وجمت وظلت واجمة ولم تعقب طوال مدة كلامي ، والتفت إليها لأتبين أثر كلامي
عليها أخفت وجهها بيديها وخرجت مسرعة ، أسرعت إليّ إحدى زميلاتها متسائلة :
ماذا قلت لها ، تكاد تقطع نفسها بكاء ، لم أقل شيئا يستدعي البكاء ،اسأليها
بماذا اتهمتني ؟ بادرتني قائلة : أنا أشهد أنك تعاملها بحزم زائد منذ حضرت
لمكتبنا ، وهي مغرورة لا جدال ، وكانت تُعامل معاملة خاصة جدا ، سارعت
بالسؤال :هل ظلمتها في تكليفها بعمل زائد ، وهل أخفيت عنها تقرير الكفاية
الذي كتبته بيدها ، لم أجاملها على حساب أحد ، ولم أجامل أحدا على حسابها
سارعت بالانصراف وشغلني دولاب العمل ، لقد تغيبت عن العمل ، سألت عنها
وعن سبب الغياب قالوا : لقد طلبت اجازة مرضية ، وصار كل المتطفلين يبحثون
عما جعلها تغيب ، ويحاولون معرفة ما قلت لها ، ولكنهم يبتعدون عن سؤالي مباشرة
أرسلت لي المديرة العامة ، وبدأت بمهاجمتي لتعرف كل شيء ، قالت وهي عابسة،
لقد أرسلتها أليك ليستقيم حالها ، وقد سعدت بتطورها للأحسن ،وبآخر تقرير عنها
ولم أتوقع أن تكون انت سببا في انهيارها عصبيا وذهابها للمستشفى -صارحني :
ماذا حدث؟؟
حكيت لها بكل صراحة ووضوح ولم أترك أية تفصيلة صغيرة ، بادرتني قائلة :
لم تفهم ما وراء هجومها عليك-!!!! إنها مغرمة بك ، اشتكت منك عشرات المرات ولم
تطلب نقلها ولا مرة ، وشعرت أنك جرحتها جرحا بالغا فلم تتعود هذا الحزم ولم
تتعود الحساب على كل صغيرة وكبيرة ، وهي المدللة الخارجة من تجربة فاشلة ،
إنها مشكلة تعامل معها على أنها حالة لم أعقب ، هزت رأسها ، تساءلت مستغربا :
هل في كلامي أي خطأ ؟ قالت بسرعة : لم أقل ذلك أعرفك تحرص على عدم الخطأ ،
لكن مضمون كلامك أنها عندك لا تساوي شيئا ، تخيل شخص يحبك ،وأنت تصارحه أنه
لا يساوي شيئا ..نحن في مكان عمل ، وأنا أرد على تهم أتهمت بها ...أعرف ..أعرف
وأنا لا أتهمك بشيء ، ولكن عليك أن تتعاون معي كي تعود إلى صحتها وعملها ، يهمني
أمرها ولها مدة تعمل معي ،و.. ، ولن أتخلى عنها ،وأنا متأكدة من قدرتك على إحتوائها
هز رأسه بالموافقة ...طلبت تقريرا مفصلا عن حالتها ...
((يتبع إن شاء الله))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق