الاثنين، 22 مارس 2010

الثائرة -5

فوجئت بطلتنا صابرين يوم عودتها إلى العمل بحفل أعد لها

وكل الزملاء والزميلات يرحبون بها بحرارة ، بحثت عني ولم

تجدني انشغلت بالترحيب ، وكثيرا ما كانت عبارات الترحيب

بها تجري دموعها ، شعرت لأول مرة بأن لها قيمة وأن هناك

من يهتم بها ويسعد لوجودها ، أحضرت ابنتي معى حارسا

وشاهدا ورغبة في أن تكون صابرين مثل ابنتي وليس زميلتي

فقط ، رحبت بنا وكانت في غاية السعادة ،تعجب الزملاء من

حرارة الترحيب ، وأدهشهم الشبه الكبير بين ابنتي وبينها ،

واندماجهما معا بادرتني قائلة :لا أعرف كيف أشكرك ،أنت من

قام بكل هذا من أجلي! هذا كثير ،لم أكن أعرف أني غالية لهذه

الدرجة ،قرأ ت في عينيها كم من العرفان لا حدود له ، فاجأتهم

المديرة العامة بالحضور إلي المكتبة حيث الاحتفال ، شكرت

الجميع ، أبدت سعادتها بعودة صابرين للعمل ،وتمنت أن تنع**

هذه الروح الطيبة على العمل ، شكرتني على اعداد الحفل والقيام

بعملها وقت غيابها ، وأن تتغلب الإنسانية دائما وقالت لها أنت

محظوظة فالجميع يحبونك ، وقد تأكدت بنفسك من ذلك ورب ضارة

نافعة ، وت***ت بي الأعين عندما تقدمت لأقول كلمتي ،شكرت

الجميع ، وقلت لهم :إن هذا اليوم يوم سعيد لعودة ابنتنا الغالية

صابرين ،ولموافقة المديرة العامة على ترقيتها لتكون نائبة لرئس

القسم ، ((صفق الجميع ))لقد طلبت الترقية منذ أكثر من شهر ،

وجاءت الموافقة اليوم ، هزت المديرة العامة رأسها ،ألف مبروك ،

وهي تستحق كل خير وستكون أهلا لتحمل المسئولية إن شاء الله

، مرة أخري نهنئك على العودة والترقية ،وأكرر شكري للجميع ، وأقول

في الختام ((كلنا صابرين)) !!!صفق الجميع بحرارة .

اتجهت الأنظار نحوها تطلب منها أن تقول لهم شيئا ، تقدمت بعد تردد

تحاول أن تتماسك لتستطيع الكلام ..لا أعرف من أين أبدأ ..أشكركم

من قلبي ..وقفتم بجانبي جميعا لم يقصر أحد معي ...كنتم أكثر من

أهل ..جعلتموني أستعيد ثقتي في نفسي ..أشعر أن الحياة مازال

طعمها طيبا ..في المستشفى ..في البيت ..هنا ..كلما فكرت فيكم

أجدكم رائعيين أعدكم أن أكون كما تحبون أن أرد لكم بعض

ما غمرتموني به حب وود ومشاعر رائعة ..أحبكم جميعا ..لم تتمالك

نفسها ولم يتمالك الكثير أنفسهم فاختلطت الدموع بالتصفيق وبكلمات

الإعجاب ، ومع انصراف المحتفلين احتارت كيف تعبر لي عن شكرها ،

أخذتها وابنتي إلى مكتبها الجديد الملاصق لمكتبي من الجهة اليمنى ،

كانت منبهرة بالتحول الكبير في معاملتي ، صار لا يفصلها عني في

المكتب سوى سنتيمترات معدودة ، تأمتلها لأول مرة ، غصت لثوان

في أعماق عينيها الجميلتين اكتشف كما كبيرا من الحزن رغم الاحتفال

والهدايا ، تمنيت لو عرفت سر هذاالحزن ومحوته ،أشعر بمسئولية تتعاظم

نحوها ،قلت لها لك رغبة ساحققها لك بهذه المناسبة وهي هديتي لك

فاطلبي ، قالت :أي طلب ..نعم نعم ..أتمنى أن أكون مثل ابنتك وصال بجد ،

فوجئت بما قالت ، وباحتضان ابنتي لها ، وبكائهما معا ، هدأتهما ..قائلا ..

لا أستطيع أن أرفض ..لكن لي شرط ....

((يتبع بإذن الله))

ليست هناك تعليقات: