الجمعة، 30 أكتوبر 2009

الجزء العاشر

لقاءات كثيرةمع المحامي والمهم والطبيب والعم والأقارب في منزله..كان يخرج قليلا

ومعه واحد من أولاده أو أولاد عمه..نفذت زوجته ما قالته واستنفرت الجميع ورفضت

أي خروج دون حراسة مشددة ..رفض إغراءات كثيرة وأموالا طائلة ليروي ما حدث

أو يكذب ماترويه الصحف ..لزم الصمت..انتظر جلسة المحاكمة ..اعترف مساعدو الشرير

..توعد الشرير من تخاذلوا عن مساعدته من كبار المسئولين ..علق آمالا كبيرة على

جعل الجلسة سرية ..مازال يحلم بحفظ القضية ..استنفر كل أعوانه ..صرح أنه لن

يحملها وحده..فوجيء الجميع صباح يوم المحاكمة بخبر انتحاره في محبسه ..كثرت

الروايات ..انتحر ..انتحروه ..انزاحت الغمة إلى غير رجعة..تنفس الكثير الصعداء ..

أولهم زوجته ..وجم عندما سمع خبر الانتحار.. كان يريد أن يراه يتعذب كما عذبها .

أن تراه ذليلا وراء القضبان ..انعقدت المحكمة ونال مساعدو الشرير أحكاما متفاوتة

رفع المحامي قضية تعويض ضخمة ...حاول الاتصال بها ..فشلت كل محاولاته تهرب

منه المحامي عندما استحلفه على انه لا يعرف أخبارها ومكان وجودها ..شعر بشوق

أن يرى السعادة في عينيها ..شغلته كثرة الأحداث وتطورها..رفض الشماتة وأصر

على عدم الكلام مع الإعلام ..لم يرد إلا أن يخلو لنفسه..وجد أقدامه تقوده إلى خلوته

المعهودة ..التفكير فيها يسيطر عليه..جلس على أقرب كرسي..أخذيستعيد ذكرياته

وكل الأحداث..لم يستطع إبعاد طيفها عنه وهو يرى بعض أشياءها الصغيرة حوله

..فوجيء بيدين رقيقتين تغميانه ..من أنا ؟؟ الجمته المفاجأة..وضع يديه على يديها

ورفعهما عن عينيه واستدار واقفا..مرت فترة صمت ..قالت له بثقة :لو لم تأت لكنت

انهيت كل شيء وسافرت بلا عودة !كنت أفكر هكذا.. حضرت منذ يومين حسب طلب

المحامي ..وعندما علمنا بالانتحار..لم أذهب إلى المحكمة ..ولم أتكلم مع أحد ..وطلبت

من المحامي ألا يخبرك بقدومي ..لأتأكد من تعلقك بي ..حاولت أن أتركك لأسرتك لكن

الله أراد ألا ننفصل أبدا ..أخذت أدعو الله أن يجمعني بك دون أي اتصال! حضرت معي

أمي بقيت في الفندق..قضيت كل نهار الأمس هنا ...مر الوقت بسرعة ..حضرت اليوم وقد

تحقق دعائي..كانت تتكلم ويديها تحتضن رأسه ..وهو يطوقها بذراعيه ويصغي لها ولا

يقاطعها ..تخفين عليّ شيئا ..نعم شيئا رائعا ..جعلني أحب الحياة ..جعل لحياتي فائدة.

..لن أخبرك- عليك أن تعرف بنفسك .تأملها رأى عالما رائعا في عينيها ..لم أعد أخشى

عينيك..عرف من شحوبها السر ..سعد كثيرا ..جلسا متلاصقين ..حكت له كل ما حدث

حكى لها كل شيء ..وكيف ثارت عليه أسرته..قالت له :لو كنت مكانها لفعلت أكثر

ذهب معها إلى الفندق ...رحبت به الأم بحرارة غامرة..فاجأها بقوله :ألف مبروك

يا أغلى جدة! نظرت لإبنتها !هزت رأسها بالإيجاب..ضمتهما ..لماذاأخفيت على ؟

لم أخف شيئا ..عرفت أمس فقط وعدت وأنت نائمة ..وخرجت وأنت لم تستيقظي

ولم أخبره صراحة ..لكني لا أستطيع إخفاء شيء! فوجئت بسعادته الغامرة وسعادة

أمها..كانت سعادته على غير ما كانت تراه في الافلام الهابطة..أخذت الأم تقبلها ..

اشتقت لأن أكون جدة ..ما أروع أن يكون الإنسان أبا..كان يقولها من قلبه ....

فتحت حقيبتها ..أخرجت مظروفا -كان أعطاه إياها في المطار....................


يتبع

ليست هناك تعليقات: