الأحد، 28 مارس 2010

مصر جنة الحسن

جنة الحسن
للبهاء الدين زهير

أأرحــل عـن مـصر وطـيب نعيمـــــها فـــأي مكـان بعدهـا لي شائــق؟
وكيف وقد أضحـت من الحـسن جـنـة زرابـيها مبثوثــة والنـــمارق؟
وإخـوان صدق يجـمع الفضل شملهـم مجــالسهــم ممــا حــووه حــدائق
أسكـان مـصر إن قضـى اللـه بالنوى فثــم عــهــود بيننا ومواثـــق
فلا تذكروها للنسيم فإنه لأمثالها مــــــن نفحــــة الـروض ســــــارق
إلى كـم جــفـوني بالدمــوع قريحـة وحــتام قلـبي بالـتـفرق خــافق
ففــي كــل يـوم لــي حـنين مــجـــدد وفي كل أرض لي حبيب مفارق
يحـرك وجــدي فــي الأراكـــة طــائــر ويبعث شجوي في الدجنة بارق
وأقسـم ما فارقت في الأرض مـنــــزلا ويذكـــر إلا والدمـوع سـوابــق
وعندي من الآداب فــي البعد مؤنــس أفــارق قــومـــي وليــس يفــارق
الشاعر:
هو الشاعر المصري بهاء الدين زهير ,ولد في الحجاز عام581هـ,وانتقل مع أسرته إلى صعيد مصر في مدينة (قوص) حيث كانت مركزا علميا ضخما ,فتعلم فيها وعمل كاتبا لحاكمها ثم انتقل إلى القاهرة حيث عمل في ديوان الإنشاء وقويت صلته بملك مصر الصالح نجم الدين أيوب, وسجل انتصاراته على الصليبيين, ومات عام665هـ.


جو النص:
عاش الشاعر في مصر حيات طويلة واضطرته الظروف إلى فراق الوطن مما جعله يشعر بالألم الشديد نتيجة الغربة وفراق الوطن ,فعبر عن هذه التجربة الشعورية الصادقة من خلال الأبيات السابقة.

مصر بلد الجمال
أأرحــل عـن مـصر وطـيب نعيمـــــها فـــأي مكـان بعدهـا لي شائــق؟
وكيف وقد أضحـت من الحـسن جـنـة زرابـيها مبثوثــة والنـــمارق؟
وإخـوان صدق يجـمع الفضل شملهـم مجــالسهــم ممــا حــووه حــدائق
اللغويات
طيب: فضل/ج/أطياب-طيوب
نعيمها: خيرها وحسن الحال×البؤس-العسر
شائق :جمال
أضحت: أصبحت
الحسن: الجمال/ج/محاسن×القبح
زرابيها: وسائدها تبسط للجلوس عليها كالبسط /م/زربية
مبثوثة: حووه الوسائد الصغيرة التي يتكأ عليها
جذاب- محبوب×منفر مكروه
مبسوطة متفرقة ومنتشرة النمارق
إخوان صدق: أصدقاء/م/ أخ
الفضل: حسن الأخلاق/ج/أفضال-فضول
شملهم: جمعهم وأمرهم
نمارق"/م/نمرقة.نمرق
الشرح:
يتساءل الشاعر متعجبا:
هل يمكن أن أرحل عن مصر, وأفارق ما فيها من حياة طيبة منعمة,فأين المكان الذي يجذبني إليه غيرها.
وكيف يمكن الرحيل وقد أصبحت مصر في حسنها وجمالها كالجنة التي انتشرت فيها الوسائد والبسط.
وهل يمكن أن أفارق هؤلاء الإخوان (الأصدقاء) الأوفياء المخلصين بما تميزوا به من علم وأدب وأخلاق فاضلة.

الأساليب: نوع الشاعر في الأساليب لإثارة الذهن ودفع الملل.
أولا الإنشائية:
أأرحل عن مصر..........إنشائي.........استفهام........غرضه التعجب.
فأي مكان..............إنشائي.........استفهام.........غرضه النفي.
كيف وقد أضحت........إنشائي.........استفهام.........غرضه التعجب.
تكرار التعجب والاستفهام للدلالة على مدى تعلق الشاعر بمصر وحيرته الشديدة .
ثانيا الخبري:
البيت الثالث ..........خبري......غرضه.......تقرير الجمال والاعتزاز بمصر وأهلها.
المحسنات:
(أرحل -- شائق).....تضاد...يوضح المعنى ويبرز الفكرة عن طريق ذكر الشيء وضده.
إخوان……….إيجاز بحذف المبتدأ لبيان أهمية الخبر والتقدير(هم إخوان)
صدق……….إيجاز بحذف الخبر(الجار والمجرور) للدلالة على سعة الثقافة والتقدير صدق
من علم ومن أدب وأخلاق فاضلة
الألوان البيانية (الخيال):
إخوان صدق..............(كناية) عن صفة وهي الإخلاص والأخلاق الفاضلة.
يجمع الفضل بينهم.. ...(كناية) عن نسبة وهي والخير والأخلاق الفاضلة.
أضحت من الحسن..........(تشبيه) فقد شبه مصر بأنها جنة (للتوضيح)
مجالسهم..حدائق#........(تشبيه)صور المجالس العامرة بالعلم والأدب بالحدائق المزهرة


ملاحظة:
وصف الجنة ب(زرابيها مبثوثة والنمارق) جاء لتقوية التشبيه السابق.ولكن الصورة فقدت بريقها بسبب كثرة الاستعمال ولذلك تسمى بالتشبيه الفاتر.
الحفاظ على العهود
أسكـان مـصر إن قضـى اللـه بالنوى فثــم عــهــود بيننا ومواثـــق
فلا تذكروها للنسيم فإنه لأمثالها مــــــن نفحــــة الـروض ســــــارق

اللغويات
قضى:حكم
النوى: الفراق والبعد×القرب
ثم:هناك
مواثق: عهود/م/موثق
النسيم:الرياح اللطيفة اللينة×العاصفة/ج/النسائم
أمثال:لأشباهها/م/مثل
عطر وطيب/ج/نفحات
الشرح:
ينادي الشاعر على أهل مصر فيقول:
يأهل مصر إنني لا أريد أن أرحل ولكن إن حكم الله بالبعد والفراق ,فتذكروا أن بيننا عهود على الوفاء والمحبة والإخلاص.
فلا تذكروا هذه العهود للنسيم حتى لا يسرقها كما يسرق الروائح الطيبة والعطور من الأزهار في الحدائق والبساتين.
الأساليب:
أسكان مصر...........إنشائي.............نداء.......للتعظيم والاعتزاز.
فلا تذكوها............إنشائي.............نهي.......للتحذير والنصح.
الألوان البيانية(الخيال):
النسيم سارق.............(س/م) حيث صور النسيم بلص يسرق(للتشخيص)
فلا تذكروها للنسيم.......(س/م) حيث صور النسيم بإنسان (للتشخيص)
ملاحظات:
1- أسند الشاعر الفعل(قضى)إلى لفظ الجلالة (الله):
حتى يبين أن الفراق ليس بيده ولكنه بقضاء الله وقدره.
2- أخذ النقاد على الشاعر كلمة(سرق).
لأنها تخالف الجو النفسي ؛فصورة النسيم المحمل بالروائح العطرة تبعث في النفس البهجة والسعادة أما السرقة فإنها صورة قبيحة تبعث في النفس الخوف والقلق.
الحنين للوطن
إلى كـم جــفـوني بالدمــوع قريحـة وحــتام قلـبي بالـتـفرق خــافق
ففــي كــل يـوم لــي حـنين مــجـــدد وفي كل أرض لي حبيب مفارق
يحـرك وجــدي فــي الأراكـــة طــائــر ويبعث شجوي في الدجنة بارق
اللغويات
الى كم: الى متى

قريحة: مجروحة/ج/قرحى,قرائح
حتام: إلى متى أصلها(حتى,ما)
خافق: مضطرب×مطمأن
حنين:شوق
مجدد: متجدد,مستمر×منقطع
مفارق: راحل×مقيم
شجوي" حزني وألمي
الأراك: شجرة كثيرة الفروع لها ثمر أحمر/ج/آراك
الدجنة: الظلمة الشديدة/ج/دُجُن

بارق:الضوء اللامع/ج/بوراق
الشرح:
ويشعر الشاعر بحسرة شديدة وألم مرير لفراقه مصر فيقول:
إلى متى ستستمر دموعي وأحزاني على فراق مصر؛وإلى متى سيظل قلبي مضطرب ,متى سأعود ليستريح قلبي ودمعي.
فإنني دائم الحنين لمصر وأهلها الذين أحببتهم وأحبوني.ففي كل مكان في مصر لي أحبة قد فارقتهم.
فكلما غرد طائر,أو ظهر برق لامع في الفضاء هاجت أزاني وتضاعفت آلامي.
الأساليب:
الى كم -- حتّام..............إنشائي استفهام................ غرضه الألم والحزن والتحسر.
الخبرية بقية الأساليب..............لتقرير اللوعة والحزن والأسى.
الألوان البيانية(الخيال):
جفوني..........................(مجاز مرسل) عن العين علاقته الجزئية.
جفوني بالدموع قريحة.......(كناية) عن صفة وهي كثرة الدموع والحزن الشديد.
حتام قلبي خافق...............(كناية) عن صفة وهي الاضطراب والحيرة مع الحزن.
يحرك وجدي..................(س/م) سفقد صور الحزن والالم بسئ مادي يتحرك(للتجسيم)
يبعث شجوي..................(س/م)حيث صور الهم والحزن بشيء مادي يتحرك(للتجسيم)
المحسنات البديعية:
الدجنة-- بارق.................طباق البيتان السابع والثامن................حسن تقسيم.
قسم وذكريات
وأقسـم ما فارقت في الأرض مـنــــزلا ويذكـــر إلا والدمـوع سـوابــق
وعندي من الآداب فــي البعد مؤنــس أفــارق قــومـــي وليــس يفــارق
اللغويات
اقسم:أحلف
منزلا:موضعا
سوابق: سريعة الجريان/م/سابقة
الفضائل والذكريات البعد
مؤنس: مزيل للوحشة
الشرح:
ويقسم الشاعر بأنه دائم البكاء على فراق وطنه ؛فلم يذكر مكان أو صديقا له في مصر إلا وقد سبقته دموعه حزنا على فراقه.
وان فارق الشاعر مصر بجسده فإنه لم يفارقها بخياله وذكرياته فلديه في غربته من الذكريات الجميلة ما تزيل وحشة الغربة وآلامها.
الأساليب: خبرية لتقرير الحب والاعتزاز بمص وأهلها
الألوان البيانية(الخيال):
الدموع سوابق...........(س/م) حيث صور الدموع بأنها إنسان يسبق(للتشخيص)
عندي من الآداب...........(س/م)حيث صور الآداب بأشياء مادية يمتلكها الشاعر(للتجسيم)
المحسنات البديعية:
يفارق-- ليس يفارق..........طباق بالسلب.
لس يفارق........إيجاز بحذف المفعول به (القلب) وأصلها ليس يفارق الوطن قلبي.
وحذفه لأنه مفهوم من السياق..
التعليق
غرض النص : الحنين إلى الوطن, وهو غرض قديم بقدم الإنسان.
الأفكار : واضحة مرتبة مرتبطة ببعضها البعض بلا غموض أو تعقيد, كما أنه لم يبتكر أو يجدد.
الألفاظ : جاءت واضحة معبرة عن الفكرة والعاطفة.
ملامح شخصية الشاعر :
محب لوطنه معجب به - متأثر بالقرآن- يمتاز بالوفاء للوطن الأهل والأصحاب فلا ينساهم في غربته – رقيق المشاعر خفيف الروح.





الخصائص الفنية لأسلوبه :
الشاعر رائد لمدرسة الرقة والعذوبة, ويمتاز شعره ب....
1- وضوح الألفاظ وتماسك العبارة.
2- إيثار المعنى على اللفظ مما زاد من جمال القصيدة.
3- روعة التصوير والخيال واستخدامه في خدمة المعنى.
4- قلة المحسنات البديعية.
أثر البيئة في النص :
1- جمال مصر وموقعها وبيئتها البديعة.
2- مناخ مصر الرائع طوال العام .
3- حسن أخلاق أهل مصر وامتيازهم بالوفاء.
4- حرص المصريين على جمع شملهم والألفة والتعاون.
.........................................................................
مع أطيب المنى

ليست هناك تعليقات: