الاثنين، 22 مارس 2010

الثائرة1

أحسست بنظراتها التي تختلسها إلي ّ، لم أشعرها أنني أحسست بذلك ،كنت

أبدو طبيعيا معها،حاولت أن تكون متميزة عن باقي من يعملن معي فلم أوافق

حتى تختار قسما آخر ، لم أشترك في أي حديث جانبي تتعمد أن تفتحه أمامي ،

كانت تعاني من تجاهلي لها ، وأنا لا أجامل في العمل ، ولا يشغلني شيء

إلا إتقان العمل ، ولديّ ما يشغلني عن أي أحاديث جانبية ، كنت أستغرب

من أن زملائي يحسدونني على أنها تعمل معي لم أجد أي تميز في عملها ،

كنت كلما وجدت خطأ لها أصلحه وأخبرها به ، فتبكي وتشكوني ، ولم

أعرف سبب البكاء ، وسبب الشكوى ، فوجئت أنها اختارت أن

تعمل معي سنة أخرى ! لم تكرر الخطأ فاستبشرت خيرا ، التزمت في


الحضور والانصراف ، وجدت درجات الكفاية التي أضعها قد ارتفعت ،

حاولت أن تتقرب مني بالأسئلة الشخصية فلم أصدها ولم أجيبها ،ولم

أسألها أي سؤال خارج العمل كنت أعلم أنها الأجمل بين من يعملن في

المؤسسة ، وأنها تصد الجميع بعد فشلها في الزواج، وأن الإدارة

العليا تصرّ على أن تجعلها تعمل معي ، لم يبهرني جمالها كنت أراه

مظلما بالغرور والخيلاء وعدم الالتزام بالشكل المرضي، ولم أر فيها

ما يجذبني ،فكنت أضع الحواجز المستمرة بيننا ، كنت أشعر أنها تريد


أن تورطني لتثبت أن كل الرجال صنف واحد تستطيع ان تجعله يعدو

وراءها بإشارة من يدها أو عينيها اللتان لا أعرف لونهما رغم أنها تعمل

معي لثالث سنة ، سمعت قصصا كثيرة عنها ، طلبت نقلها فرفضوا ،

طلبت نقلي فرفضوا،صارت تتعمد أن تأتي مبكرة لتنفرد بي فأنا أول

من يحضر ، فأفتح باب المكتب والشباك ليكون أمن البوابة معنا

ببصره ، كان يشغلني عملي غير التقليدي عن التواجد في المكتب لفترات


طويلة وكنت أحاول أن أزيد مدة بقائي في خارج المكتب ، عزمتني أكثر

من مرة فاعتذرت بلطف ، فوجئت بها تنفجر صارخة فيّ :ماذا صنعت

لك لتقسو كل تلك القسوة عليّ؟ هل ذنبي أنني جميلة ؟؟ إنك تسيءمعاملتي

وتكلمني دون النظر إليّ ماذا في يجعلك تكرهني؟؟؟كل الرجال يتمنون مني

نظرة أو كلمة لماذا تشعرني بالضآلة؟؟؟؟

أخذت تبكي ..طلبت منها أن تتوقف عن البكاء إن أرادت إجابات ،


وإلا سأترك لها المكان لتكمل الفضفضة ..قلت بحزم : لم أقس ولم أحن

على أحد فنحن في عمل ولا أكرهك فالكره يؤذي الكاره ، ولقد زادت

درجات الكفاية حتى صرت ممتازة عندما استفدت من أخطائك ولم تكرريها ،

وكيف تشعرين بالضآلة والجميع يتمنون أن ترضي عنهم ؟؟أما أنا فالاكثر

صدقا معك ، فلا أنظر إليك معجبا لأن ذلك ليس من حقي ، ولأنني شبعت

حنانا أمي أشبعتني حنانا ، وأختي تشبعني حنانا ،وزوجتي تغمرني حنانا

، وابنتي تسعدني حنانا،سأكون ظالما إذا بحثت عن حنان آخر

عند أنثى أخرى ......................

((يتبع بإذن الله))

ليست هناك تعليقات: