
العدل القرآني : (مقياس العدل )
هو أن يصرف الإنسان أمور نفسه والناس على قوانين ثابتة لا عوج فيها ولا ظلم ولا استثناء ولا زيغ ولا محاباة, وأن يسير أعماله على قانون إلهي ثابت لا تبديل فيه ولا تحويل, مثل القوانين التي تسير الشمس ولقمر وسائر الكون
ربط الرسول بين العدل قوانين الشمس والقمر. وضح ذلك .
ربط الرسول بين العدل وبين قوانين الشمس القمر على أساس أن قوانين الشمس والقمر لا تتبدل ولا تتغير فهي ثابتة منذ قديم الأزل وحتى قيام الساعة, وكذلك يجب أن تكون قوانين العدل, ثابتة لا تتغير ولا تتبدل مهما كانت الظروف.
أهمية العدل في حياة الناس :
لعل الأهمية الكبرى للعدل بالمفهوم القرآني هي أنه يحقق استقامة أمور الناس واعتدال معيشتهم, ودل على ذلك كثير من الآيات منها قوله عز وجل "والسماء رفعها ووضع الميزان, ألا تطغوا في الميزان, وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان والأرض وضعها للأنام"
وهذه الآية تشير إلى أن القوانين التي وضعها الله لخلقه تعتمد على العدل فقد خلق كل شيء بالعدل وبالتالي وجب على الإنسان أن يحيا ويتعامل بهذا القانون الإلهي لتستقيم أموره.
كيف جعل الله العدل نظام للمجتمع البشري ؟
جعل الله العدل نظام للمجتمع البشري لأنه لا تستقيم حياتهم إلا بالعدل, كما قال الرسول (r) "بالعدل قام السماوات والأرض"
وعلى ذلك لا يمكن أن تتصرف فيه الأهواء والشهوات أو أن يباع باليسير من الدنيا.
وضح مفهوم العدل الاجتماعي ؟ وعلى من تقع مسئوليته ؟
العدل الاجتماعي هو ذلك العدل الذي يتحقق داخل المجتمع ويعتمد على علاقة الحاكم والمحكوم, ولكي يتحقق العدل الاجتماعي لابد من قيام كل منهما بدوره
فالحاكم عليه أن يحكم بالعدل وبما أنزل الله وأن يستجيب لنصائح الرعية.
والمحكوم عليه السمع والطاعة للحاكم مادام يحكم بالعدل وعليه أيضا أن ينصح الحاكم أذا أخطأ.
كيف رفع الله من شأن العدل ؟
1- جعل الله العدل أول صفاته التي يحاسب بها عباده ويعاملهم بها, فقال عز وجل "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائما بالقسط, لا إله إلا هو العزيز الحكيم"
2- جعل الله العدل هو الغاية التي نزلت بها جميع الشرائع الإلهية, فقال عز وجل " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط"
3- أوامر الله وأحكامه قائمة بالعدل والصدق, فقال "وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا, لا مبدل لكلماته"

بين القرآن الكريم شروطا عديدة للعدل فما هي ؟
بين القرآن أن العدل جعله الله نظاما للعالم وقياما للخلق, ولذلك وضع له شروطا عديدة منها ....
1- أمر به في كثير من الآيات وحث المؤمنين على أن ويكون تطبيق دينهم قائما بالعدل بين الناس.
2- الشهادة لله بالعدل ولو على أنفسنا أو الأقربين.
3- أن ينزه المؤمنين العدل عن الشهوات والهوى, فلا يبعدهم عنه حب أو كره.
حيث قال جل شانه "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا, اعدلوا هو أقرب للتقوى"
ما مفهوم الظلم ؟
الظلم في مصطلح القرآن هو أن يضع الإنسان الأمور في غير موضعها او الخروج عن الحق.
ومثال ذلك المجرم والكاذب والكافر, فكل منهم خرج عن الحق.
ما عاقبة الظلم على الفرد والمجتمع ؟
عاقبة الظلم على الفرد والمجتمع هي الهلاك والدمار والخراب, فلم يذكر القرآن هلاك أمة أو قرية إلا بين أن هلاكها بسبب ظلمها, فقال تعالي "وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة, وأنشأنا من بعدها قوما آخرين"
يقول الله تعالى "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" فكيف يظلم الإنسان نفسه؟
ظلم الإنسان لنفسه يكن بالبعد عن منهج الله وشرعه, واتباع الشيطان وفساده, فإذا فعل ذلك خرج عن الصراط المستقيم وأصبح ظالم لنفسه لأنه يعرضها لعذاب الله.
العدل المطلق يقتضي الجزاء الحتم, فما معنى ذلك ؟
الجزاء الحتم هو أن كل إنسان مجزي بعمله إن خير فخير وإن شر فشر, أي أنه الجزاء اللازم وقوعه على الإنسان, ويختلف هذا الجزاء باختلاف عمل الإنسان, ويدل على ذلك قول الله تعالى "ولا تستوي الحسنة وال السيئة"
ما أثر تحقيق العدل على الناس ؟
تحقيق العدل بين الناس يؤدي إلى نشر المودة والحب, كما يقضي على مشاعر البغض الكراهية والحقد, ويعلي من شأن الفرد عند الله.
ما الفرق بين العدل والإحسان ؟
العدل: هو أن يعطي الإنسان ما عليه ويأخذ ماله من حقوق .
والإحسان: أن يعطي الإنسان أكثر مما عليه، ويأخذ أقل مما له .
فالإحسان زائد على العدل .
*************************************************************
مع أطيب المنى

ليست هناك تعليقات: