الأحد، 7 مارس 2010

أدب الرحلات

أدب الرحلات

هـو ذلك النثر الأدبي الذي يتخذ من الرحلة موضوعا له, أي هو الرحلة عندما تكتب في شكل أدبي له مميزات وسمات خاصة به.
ويخـرج أدب الرحـلـة عن دائرة الأدب عندما نتعامل معه على أنه مجرد تسجيلا جغرافيا وليس عملا إبداعيا له سمات تميزه عن غيره من الفنون.
المستشرقون وأدب الرحلات:
المستشرق هو كل دارس للأدب العربي من غير العرب (الأجانب)
يرى المستشرقون الروس أن هذا اللون الأدبي يرجع إلى القرن العاشر الميلادي,
ولكن المكتبة العربية تؤكد أنه ظل مستمرا حتى عصرنا الحديث , بل إنه ازدهر وشهدا تطورا كبيرا في الموضوع واللغة التي يكتب بها والهدف منه.
عوامل استمرار وتطور أدب الرحلات ( أثر التقدم العلمي في أدب الرحلات )
لقد حرص الكتاب المعاصرون على تدوين رحلاتهم ومشاهداتهم وتنقلاتهم في كتب مستقلة لها طابعها الخاص بها.
وساعدهم على ذلك التقدم العلمي الهائل الذي وصلت إليه وسائل الاتصالات الحديثة والتقدم التكنولوجي وتطور العلم فقد سهلت الانتقال إلى أي مكان في الأرض بل إلى القمر والفضاء أيضا ,مما أدى إلى استمرار وتطور هذا اللون الأدبي.
ويستعين كتاب أدب الرحـلـة بعدة عناصر لتوثيق رحلاتهم, مثل
الصور , والوثائق والمعلومات المُوَثّقة , والترغيب والتشويق والمقارنة والخبرة
مما جعل كتاباتهم تختلف كثيرا عن تلك الكتابات القديمة التي تركها لنا الكتاب القدماء
أشهر كتاب أدب الرحلات:
1- د/ حسن فوزي........(سندباد في سيارة- حديث السندباد القديم-
سندباد عصري- سندباد مصري)
2- محمود تيمور..........(أبو الهول يطير- شمس وليل)
3- أنيس منصور..........(حول العلم في مائتين(200) يوم-اليمن ذلك المجهول
بلاد الله خلق الله – أعجب الرحلات في التاريخ)
4- أحمد محمد حسين......(في صحراء ليبيا)
5- طاهر أبو فاشا.........(وراء تمثال الحرية)
6- أمين الريحاني.........(المغرب الأقصى)
7- مصطفى محمود.......(مغامرة في الصحراء- الغابة)
8- عبد الفتاح رزق.......(مسافر على الموج- رحلة إلى شمس المغرب)
9- خيري شلبي...........(فلاح مصري في بلاد الفرنجة)
دراسة أدب الرحلات قديما وحتى العصر الحديث
اعتمدت دراسة أدب الرحلات منذ الفتح الإسلامي وحتى العصر الحديث على
1- الاقتراب من عالم كل رحلة.
2- رسم صورة عامة عن الرحلة والظروف التي أحاطت بها وبكاتبها.
3- في النهاية يقوم الباحث بعرض مجموعة من النصوص من الرحلة.
رأي الكاتب (د.أحمد النساخ) في دراسة أدب الرحلات.
يرى الكاتب أن دراسة أدب الرحلات تتطلب علل (ضرورة البحث في كل رحلة على حده)
1- البحث في كل رحلة على حده(منفردة) وذلك لأنها تمثل بناء فنيا وإبداع أدبي له أسسه وسماته الخاصة به, والتي تميزه عن أي عمل أدبي آخر.
2- لا يجب النظر إلى أدب الرحلات على أنه تسجيلا جغرافيا كما يعتقد الروس وبعض الباحثين العرب.
3- الدراسة الموضوعية لأدب الرحلات تتيح (تهيئ) لنا
1- اكتشاف كل عمل وما يتميز به عن غيره من رحلات.
2- تسمح لنا بالمقارنة بين الأعمال والكشف عن الاتجاهات
المختلفة لكل رحلة(ديني ,حضاري,جغرافي.......).
أدب الرحلة عمل جغرافي وليس عملا إبداعيا.وضح هذه المقولة(ناقش هذا الرأي).
لقد نظر المستشرقون الروس وبعض الباحثون العرب إلى أدب الرحلات في الأدب العربي على أنه عملا جغرافيا وليس عملا إبداعيا له سماته وخصائصه التي تميزه عن غيره من الفنون النثرية التي قد تشترك معه في بعض السمات.
لذلك وجـب علينا دراسة هذا اللون وتحديد مفهومه والقيام بتصنيف دقيق لاتجاهاته المتعددة حتى ننفي ما أشاعه الباحثون الروس وبعض العرب.
اتجاهات أدب الرحلة والهدف منه(ما الذي يتطلبه هذا التصنيف)
لقد تعددت اتجاهات أدب الرحلات:
1- فهناك رحلات ذات اتجـاه ديني
2- وهناك رحلات ذات اتجـاه حـضاري.
3- وهناك رحلات ذات اتجـاه جـغرافي.
4- وهناك رحلات تهدف لدراسة الرحـلة ذاتها.
هذا التصنيف يتطلب دراسة فنية متعمقة لأدب الرحلات تنفي ما أشاعه الباحثون الروس وبعض العرب من أن معظم ما كنبه العرب كان أدبا جغرافيا.
ما الذي كان يستوقف ويلفت نظر الكاتب الرحالة. ( كيف نحدد رؤية الكاتب الرحال ؟ )
تتحدد رؤية الكاتب الرحالة من خلال ما يلفت نظره ويستوقفه طويلا أثناء رحلته,
1- فمنهم من يشغله المعالم الحضارية مثل
(الآثار والمعابد والمساجد والكنائس والمتاحف والأماكن التاريخية)
2- ومنهم من يشغله وصـف الأماكـن من حيث الموقع الجغرافي وتأثير العوامل الطبيعية وما تتشابه فيه أو تختلف.
3- ومنهم من كـان يهـتم بالاتصـال بالحكام والأمراء والسلاطين.
4- وهناك من كان يشغـله العلم والعلماء فكان يخصص له مساحة كبرى في نصه.
5- وهناك من انشغل بالطبقات الاجـتماعية فيقترب من الناس وينظر إلى...
1- أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية.
2- يقترب من أفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم.
3- يحاول معرفة طرق حياتهم اليومية ووسائل معيشتهم.
4- يحاول المقارنة بين الطبقات الاجتماعية ومعرفة مدى العلاقة بينها.
دور الصدق و الخيال في الرحلات
يرى الكاتب أن للصـدق دورا هـام في أدب الرحلات حيث أن كاتب أدب الرحلة قد يهتم بالصدق وإظهار الحقيقة في وصف الأماكن والوقائع والأشخاص.
وكذلك للخـيال دورا هـاما أيضا حيث من الممكن أن تصبح الحقيقة عنصرا هامشيا ويترك الكاتب للخيال الدور الأكبر في تصوير رحلته.
الرحلة ومدونها(كاتبها)
ليس من الواجب أن يكون الرحالة(أديب الرحلة) هو الذي يدونها بنفسه (كاتبها) في كل الأحيان بل إنه قد يرويها أو يُمليها على كاتب خاص به.
ويدل على ذلك ما قام به سلطان مدينة " فاس" (أبو عنان)حيث خصص "لابن بطوطة" كاتب خاص به من ديوان الكتابة (ابن جِزَيَّ) يكتب له كل رحلاته.
كيف نعرف سمات أسلوب الرحالة ؟
لكاتب الرحـلة دور هام في بنائها ولكي نعرف الخصائص الفنية لأسلوب الرحالة لابد من دراسة نقدية عميقة لكتابات الرحالة ومدونها – إذا لم يكن هو الرحالة نفسه- في مجالات أخرى, حتى يتيسر لنا الفصل بين خصائص وسمات أسلوب كلا منهما, والوصول إلى الخصائص الفنية لصاحب الرحلة نفسه.
البناء الفني للرحلة:
لكل رحلة بداية ونهاية ,ولدراسة البناء الفني للرحلة لابد من معرفة كيف جاءت البداية وكيف وصل الرحالة للنهاية؟ هل هي نهاية فنية أم نهاية تقليديه حكمها عنصر الزمان؟ وكذلك لابد أن نعرف الفترة الزمنية التي استغرقتها الرحلة هل كانت الفترة الزمنية طبيعية أم أنها مفتعلة من صنع الرحالة.
مع أطيب المنى

ليست هناك تعليقات: