الأحد، 7 مارس 2010

الإشادة بجهاد صلاح الدين

الإشادة بجهاد صلاح الدين

طلــعــــت علـيهــم بالصباح من الظبى يحــيط به ليل من النقع مظــــــلم
فــــــســاء صبــــاح المــنـذرين لأنــــــه صـــباح به زرق الأسـنة أنــــــجــــم
وجــيش بــه أســــد الكريهة غــضـــب وإن شئت عــقبان المـنية حـــــــوم
يعفون عن كسب المغانم في الوغى فليس لهــم إلا الفـــوارس مغــــنم
إذا قاتلوا كانوا سكوتا شــجاعــــة ولكن ظــباهـم في الطــلى تتكلــم
الفــت ديار الكـفر غـزوا فقد غـــــدا جــوادك إذ يأتـــي إليــها يحـمـــحم
تقاد لك الأبطـــال قبــــل لــقــائــهم لأنــهم من نقع جــيشك قد عــمــوا
وما يعصم الكفار منك حــصــونهـــم ولا شــيء بعــد الله غـيرك يعــصـم
وكل مكـــان أنت فـــيه مـــتبـــارك وفي كــل يــوم فيه عــيد وموســم
ولا بـــرحــت مـصـــــر أحــق بــيوســـف من الشــام ولكن الحــظــوظ تقــسـم
الشاعر :
أبو القاسم القاضي السعيد بن القاضي الرشيد جعفر بن المعتمد سناء الملك,شاعر مصري ولد عام520هـ وتوفي عام608هـ. اتصل بالقاضي الفاضل وعمل معه في ديوان الإنشاء في عهد صلاح الدين,وله نتاج أدبي وعلمي,منه(دار الطراز في فن الموشحات)و(روح الحيوان) ,وهو تلخيص لكتاب الحيوان للجاحظ



جو النص:
عاش الشاعر انتصارات صلاح الدين وبطولاته ضد الصليبين وقد كان قريبا منه , ومن خلال هذه القصيدة عبر عن الفرحة الكبيرة التي عاشها المسلمون بالانتصار على أعدائهم.

براعة صلاح الدين وجيشه
طلــعــــت علـيهــم بالصباح من الظبى يحــيط به ليل من النقع مظــــــلم
فــــــســاء صبــــاح المــنـذرين لأنــــــه صـــباح به زرق الأسـنة أنــــــجــــم
وجــيش بــه أســــد الكريهة غــضـــب وإن شئت عــقبان المـنية حـــــــوم
يعفون عن كسب المغانم في الوغى فليس لهــم إلا الفـــوارس مغــــنم
إذا قاتلوا كانوا سكوتا شــجاعــــة ولكن ظــباهـم في الطــلى تتكلــم
اللغويات
طلعت: غضبت هجمت
الظبا: حد السيف/م/ظبة
النقع: غبار المعارك/ج/نقاع
ساء: قبح×حسن
زرق الأسنة
أسد: جمع أسد
الكريهة: الحرب/ج/كرائه×السلم
المهددين :اسم مفعول
الأسنة:نصل السيف/م/سنان
غضاب:ثائرة وهائجة/م/غاضب
عقبان: الطيور الجارحة/م/عقاب
المنية: الموت/ج/منايا
حوم: الدائرة بالقتال /م/حائم
يعفون: يسمون ويترفعون×يدنون ويطمعون
المغانم: م/الغنيمة من الأعداء
الوغى: الحرب
ظباهم: سيوفهم
الطلى: الأعناق/م/طلية
أردت×أبيت ورفضت
الشرح:
يتحدث الشاعر عن قوة صلاح الدين والجيش المصري الذي لا يخاف الأعداء فيهجم عليهم في الصباح بسيوفه اللامعة فتضيء ظلام الغبار الكثيف, فكان يوم سيء على الأعداء لأنهم وجدوا سيف صلاح الدين تحيط بهم من كل مكان كالنجوم اللامعة.
ثم يصف الشاعر جيش صلاح الدين ,فجنوده كالأسود الغاضبة الهائجة ,أو كالطيور الجارحة التي تنقض على أعدائها في صمت شديد وتترك سيوفها تتحدث مع أعدائها ,ولذلك تترفع عن المغانم فهي لا تريد سوى أعناق الفرسان لأنها الغنيمة الكبرى..

المحسنات البديعية:
الطباق...........................(صباح-ليل) (سكوتا-تتكلم)
الإيجاز..........................(جيش) إيجاز بحذف المبتدأ والتقدير(هذا جيش..)
الأساليب:
خبرية لتقرير الإعجاب بشجاعة صلاح الدين وجنوده.ومنها:
ليس لهم إلا الفوارس مغنم.....................أسلوب قصر,تعليل لما قبله وأداته(ليس)(إلا).
الألوان البيانية:
التشبيه:
طلعت عليهم بالصباح من الظبا......................تشبيه تمثيلي,حيث صور السيوف في لمعانها بالنهار في إشراقه (للتوضيح)
ليل من النقع مظلم.............................تشبيه تمثيل,فقد صور الغبار الكثيف بالليل المظلم(للتوضيح)
زرق الأسنة أنجم...........................تشبيه تمثيلي,فقد صور الرماح في لمعان سنانها بالنجوم المضيئة في الليل(للتوضيح)
الاستعارة
يحيط به ليل................(س/م) فقد صور الليل بأنه شيء مادي يحيط بالأعداء (للتجسيم)
أسد..........................(س/ص) فقد صور جنود صلاح الدين بالأسود الغاضبة(للتوضيح)
عقبان المنية................(س/ص) صور جنود صلاح الدين بطيور الجارحة(للتوضيح)
ظباهم تتكلم..................(س/م) فقد صور الرماح بإنسان يتكلم مع الأعداء(للتشخيص)
الكناية
الكريهة...............................كناية عن موصوف وهو الحرب.
كانوا سكوتا شجاعة................كناية عن صفة وهي الصبر والجدية.
يعفون عن كسب المغنم............كناية عن صفة وهي سمو الهدف ونبله.
سر جمال الكناية (الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل في إيجاز وتجسيم)
ثقافة الشاعر(الإسلامية والعربية)
فساء صباح المنذرين................تأثر بقوله تعالى في سورة الصافات(فساء صباح المنذرين)
البيت الرابع:متأثر فيه بقول عنترة:
يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى واعف عند المغنم.
آراء النقاد:
1- وجيش به أسد الكريهة غضب وان شئت عقبان المنية حوم.
عاب النقاد على الشاعر انه أتى بالصورة الأقوى أولا ثم الصورة الأضعف,
إلا إذا أراد التنويع بين صفات الجيش لإظهار مدى قوته وفتكه بالأعداء.





جهاد متصل ونصر دائم
ألفــت ديار الكـفر غـزوا فقد غـــــدا جــــوادك إذ يأتـــي إليــها يحـمـــحم
تقاد لك الأبطـــال قبــــل لــقــائــهم لأنــهم من نقع جــيشك قد عــمــوا
وما يعصم الكفار منك حــصــونهـــم ولا شــيء بعــد الله غـيرك يعــصـم
وكل مكـــان أنت فـــيه مـــتبـــارك وفي كــل يــوم فيه عــيد وموســم
ولا بـــرحــت مـصـــــر أحــق بــيوســـف من الشــام ولكن الحــظــوظ تقــسـم
اللغويات
الفت:أعتدت
غدا:أصبح
جوادك حصانك,وفرسك/ج/جياد وأجياد وأجاويد:
يحمحم: صوت الحصان
تقاد:تساق
نقع:غبار
يعصم :يمنع
مبارك: كثير البركة والخير
الحظوظ: النصيب والقدر/م/حظ
موسم:مجتمع الأفراح/ج/مواسم

الشرح :
لقد أكثرت من جهاد الأعداء حتى تعودت على قتالهم في بلادهم,وأصبح حصانك خبيرا بأماكنهم فكلما اقتربت من حصونهم يحمحم الحصان معلنا استعداده للقتال.
وتبدأ هزيمة الأعداء قبل أن تلقاهم,فلقد عماهم ذلك الغبار المتصاعد من جيشك فلم يروا إلا الاستسلام والهزيمة,ومهما تحصنوا فلن تنفعهم حصونهم وستهزمهم بإذن الله.
فلا عاصم لهم بعد الله غيرك,وستظل مصر أجدر وأحق بك من الشام ولكن هذا هو قدر الله يقسم الحظوظ كما يشاء.
المحسنات البديعية:
يوسف.................تورية فالمعنى القريب يوسف النبي() والمعنى البعيد هو يوسف
صلاح الدين,وهو المطلوب.
(يعصم,ما يعصم)........طباق بالسلب,يوضح الفكرة ويبرز المعنى بذكر الشيء وضده.
الأساليب:
جاءت خبرية لتوكيد عاطفة الشاعر وهي(الاعتزاز والحب الشديد لصلاح الدين)
أساليب التوكيد:
فقد غدا جوادك,قد عموا .......................أسلوب مؤكد ب(قد)
لا شيء بعد الله غيرك يعصم ........أسلوب قصر,وأداته(لا)(إلا)
الألوان البيانية:
ديار......................(مجاز مرسل) عن الصليبين علاقته المحلية.
الحظوظ تقسم.............(س/م) حيث صور الحظوظ بشيء مادي يمكن تقسيمه(للتجسيم)
الفت ديار الكفر...........(ك) عن كثرة الجهاد وقال الأعداء.
جوادك إذ يأتي إليها يحمحم................(ك)عن كثرة المعارك وقوتها.
من نقع جيشك قد عموا.....................(ك)عن كثرة الجيش.
ثقافة الشاعر الإسلامية والعربية:
وما يعصم الكفار عنك حصونهم............متأثر بقوله تعالى
(وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله)
البيت الأول...تقاد لك الأبطال قبل لقائهم ..... متأثر بقول المتنبي:
تقاد لك الأبطال كلمى هزيمة ووجهك وضاح وثغرك باسم.

آراء النقاد:
2- كلمة (عموا) رفض النقاد هذه الكلمة لان الغبار يحجب الرؤيا لبعض الوقت ولا يعمي الإنسان ولكنهم قبلوها في مقام المبالغة في المدح
غرض النص المدح ولكنه يدخل تحت غرض الحماسة,
1- لأنه مدح لبطل أصبح رمزا للدفاع عن الإسلام والخلاص من المحتل.
2- لأن الشاعر لا ينتظر منه عطاء على مدحه وإنما يمدحه لذاته وبطولاته.





اثر البيئة في النص:
1- الصراع بين المسلمين والصليبيين.
2- استخدام الخيل والسيوف والرماح في المعارك.
3- قوة الجيش المصري والمبادئ السامية التي يسعى إليها.
4- الاقتباس والتضمين من الشعر والقرآن.
5- مكانة صلاح الدين وحسن قيادته.
ملامح شخصية الشاعر:
1- أديب بارع وشاعر موهوب.
2- عربي مؤمن بعروبته,وأمجادها.
3- معجب بصلاح الدين وجيشه.
4- متأثر بالثقافة الإسلامية والعربية.
الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر:
1- وضوح الألفاظ وسهولتها.
2- روعة التصوير والميل للمبالغة.
3- قوة العبارة وإحكام الصياغة.
4- عمق الأفكار وتحليلها.
...................................................................................
مع أطيب المنى

ليست هناك تعليقات: