الاثنين، 22 مارس 2010

الثائرة-3

مرت الأيام بطيئة ، وأنا أفكر في كلام المديرة العامة ، يتلاعب بي الشيطان ، يوسوس

لي: مالك ومالها ، لا تهتم بكلام المديرة ، إنه دلع كيف تتراجع بعد كل هذا الحزم ،

صوت آخر داخلي: فكر في طريقة تعالج بها الموضوع حتى لا تكون فعلا سببا في هذا

الإنهيار ، ومن الناحية الإنسانية هي مريضة والمساهمة في الشفاء واجب

لقد زارها الجميع ما عدا ك، أحس أن موقفي صار محرجا ، أخيرا أقنعت ابنتي

الصغرى أن تصحبني للمستشفى وحكيت لها أنني لا أريد أن أذهب وحدي وأريدها

أن تختار هدية للمريضة ، وأنها سترى مفاجأة كبرى عندما تذهب معي للمستشفى

وفعلا اختارت هديه مناسبة ، واتصلا حتى لا تكون الزيارة مفاجئة وحتى يتأكدا

من عدم وجود مشكلة في ذهابهما ، رحبت بهما الأم في التليفون ، وتشجعا وذهبا

إليها ، وقد فوجئت الابنة بالشبه الكبير بينهما ، وكأنها تنظر في المرآة ، وفوجئت

هي وأمها ، لم تستطع الأم السكوت ، سبحان الله لا أصدق كأنهما توأمتان ، أشكر

لك الحضور ، أول يوم منذ دخلنا المستشفى تقوم من السرير وحدها ، وترتدي

ملابسها وتنتظر قدومكما ، أول مرة تبتسم ، إنها تنام بالمهدئات ، وتنتابها

نوبات بكاء ، ولا تتكلم مع أحد ، تحسنت قليلا مع زيارة زميلاتها ، كانت الأم

تتكلم ، بينما هي والابنة منفصلين عنهما وفي نقاش جانبى حميم ، سألت الأم

عن الأب فقالت لقد توفي وهي طفلة لم تتجاوز العاشرة ، وكانت مت***ة به

جدا لدرجة أنها ظلت ستة أشهر مصدومة ، وأخفينا عنها صوره لأنها كانت

تصاب بنوبات اكتئاب كلما شاهدت صورة ، كانت الأم سعيده لسعادة ابنتها

بالزيارة ، واندماجها مع ابنتي، ولاحظ هو انهما متشابهتان حتى يخيل لمن

ينظر إليهما أنهما طفلتان رغم أنها تكبر ابنتي بخمسة عشر عاما على الأقل

أخذت ابنتي وخرجت معها إلى الشرفة ، لاحظت أن الام تخفي علي شيئا ، لم

أسألها مباشرة ، وأخذ يسأل عن رأي الأطباء في الحالة ، ومتى ستعود إلى

العمل ، وصارحتها أنني لم أقصد أن أجعلها تنهار فقد كان النقاش عاديا ويحدث

بين الزملاء أشد من ذلك ،وهنا قالت الأم ، لم أتهمك بأنك السبب في انهيار ابنتي

فليس هذا أول انهيار لها ، ولكنه الأسوأ ، وزيارتك اليوم تزيل كل شك من نفسي

فأنا أعرف ابنتي ، لقد ابتلاها الله بوفاة والدها ، ثم فشلها في الزواج بسبب غيرة

الزوج العمياء ، وعنادها الشديد ، لقد كلمتني عنك كثيرا ، وهي تقدر إخلاصك

ونصائحك ،لكن الجيل كله يريد أن يجرب بنفسه ،وكثيرا ما كانت تأتي باكية ،

وتحكي لي فأقول لها : عنده حق أنت مخطئة ، ولكنها لم تحك لي عن آخر مشكلة

معك ، تهربت من أن أحكي للأم عما حدث ، وكلما حاولت انهاء الزيارة ،طلبت البقاء ،

ووجدتها وابنته في غاية السعادة ، طلبت منه الذهاب وبقاء ابنته معها بعض الوقت ،

وافقت الابنة فتركهما وحدد ساعة العودة لاصطحاب الابنه ............

(يتبع إن شاء الله)

ليست هناك تعليقات: