الاثنين، 22 مارس 2010

الثائرة -2

وجمت وظلت واجمة ولم تعقب طوال مدة كلامي ، والتفت إليها لأتبين أثر كلامي

عليها أخفت وجهها بيديها وخرجت مسرعة ، أسرعت إليّ إحدى زميلاتها متسائلة :

ماذا قلت لها ، تكاد تقطع نفسها بكاء ، لم أقل شيئا يستدعي البكاء ،اسأليها

بماذا اتهمتني ؟ بادرتني قائلة : أنا أشهد أنك تعاملها بحزم زائد منذ حضرت

لمكتبنا ، وهي مغرورة لا جدال ، وكانت تُعامل معاملة خاصة جدا ، سارعت

بالسؤال :هل ظلمتها في تكليفها بعمل زائد ، وهل أخفيت عنها تقرير الكفاية

الذي كتبته بيدها ، لم أجاملها على حساب أحد ، ولم أجامل أحدا على حسابها

سارعت بالانصراف وشغلني دولاب العمل ، لقد تغيبت عن العمل ، سألت عنها

وعن سبب الغياب قالوا : لقد طلبت اجازة مرضية ، وصار كل المتطفلين يبحثون

عما جعلها تغيب ، ويحاولون معرفة ما قلت لها ، ولكنهم يبتعدون عن سؤالي مباشرة

أرسلت لي المديرة العامة ، وبدأت بمهاجمتي لتعرف كل شيء ، قالت وهي عابسة،

لقد أرسلتها أليك ليستقيم حالها ، وقد سعدت بتطورها للأحسن ،وبآخر تقرير عنها

ولم أتوقع أن تكون انت سببا في انهيارها عصبيا وذهابها للمستشفى -صارحني :

ماذا حدث؟؟

حكيت لها بكل صراحة ووضوح ولم أترك أية تفصيلة صغيرة ، بادرتني قائلة :

لم تفهم ما وراء هجومها عليك-!!!! إنها مغرمة بك ، اشتكت منك عشرات المرات ولم

تطلب نقلها ولا مرة ، وشعرت أنك جرحتها جرحا بالغا فلم تتعود هذا الحزم ولم

تتعود الحساب على كل صغيرة وكبيرة ، وهي المدللة الخارجة من تجربة فاشلة ،

إنها مشكلة تعامل معها على أنها حالة لم أعقب ، هزت رأسها ، تساءلت مستغربا :

هل في كلامي أي خطأ ؟ قالت بسرعة : لم أقل ذلك أعرفك تحرص على عدم الخطأ ،

لكن مضمون كلامك أنها عندك لا تساوي شيئا ، تخيل شخص يحبك ،وأنت تصارحه أنه

لا يساوي شيئا ..نحن في مكان عمل ، وأنا أرد على تهم أتهمت بها ...أعرف ..أعرف

وأنا لا أتهمك بشيء ، ولكن عليك أن تتعاون معي كي تعود إلى صحتها وعملها ، يهمني

أمرها ولها مدة تعمل معي ،و.. ، ولن أتخلى عنها ،وأنا متأكدة من قدرتك على إحتوائها

هز رأسه بالموافقة ...طلبت تقريرا مفصلا عن حالتها ...

((يتبع إن شاء الله))

ليست هناك تعليقات: