الثلاثاء، 9 مارس 2010

موشح -محي الدين بن عربي

موشح :محي الدين بن عربي
الموشح
هو فن شعري أندلسي خالص ابتكره الأندلسيون متأثرين بالغناء الأسباني,يعتمد على أشكال متنوعة من القوافي,وهو مقسم إلى قطع كل قطعة لها قافية مستقلة مع وجود لازمة (قفل)تتكرر في كل قطعة.
الموشح اسم مأخوذ من الوشاح؛ وهو نسيج عريض من القماش مزين بالجواهر تشده المرأة بين كتفها الأيمن وجانبها الأيسر.
ويلاحظ أن الموشح خرج على أوزان العرب الشعرية,فقد نظم الأندلسيون موشحاتهم على أوزان لم يعرفها العرب في شعرهم.
بناء الموشح:
يتكون الموشح من المطلع وبعده الأدوار الذي تتكون من الغصن والقفل:
1- المطلع.........هو أول بيت في الموشح.
2- الدور..........مجموعة أبيات متشابهة في العدد مختلفة في القافية.
الدور يتكون من:
1- الغصن..........مجموعة الأبيات التي تلي المطلع,متساوية ولها قافية خاصة بها.
2- القفل............هو البيت الذي ينتهي به الدور ويتفق مع المطلع في الوزن والقافية
ظهور الموشح ورواده:
أول من نظم الموشح (مقدم بن معافر) في القرن الثالث الهجري,ثم تبعه (احمد بن عبد ربه)صاحب كتاب( العقد الفريد).
ولكن لم يصل إلينا من أنتاجهما شيء, فأقدم ما وصل إلينا من الموشحات يرجع إلى القرن
الخامس الهجري, وقد ازدهر فن الموشح في القرنين السابع والثامن الهجري,ومن أهم شعراء الموشح(ابن عربي- ابن زهر- لسان الدين بن الخطيب)
أسباب ظهور فن الموشح:
1- تأثر شعراء الأندلس بالأناشيد والأغاني الشعبية الأسبانية.المتحررة من الوزن والقافية
2- ميل أهل الأندلس إلى الغناء,وهو-الغناء- فن يحتاج إلى تجدد القوافي وتنوعها.
3- بعد أهل الأندلس عن المصدر الأساسي للثقافة العربية مما سهل عليهم التجديد الشعري
4- ما يراه ابن خلدون من حب أهل الأندلس للدعابة والمرح.
الموشح
الشاعر: هو (محيي الدين بن عربي) فيلسوف وشعر صوفي زاهد,ولد في الأندلس وقام برحلة زار خلالها مصر والشام وبلاد الروم والعراق والحجاز,ثم استقر في دمشق حتى مات.
جو النص:
هذا الموشح يسمى بالمُكفِّر لان موضوعه الزهد,ولأنه يكفر الذنوب,ويشترط للمُكفِّر أن يكون على وزن موشح آخر مشهور,ولذلك نظمه على وزن احد موشحات (ابن زهر الإشبيلي) والذي مطلعه:
أيها الساقي إليك المشتكى قد دعوناك وان لم تسمع
الدور الأول
عندما لاح لعيني المتكـا ذبت شوقا للذي كان معي
أيها البيت العتيق المشرف
جاءك العبد الضعيف المسرف
عينه بالدمع دوما تذرف
فرية منه ومكر؛فالبكا ليس محمودا إذا لم ينفع
اللغويات
لاح: ظهر وبدا×اختفى
المتكا: مكان الجلوس والأصل (المتكأ)
شوقا: حبا × بغضا
البيت العتيق: الكعبة
العبد الضعيف: يقصد نفسه
كان معي: الذي ملأ قلبي
المشرف: المرتفع
المسرف: المخطئ كثير الذنوب
تذرف: يجري دمعها
مكر: خداع
فرية: كذب/ج/فِرى
ليس محمود : لا قيمة له ولا ينفع

الشرح:
يبدأ ابن عربي بتخيل الجنة ونعيم فيقول:
عندما تخيلت الجنة وأماكن جلوس أهلها ازددت حبا وشوقا لهذا النعيم العظيم الذي تخيلته.
وبسبب كثرة ذنوبي فقد توجهت إلى البيت الحرام ابكي المثير من الدموع معلنا توبتي وندمي راجيا من الله القبول, ولكن هذه الدموع مجرد كذب وخداع ولا قيمة لها إن لم تكن خالصة لله تعالى ولقد خلُصَت نيتي بالتوبة لله تعالى.
الألوان البيانية:
ذبت شوقا.......................(س.م) صور نفسه بشيء مادي يذوب (للتوضيح)
أيها البيت.......................(س.م) صور الكعبة بإنسان يسمع (للتشخيص)
فرية منه........................(س.م) صور الدمع بالكذب والخداع (للتوضيح)
البيت العتيق المشرف............(ك) عن الكعبة للتعظيم
جاءك العبد الضعيف..........(ك) التواضع والندم الرجاء
المسرف.......................(ك) كثرة الذنوب
ليس محمودا إذا لم ينفع...................(ك)عن ضرورة الإخلاص في التوبة
سر جمال الكناية(الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل في إيجاز وتجسيم)
الأساليب:
أيها البيت العتيق.......... إنشائي (نداء).........للتعظيم.
المحسنات البديعية: (مشرف-مسرف) (المشتكى-الشكوى) جناس ناقص
أثره: إحداث جرس موسيقي يطرب الأذن يجذب والانتباه.
الألفاظ:
لاح لعيني المتكا....................توحي بالتفكير المستمر
ذبت شوقا..........................توحي بالحب الشديد.
العتيق..............................توحي بالأصالة والقدم
المشرف...........................توحي بالسمو والرفعة.
المسرف...........................توحي بكثرة الذنوب.
العبد...............................توحي بالتواضع والخضوع.
فرية.................................نكرة للتهويل ,وعطفها يوحي بالتحقير لنفسه.
بقية الأساليب خبرية لإظهار الندم والأمل في المغفرة.
الدور الثاني
أيها الساقي اسقني ولا تأتل
فلقد اتعب فكـــري عـــذلي
ولقد أنشده ما قيل لي:
(أيها الساقي إليك المشتكى) ضاعت الشكوى إذا لم تنفع
اللغويات
الساقي: رمز لله تعالى
اسقني: املأ قلبي بحبك
لا تأتل: لا تحرمني من حبك
عذلي اللائمون/م/ عاذل:
انشده: أقول له
ما قيل لي: ما سمعته
المشتكى الملجأ:
ضاعت الشكوى: لم تنفع ولم تفد
ينفع: يفيد
الشرح:
ثم يتوجه ابن عربي لله تعالى ويقول يا رب لا تحرمني من حبك وزدني شوقا لك, فلقد أتعب الناس فكري وعقلي بسبب كثرة اللوم,فرددت كلامهم دون وعي,فيا رب إليك أشكو فتقبل توبتي حتى لا تضيع الشكوى فيضيع معها كل شيء.
الأساليب:
أيها الساقي...............إنشائي(نداء).....للتعظيم والدعاء.
اسقني................... إنشائي (أمر)..........للدعاء.
لا تأتل.................... إنشائي (نهي)........للدعاء.
الألوان البيانية:
اتعب فكري عذلي...........(س.م) صور فكره بإنسان يتعب (للتشخيص)
انشده.......................(س.م) ترشيح وامتداد للصورة السابقة,صور فكرة بإنسان
وابن عربي يحدثه(للتشخيص)
ضاعت الشكوى............(س.م) صور الشكوى بشيء مادي يضيع(للتجسيم)
الألفاظ:
اتعب ...................................توحي بالمعاناة
قيل ......................................مبني للمجهول لكثرة اللائمون
ضاعت................................. توحي باليأس وفقدان الأمل
الساقي ..................................رمز من رموز الصوفية يعني به الله تعالى.
التعليق
النص من فن الموشحات الأندلسية الخالصة
غرضه الزهد والتصوف.
الأفكار مرتبة وواضحة تدور حول الندم على الذنوب والأمل في عفو الله وغفرانه.
ملامح شخصية الشاعر: خصائص أسلوبه
1- من أعلام الصوفية
2- مشتاق إلى نعيم الجنة
3- نادم على كثرة الذنوب.
4- متحير بين اليأس والأمل 1- الألفاظ واضحة وسهلة.
2- يعتمد على ايحائات الألفاظ
3- قلة الصور والمحسنات
4- ترابط الأفكار
أثر البيئة في النص:
1- التأثر بالموسيقى والأغاني الأسبانية.
2- ظهور التصوف كرد فعل للعبث والمجون في الأندلس.
3- الحرية في الأوزان بسبب البعد عن المشرق.
......................................................................

مع أطيب المنى

ليست هناك تعليقات: